سلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الأحد/ الضوء على قرار أفغانستان بفرض حظر تجوال ليلي في معظم أنحاء البلاد في الوقت الذي تكافح فيه الحكومة لوقف هجمات لا هوادة فيه من قبل قوات حركة طالبان، التي استولت على أراض ومراكز حدودية مهمة.
وقالت وزارة الداخلية قبل ساعات: للحد من العنف والحد من تحركات طالبان، تم فرض حظر تجول ليلي في 31 مقاطعة في جميع أنحاء البلاد، باستثناء كابول وبنجشير ونانجرهار.
تعليقا على ذلك، قالت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني) مع انتهاء الولايات المتحدة من مهمتها العسكرية التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان، ومع تحديد موعد مغادرة القوات بحلول نهاية أغسطس، حققت طالبان مكاسب سريعة في جميع أنحاء البلاد. كما أن معظم تلك الانتصارات وقعت في مناطق ريفية غير مأهولة بالسكان، بينما ركزت قوات الأمن الأفغانية على حماية كابول وعواصم المقاطعات.
واشارت إلى أن محادثات تقاسم السلطة بين حكومة الرئيس أشرف عبد الغني وطالبان فشلت في التوصل إلى حل سياسي وإنهاء "الحرب الأبدية" من أجل إحلال السلام، على الرغم من الضغط الدولي المنسق على المتمردين لإلقاء السلاح من أجل وقف إطلاق النار. علاوة على ذلك، هددت طالبان بمواصلة القتال حتى يتم التفاوض على حكومة جديدة في كابول وإزاحة غني من السلطة.
وبعد اتصال هاتفي مع غني يوم أمس الأول،أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هجمات طالبان "تتعارض بشكل مباشر مع مطالبة الحركة بدعم تسوية تفاوضية للصراع". متعهدًا بمواصلة دعم القوات الأفغانية، بما في ذلك تخصيص مليار دولار للقوات الجوية الأفغانية وتسليم طائرات هليكوبتر بلاك هوك إضافية.
وفي الأسابيع الأخيرة، سيطرت طالبان على المعابر الحدودية، وهددت بحرمان الحكومة في كابول من مصدر دخل مهم وجعلها تعتمد على المساعدات الخارجية.
وقال مسئول حكومي كبير في كابول، في تصريحات خاصة للـ" فاينانشيال تايمز": إن باكستان استبدلت الوحدات شبه العسكرية على طول حدودها مع أفغانستان بقوات عسكرية نظامية، الأمر الذي أثار مخاوف من امتداد هجمات طالبان. كما وردت أنباء عن فر أكثر من ألف جندي أفغاني إلى طاجيكستان هذا الشهر بعد اشتباكات مع مسلحي طالبان. وأضاف المسئول، حول هذا الشأن:" لا نريد أن يتكرر ذلك في باكستان".
وقال مسئول إقليمي آخر في باكستان إن فرض حظر التجول الليلي على وجه الخصوص زاد من خطر تدفق اللاجئين عبر الحدود. وأضاف: "الأشخاص الذين يملكون إمكانيات مالية يحاولون المغادرة، خاصة من المدن. بما زاد من مخاوف وتوترات السكان بشأن إراقة المزيد من الدماء". وأشار إلى أن هناك ما يقدر بثلاثة ملايين لاجئ أفغاني في باكستان، نصفهم فقط مسجل، وفقًا للأمم المتحدة.
