للأمل جذور.. هو كشجرة يخرج منها غصن يحمل سماتها وعطاءها.. يمنح دون مقابل ويعطي دون انتظار شكر مهما تأذى.
من صلب أبي خرجت أحمل إصراره وقوته وفيض مشاعره.. عاندتني الحياة ولم تغلبني.. حاولت كسرى لمرات لكن في كل مرة كنت أخرج الأقوى.
في أوج حياتي شاءت الأقدار أن أكون وحدي أحمل هم ثلاث ثمرات.. أم وأب لهم أحفر في الصخر ليتفجر لهم ينابيع من الأمل وانكفئ على كتبي لأضيف لاسمي صفة يتفاخرون بها فمن طالبة متميزة إلى حاصلة على ماجستير إلى دكتورة في الجامعة.
أجرى إلى حضن أبي أخبئ فرحتي وأركض بين ثنايا ضلوعه أتزود من روحه لأصب ألقه في قلوب صغاري الذين يستظلون معي بظله.
أبي حنان مغلف بصلابة لا يقبل الضيم لأحد فكيف بابنته التي من صلبه ويراها تتألم وتبتسم لتواري ضعفها.
أنا أم أطلق عليها من حولها في عقدها الثالث سوبر مامي فتفوقها لم ينقص شيئا من تفوق أولادها وسعيها إنما كان لأجلهم لتضع لهم بروازا من الفخر حول صورهم وتمهد لهم الأرض تحت أقدامهم، لتضئ لهم الطريق وتكون لهم قدوة وخاصة بعد طلاقي من والدكم.
أحببتكم بكل ما تعنيه كلمة حب، فرحي طيلة ١٣ عامًا كان بكم لا بكل ما حققته من نجاحات وأملي كان يكبر معكم ووجعي كان يتلاشى بابتسامة ترسمها الحياة على وجوهكم.. في كل عام كان عودكم يشتد أمامي كنت أصير أقوى وأمني نفسي أن كل ظلم تعرضت له يهون حينما تصيروا رجالا وأكون أنا أم لهؤلاء الأبطال الثلاثة.
كنت أحسب العمر باللحظات وأرمي الأمس المرير وراء ظهري وأنا أرى الصبح يشرق في وجوهكم، قلبي المكبل كان يفك أسره ويطير يحلق حولكم أينما تحط أرواحكم، أخالكم رجالا كبارا يلتفون حولي ويضعون قبلاتهم على جبيني في جائزة وتكريم هي الأفضل لأي أم.
فيا شرايين القلب ونبضه أنا رغم تألمي أدرك أنه سيأتي يوم تعرفون فيه كم ضحيت من أجلكم وحينها ستدركون أني كنت دائمًا لكم وسأظل لكم مهما حييت.