أطلقت الشبكة العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر "Talitha Kum" - والتي تضم أكثر من ثلاثة آلاف راهبة كاثوليكية وعلمانية - حملة بعنوان “ #CareAgainstTrafficking ”، وذلك في ضوء اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر الذي سيحتفل به العالم يوم الجمعة في الثلاثين من يوليو الجاري.
كشفت الأخت غابرييلا بوتاني المنسقة الدولية للحملة ، بان فكرة الحملة جاءت من خبرة الوقت الذي نعيشه ، زمن تعلمنا فيه واستعدنا قيمة العناية، وموضوع الحملة هو العناية ضد الاتجار بالبشر.
وأضافت “بوتاني ” حسب ما نشر لها من تصريحات اعلامية وقامت بنشرها الصفحة الرسمية للفاتيكان ، اليوم الجمعة ، بان الهاشتاج “#CareAgainstTrafficking ”يذكرنا بقيمة العناية، وهي كلمة عزيزة جدًا على البابا الذي ذكرنا في النسخة الأخيرة من يوم الصلاة والتأمل ضد الاتجار بالبشر، في الثامن من شباط فبراير الماضي، بأهمية تعزيز اقتصاد للعناية. اقتصاد يتناقض مع اقتصاد الاستغلال، لا بمعنى السوق الكبيرة وحسب، وإنما أيضًا في القدرة على العناية بالبيت المشترك وكرامة الأشخاص. ومن هنا جاءت فكرة جمع قصص الأشخاص وسرد كيف يمكننا أن نعمل من أجل مكافحة الاتجار بالبشر. يمكننا القيام بذلك بطرق مختلفة، بدءًا بما نحاول القيام به من تصرفات عناية. لقد دعمنا الناجين والناجيات، حتى في ظل أزمة الوباء، من خلال تقديم مساعدات مادية ملموسة مثل دفع الإيجار أو الحصول على الطعام.
تابعت المنسقة الدولية لـ "Talitha Kum" تقول هناك العديد من القصص، وخلال جمعها أثّرت فيَّ قصّة الراهبات في لبنان اللواتي تلقين طلبًا من أم إثيوبية مسنة، فقدت الاتصال بابنتها، التي كانت قد ذهبت إلى الشرق الأوسط قبل سنوات. لقد تمكنا من التعرف عليها، وقد وجدناها في لبنان بعد ستة أشهر من البحث عنها في مستشفى للأمراض النفسية بسبب الصدمة التي تعرّضت لها بسبب الإتجار. ومن هناك، بدأت عملية للتعافي والعودة إلى الوطن. إنَّ العناية تجعلك قريبًا من الجراح العميقة التي لا تلتئم بسرعة.
أضافت الأخت غابرييلا بوتاني مجيبة على سؤال حول الدعوة التي توجّهها هذه الحملة من أجل الالتزام الملموس الذي يُطلب من السياسات التي تكافح ضدّ ظاهرة الإتجار بالبشر، وقالت نحن نقول ما هي احتياجات اليوم من خلال خبرتنا ونريد أن تصل هذه الرسالة إلى الحكومات والمنظمات الدولية بحيث يتم وضع كرامة الشخص البشري في المحور من خلال عملية التحرير هذه. في مرحلة صعبة كتلك التي نعيش فيها، يجب أن نتنبّه لكي لا نسمح بأن تؤثِّر علينا المواقف التي تجعل الاستغلال أمرًا طبيعيًّا. لقد تحدث إلينا البابا فرنسيس مرارًا حول مخاطر اللامبالاة، التي تسمح للاتجار بأن يزدهر ويصبح أمرًا طبيعيًّا أيضًا. لا يمكننا أن نخفف من حذرنا، وإنما يجب تعزيز كرامة كل شخص.
أضافت المنسقة الدولية لـ "Talitha Kum" مجيبة على سؤال حول خطر أن تظهر ظاهرة الإتجار بعيدة عن الخبرة التي يعيشها الأشخاص بحيث لا يشعر المرء بالقدرة على فعل شيء لوقفها في الحياة اليومية وقالت أعتقد أن إحدى النقاط التي ينبغي التغلّب عليها هي الخوف، الخوف من الافتقار والخوف من الدخول في علاقة مع جراح الآخرين الذين يمكنهم أن يضعونا أيضًا في مواقف مزعجة. خلال هذه السنوات التي التزمت فيها وعملت مع "Talitha Kum"، أدركت أن توحيد القوى، والتواجد معًا، وإيجاد بعضنا البعض ودعم بعضنا البعض هي أمور أساسيّة. إنها مسيرة مهمة إذا تم القيام بها معًا، من خلال جمع قوى الخير الموجودة في مجتمعنا لكي نجد الشجاعة للنظر. غالبًا ما لا ننظر لأننا لا نعرف ماذا نفعل، ولأننا لا نستطيع أن نفعل شيئًا بمفردنا. أما إذا تعلمنا أن نرفع نظرنا معًا، كما رأيت مرات عديدة في دعم خلق شبكة "Talitha Kum" حول العالم، فيمكن عندها للمعجزة أن تحدث.