كشف الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى، عن أن السبب وراء انتشار الدجل والشعوذة فى المجتمع، هو الجهل بالثقافة النفسية، فمعظم الناس لا يعرفون كيف يعمل المخ ولا الخلايا العصبية، أو ما هو المرض النفسى وما أعراضه. ولفت إلى أن هناك عدة عوامل تغذى عند الناس الذهاب للدجال، وهى توافر وكثرة المشعوذين وإعلاناتهم فى كل مكان حتى الطرق، بالإضافة إلى قلة خبرة بعض الأطباء النفسيين فى التعامل مع المريض الذى يدعى أن الجن يحدثه أو يظهر له، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الكشف والعلاج النفسى.
وأضاف «عبدالله»، لـ«البوابة نيوز»، أن الثقافة السائدة فى المجتمع، عبر كل الوسائل الاجتماعية والدينية، تغذى الشعور بأن الجن وراء ما يحدث للبشر، فى حين أن أعراض كل الأمراض الذهنية، تنحصر فى العيش فى عوالم أخرى وهوالس سمعية وبصرية، وظهور أشخاص يحدثونه، أو الحديث بلغة غير مفهومة، أو تغيير صوته، أو تشنجات.
ولفت خبير الطب النفسى، إلى أنه يعمل طبيبا نفسيا منذ ٣٠ عاما، وعالج آلاف الحالات، منهم الكثير ممن كانوا يعتقدون أن الجن يحدثهم ويكلمهم، وتلقوا العلاج بالأدوية المعترف بها فى علاج الأمراض النفسية؛ لافتا إلى أن بعض الأطباء النفسيين فى مصر، لا يعرفون التعامل مع المريض المقتنع أن الأمر بسبب الجن، وبالتالى يلجأ المريض إلى الدجالين والمشعوذين، بعدما يشعر أن الطبيب يهزأ به.
وأشار عبدالله إلى أن العرب يتهمون الجن على ما يصيبهم من أمراض نفسيبة، فى حين أن الغرب لا يعرفون الجن فى حالة مرضهم، وهذا بسبب أن ثقافتهم، التى تربوا عليها لا تعرف هذا الأمر، فهم يذهبون إلى المصحات النفسية للعلاج، فى حين أن العرب فقط يقتنعون بأن السحر ومس من الجن.