الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مروان بن محمد.. نهاية دولة الأمويين

لوحة تعبيرية أرشيفية
لوحة تعبيرية أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تستقر مرحلة الخليفة الأموى مروان بن محمد، فهو آخر خلفاء بنى أمية، لقب بمروان الجعدي نسبة إلى معلمه الجعد بن درهم، وأيضا عُرِف بـ«مروان الحمار» لشدة تحمله وصبره، حتى ضربوا به المثل فى الحرب وقالوا: «أصبر فى الحرب من حمار».

ابن محمد، الذي تحل ذكرى رحيله، شهدت فترة حكمه صراعات عدة ما جعله يخوضها ولا يهدأ، وكان شجاعا وفارسا عنيدا، واجه عدة فتن وثورات نشأت فى عهده، حيث شبت فتنة عبدالله بن معاوية من أحفاد جعفر بن أبى طالب فى العراق، كما اشتعلت فى الوقت نفسه ثورة للخوارج بقيادة الضحاك بن قيس الشيبانى فى العراق وقويت هذه الفتنة بانضمام بعض أبناء البيت الأموي، وهدّدت سلطة الخلافة بكثرة أتباعه، ودارت بينهم وقائع عدة استطاع الخليفة الأموى أن يبددهم ويقضى عيهم، وبينما يحارب مروان فى العراق إذ بالفتنة تقوم فى جنوب الجزيرة العربية زاحفة نحو مكة والمدينة، فوجه مروان جيشه لاسترداد الحجاز واليمن ونجح فى ذلك.

ولم تكن الفتن والثورات وحدها هى التى تقلق مضجع الخليفة الأموي، بل كانت هناك حروب داخلية بدأت بانحيازه الصريح لقبائل القيسية ضد قبائل اليمانية فى الشام، فسبب له ذلك انقسامًا فى الجند، وزاد الأمر سوءا عندما نقل عاصمة الخلافة من دمشق إلى حران. 

ثم جاء الخطر الأكبر ليفتح جبهات جديدة ضد الخليفة الأموي، وهو قيام الدولة العباسية، حيث الدعوة لبنى العباس على يد القائد العسكرى الكبير أبو مسلم الخراساني، الذى أحرز انتصارات كبيرة.بلغت أنباء أبى مسلم الخراسانى للخليفة مروان، وأدرك حجم الكارثة التى تترصده بعد مقتل جل قادته الكبار أمثال: عامر بن ضبارة، وسلم بن أحوز، ونباتة بن حنظلة الكلابى... وغيرهم، وأثر فيه ما سمعه عن مبايعة أبى العباس السفاح للخلافة، وأن كثيرا من الجند انضم له، فسار بجيشه لملاقاة السفاح، فأخرج له عمه عبدالله بن على لقتاله.

دخل عبدالله بن على دمشق منتصرا، وأباح القتل فيها للخلاص من بنى أمية، وتقول الروايات التاريخية إنه نبش قبور بنى أمية فأخرج ما تبقى منها من عظام فأحرقها كى ينكل بهم ويلحق بهم العار، وفر مروان إلى مصر، فبعث العباسيون خلفه القائد صالح بن علي، فسار خلفه وكلما لقى خيلا لمروان هزمها حتى دلهم عليه أحد الأسرى فوجوده مختفيًا فى كنيسة فأخرجوه وقتلوه، ولم يكن جند صالح يتأكدون منه حتى سمعوا أحدهم يصرخ: قُتل أمير المؤمنين، فأدركوا أنهم قضوا على آخر خلفاء الدولة الأموية.