شدد رئيس المكتب الإقليمي للتعاون والسلام في أوروبا، التابع لمؤسسة "فريدريش إيبرت" في مقرها بفيينا، رينهارد كروم، على حاجة الاتحاد الأوروبي إلى التفاوض مع روسيا في سبيل الحفاظ على الأمن في أوروبا.
وأشار كروم، في مقال له أوردته وكالة أنباء (تاس) الروسية، اليوم الخميس، إلى أن "ألمانيا والاتحاد الأوروبي لن يكون أمامهما خيار سوى الحفاظ على العلاقات مع أكبر دولة في العالم كشركاء أو منافسين أو حتى خصوم".
وشدد على أنه من المستحيل الحفاظ على الأمن لعموم أوروبا، إذا تم اتباع السياسة نفسها، لافتًا إلى أن الوضع الراهن للأمن الأوروبي يثير تساؤلات، والعلاقات بين بروكسل وموسكو ليست مستقرة ومزدهرة.
كما أكد كروم أن "الحلم بأن تستسلم روسيا بفعل التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها وتلجأ إلى الغرب مرة أخرى لن يتحقق".
وشكك الخبير الأوروبي في فعالية الإجراءات التقييدية المخذة ضد موسكو في التأثير على سياستها.. مُشيرًا إلى أنه على الرغم من أن العقوبات شكلت ضغطًا على الاقتصاد الروسي، إلا أنه في الواقع مستقر تمامًا، مصحوبًا بارتفاع أسعار النفط وصلابة سياسة الاقتصاد الكلي.
واختتم كروم مقاله بقوله إن أوروبا تحتاج إلى صياغة مصالحها الأمنية الخاصة بوضوح.. مؤكدًا أن بروكسل لا يمكن أن تتجاهل بلدانًا مثل أوكرانيا، حيث يهدد الوضع هناك أيضًا الاستقرار الأوروبي.
وفي سياق آخر.. دفع التقدم في مكافحة الوباء بفضل التطعيم بروكسل الاسبوع الماضي، إلى رفع توقعاتها لنمو إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد الأوروبي هذا العام بشكل كبير، بعد تراجع قياسي العام الماضي.
وباتت المفوضية الأوروبية تراهن على نمو في منطقة اليورو بنسبة 4،8 % في 2021 أي أكثر بـ0،5 نقطة مقارنة مع آخر تقدير وباتت تعول على 4،5 % في 2022 (+0،1 نقطة).
وأعلن باولو جينتيلوني المفوض الأوروبي للاقتصاد: "هذا العام من المتوقع أن يسجل الاتحاد الأوروبي أقوى نمو منذ عقود".
وقال إن رفع توقعات الربيع كان "الأقوى منذ أكثر من 10 سنوات".
وستكون الزيادة في إجمالي الناتج المحلي متطابقة بالنسبة لدول منطقة اليورو الـ19 ودول الاتحاد الأوروبي الـ27.
ومع ذلك، حذر جنتيلوني من الارتفاع الحالي للمتحورات الجديدة للفيروس في أوروبا.