"شكرًا".. مبادرة، تقدم بها عددٌ من شباب العراق، إلى عمال النظافة في بلادهم، لمؤازرتهم أثناء تأدية عملهم في ظل موجات الحر الشديدة التي تضرب البلاد. حيث قام الشباب بصنع عربة نظافة، على نفقتهم الخاصة، بها مظلة ومكان خاص لحفظ المياه الباردة، تأتي هذه المبادرة تحديدًا في كربلاء بجنوب العراق.
يقول على الحاكم، المشرف على المبادرة، لـ"البوابة نيوز": عمال النظافة هم أكثر فئة مهدور حقها، في أيام الحر الشديد، وكذلك أيام البرد القارس، خصوصا أن ساعات عملهم تزيد علي الساعات العادية".
ويضيف " على ": ذات مرة سألنا أحد عمال النظافة: من أين تحصلون على الماء البارد؟، فأجاب أنه لا يوجد لديهم، وهم مضطرون لطلبه من الناس، لأن أجرتهم اليومية لا تتحمل تكاليف شراء ماء باستمرار طوال فترة العمل".
ويكمل: هذه الفكرة هي رسالة ودعوة، نأمل من خلالهما لفت النظر لما يقوم به عمال النظافة من جهد كبير، يجب أن يقدره كل البشر، كما يجب على الجميع أن يعي أهمية الحفاظ على النظافة، ومساعدة هؤلاء العاملين بمبادرات بسيطة، كإعطائهم الماء البارد، وقبعات، أو أي شيء آخر، يعبر عن الامتنان والتقدير بهم.
وعن وضع عمال النظافة في العراق؛ يقول " على ": هذه الفئة مهدور حقها تماما، كما أنها تستخدم عربات بدائية الصنع، تهالكت من كثرة الاستعمال، ولم يتم تغييرها منذ زمن، وغير عملية، تحريكها صعب، في مجال جمع القمامة، وتنظيف الطرقات والشوارع".
وعن تعاون الجهات الرسمية معهم؛ يقول : إلى الآن لا يوجد أي تعاون، وقد قمنا بالفعل بدعوة الجهات المسئولة، ودوائر البلدية، لتنفيذ هذه الفكرة، حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن، وبدورنا كمتطوعين قمنا بإعداد نموذج واحد، يستفيد منه عامل واحد، لنلفت نظر المسئولين إلى هذه المبادرة والفكرة المفيدة، وبذلك قمنا بإطلاق تحد خيري للبلدية، ندعوهم فيه لتطبيق الفكرة، علما بأنها لا تكلفهم مبالغ كبيرة، وبإمكانهم صناعتها في ورشهم الخاصة".
وأكد أن هذه الفكرة موجودة في دول أخرى، تحترم عامل النظافة، ومنها قطر وعمان والسعودية، ونأمل أن تنفذ هذه الفكرة في بقية الدول العربية، من أجل إفادة أكبر عدد من عمال النظافة الذين يقومون بعمل وجهد عظيمين.
يذكر أن فريق "تين اس مبادرون"، هم مجموعة من الشباب، أطلقوا مشروعهم التطوعي، منذ فترة كبيرة بالعراق، بهدف نشر وتشجيع العمل التطوعي، وبث روح المبادرة لدى الشباب العربى.. ويقول على الحاكم: جاءت هذه الفكرة نتاجا لسنوات طويلة من العمل التطوعى، ضمن الفرق والمجاميع الشبابية، لذا فكرنا أن نبتكر مشروعا بإمكان الجميع المشاركة به، والتطوع ضمنه، أينما يكون الفرد، وفى أى بلد يعيش، وذلك من خلال مبادرات فردية ممكنة التنفيذ للجميع، وبذلك نكون قد حققنا هدفين؛ تقديم خدمة للمجتمع، وتشجيع الناس على التطوع والمبادرة.