- أخرجت لسانى للصهاينة أثناء المحاكمة
- أخبرونى أن أمى مريضة والحقيقة أنها ماتت
- جنود صهاينة قالوا لى: «أنت نيجيرية مالك ومال الفلسطينيين اللى باعوا أرضهم؟!»
- أحب «عبدالناصر» ولا أعيش فى مكان إلا وأضع له صورة فيه
- أخجل لكونى من أصل نيجيرى لأن نيجيريا باعت القضية الفلسطينية
- رأينا خوف السجانات بعد حرب أكتوبر وهن يرددن: «المصريون خدعونا يوم صيامنا»
- عالجت جرحى يهود وقلت لهم: «نحن لا نعتدى على جريح أو مريض»
- أمهات الأسرى اليهود لدى المصريين قالوا: «بدناش حرب وولادنا يموتوا»
- قلت لمسئول بمطار القاهرة: «إنت ما اخترتش تكون مصرى لكن أنا اخترت أكون مصرية.. بلدى وشعبى هون»
بين ذكريات الماضي، تبحر فاطمة برناوي، لتعود للوراء قليلًا، وتذكر أثناء المحاكمات، كيف تعاملوا معاها، وكيف كانت ترعبهم بحركات وجهها وتعابيره، كى تخيفهم، وتضحك عليهم، كما استذكرت صورتها التاريخية لحظة إخراج لسانها للصهاينة أثناء محاكمتهاـ والتى تصدرت الصفحة الأولى فى معظم الصحف العبرية آنذاك، والتى استطعنا أن نحصل على إحداها فى بحثنا فى الأرشيف الإسرائيلي.
كانت فاطمة تسمع أصوات تعذيب أختها وأمها، وكانت إدارة سجن الاحتلال تتعمد ذلك، للضغط على فاطمة، للاعتراف بما فعلت، كما وتم وضعها مع مسجونات إسرائيليات، حكم عليهن بالسجن لأعمال منافية للآداب، للضغط عليها نفسيًا.
تحكى «فاطمة» عن البدايات فى السجن فتقول: «تعرضت لاستفزاز لفظى كثير جدًا، لكن كان ذلك يزيد من صمودى أكثر وأكثر، وكان من مفارقات القدر أن السجانة المسئولة عنى كانت والدة إحدى الفتيات اللاتى تواجدن فى السينما وقت تفجيرها، وهو ما جعلها تحاول الانتقام منى بأى شكل، رغم خوفها الشديد مني، فكانت دائما تحمل مسدسها، رغم أنى كنت مكبلة اليدين، ولا أستطيع أن أفعل لها شيئا».
وتكمل «فاطمة» عن أول أيامها فى السجن، أثناء المحاكمات: «فى صباح اليوم الثاني، جاءنى عددٌ من الجنود، وبدأوا فى تخويفى وترهيبي، وحاولوا تحريضى على شعبي.. أتذكر جيدًا ما كانوا يقولونه لي، حيث قالوا: أنت نيجيرية، مالك ومال فلسطين، التى باعها أهلُها، وتركوها ورحلوا، لم أستسلم لكلامهم».
تهديدات عديدة، ومضايقات كثيرة، تعرضت لها «فاطمة»، من أجل الاعتراف، وصلت إلى التهديد باعتقال شقيقتها ووالدتها، لكنها لم تعترف، وصمدت حتى النهاية، صدر حكم المحكمة أخيرًا بمؤبدين وعشر سنوات، بتهمة حيازة أسلحة، وتنفيذ عملية، وتنظيم غير قانوني، وبحسب ما وجدناه فى الصحف عن تفاصيل المحاكمة، فقد قدمت فاطمة ومن معاها، استنئافًا على الحكم، لكن تم رفضه.
وتقول «فاطمة»: «فى السجن وضعونى مع سجينات جنائيات يهوديات، إحداهن تدعى شوشانا فاكشي، وهى مغربية الأصل، اعتدت على مرة، وكسرت أسنانی، وواجهت الكثير من المشكلات والكلمات النابية، ولكن مع مرور الزمن أصبحنا أصدقاء، فأدركت أن هؤلاء السجينات لا حيلة لهن ولا قوة، فكما ذكرت لك أنه تم خداعهن، من قبل القادة الصهاينة، والبعض منهن جاء إلى إسرائيل مضطرًا، بسبب ظروف الحرب فى عدد من الدول العربية».
فى موقف يخر له الصخر، تحكى فاطمة فتقول: «السجن ملىء بالحكايات، بعضها مفرح، والبعض الآخر يصعب ذكره، لما فيه من قسوة وألم، بعد فتره قليلة من سجني، خرجت أمى من معتقلها، وكنت أعرف أخبارهم من الزائرين، أو من زياراتهم القليلة لي، بعد فترة من الانقطاع أخبرونى أن أمى أشتد عليها المرض، وسمح لى بزيارتها برفقة الهلال الأحمر، عشت وقتها بين فرحة اللقاء، ومرارة الخوف على أمي، طوال الطريق كنت أفكر: كيف يمكن أن أفاجئها، لكننى خفت عليها أن تصاب بنوبة قلبية».
تصمت «فاطمة» قليلًا، وتبتسم بحزن، ثم تستذكر عند وصولها لشارعهم، استقبلها أحد الجيران معزيًا فى والدتها، لتعرف أنها ماتت، وأنهم كذبوا عليها فى السجن، حين أخبروها بأنها لا تزال على قيد الحياة.
تصف «فاطمة» الموقف، بأنها أصعب ما مر عليها فى حياتها، فقد حرمت من وداع أمها وحبيبتها، كما وصفتها، لتبدأ فاطمة رحلة جديدة، هى الأشد ثباتًا فى مشوارها.
فى مشهد يعرفه كل من دخل سجون الاحتلال قديمًا، يتوسط ساحة السجون تلفاز مغلق بقفل كبير، فحتى تلك الشاشة الصماء لم تسلم من الأسر، تؤكد فاطمة أن إدارة السجن لا تقوم بإشعاله إلا فى الأخبار الحزينة فقط، كنوع من أنواع التعذيب النفسي، لم تنسْ «فاطمة» أنها استقبلت خبر وفاة الرئيس المصرى السابق جمال عبدالناصر،عبر شاشات التلفزيون، وهو ما مثل لها صدمة، لكثرة تعلقها به، وبنضاله لتوحيد العرب.
كان لعبدالناصر فى حياة «فاطمة» نقطة فاصلة كبيرة، فى تاريخها النضالي، فكانت ترى فيه المثل الأعلى لكل شيء مع قائدها الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، حتى فى منزلها، وجدنا صورًا عديدة للزعيمين، وقالت لنا: «أنا بحب عبدالناصر فوق ما تتخيل، كل اللى اتقال ضده ظلم».
مرت الأيام داخل السجن، بحلوها ومرها، إلى أن جاء يوم، وعلى غير المعتاد، دوت صفارات الإنذار داخل السجن، هرعت السجانات، وسارعوا لإغلاق نوافذ الزنازين بالبطاطين، ظنت فاطمة ومن معها أن أحدًا قادم لتحريرهن، فرح الجميع، وكانت فاطمة وقتها فى المطبخ تعد الطعام، لكن بحسب ما يناسب اليهوديات، لأنه يوم السبت، عيد الغفران.
بدأت السجانات بنعت فاطمة وزملاءها قائلين: «غدرتو بينا واحنا صايمين»، بدأت «فاطمة» تشعر بأن الأمر أكبر مما كانت تتوقع.
تحكى «فاطمة»: «حين أمرونا بالدخول إلى أماكنا رفضت وقتها، لأنى كنت أحضر الطعام فى المطبخ، كانت نحو الساعة الثانية والنصف ظهرًا، ولم نكن ندرى ماذا يجرى من حولنا، أمر قادة السجن الجميع بالانبطاح على الأرض، ووضع أيادينا خلف رؤوسنا، وبدأوا يقولون: المصريون غدروا بينا وإحنا صايمين، وقتها تيقنا أن الحرب قامت، وكان أجمل الأصوات التى سمعناها كانت أصوات الطائرات التى حلقت فى السماء ليرتفع بعدها العلم الأسود داخل السجن، لنعلم أنه النصر، حتى سمعنا مع السجانين خبر عبور القوات المصرية لقناة السويس».
كانت تلك أسعد اللحظات، كما وصفتها «فاطمة»، وهى تحكى كيف كان الرعب والخوف يخيم على السجينات، وعلى القادة داخل السجن، كانت ملامح الرعب على وجوههم، هى الانتصار الأكبر لكل أسيرة لاقت ما لاقته من العذاب داخل السجون، وفى لحظات تحولت السجون جميعها إلى ملاجئ لليهوديات، وأمهات الأسرى اليهود، لإبعادهن عن الخطر.
تصف «فاطمة» المشهد فتقول: «فجأه فتحت السجون، ودخل عدد كبير من أمهات الأسرى حاملين معهم خيبات الأمل والرعب والخوف، كانوا متذمرين لخسارة أبنائهم وأسرهم فى مصر، أتذكر أن إحداهن كانت تبكى وتقول: «مش عاوزين حرب، كل ده علشان الأرض ما احنا أخرتنا للأرض».
وأخيرا ضمن عملية تبادل أسرى، خرجت فاطمة، بعد قضاء عشر سنوات و11 شهرًا، تحديدا فى 11/11/1977، لتخرج إلى لبنان، وبقيت فى البقاع، حتى العام 1983، وعملت ممرضة مع المقاتلين.
وتذكر «فاطمة» أنه وقت خروجها، جمعت سجينة يمنية الأصل، من بعض زميلاتها اليهوديات، مبلغ 200 دولار، وقدمته لى لمساعدتى خارج السجن.
المقاومة لها أصول
لم تكن تعرف من ذاك الشخص الذى طلب رؤيتها، فى البداية ظنت أن هناك خطرًا قادمًا من قبل اليهود، فشخص يهودى لا تعرف حتى اسمه طلب رؤيتها.. فى البداية خافت، ولكنها خاضت طريقها لتعرف ما سيحدث.
أخذت مشورة الرئيس الراحل ياسر عرفات، والذى لم يمانع، لكن طلب منها أن تتوخى الحذر، فى حديقة كبيرة فى عكا، جلست «فاطمة»، تنتظر ذاك الشخص المجهول، دقائق وظهر ذالك الشاب، لتدمع عيناها وتعود بالذاكرة إلى 22 عامًا مضت، على قصة لا تجدها تتكرر كثيرًا.
تعود القصة إلى حرب لبنان عام 1982، وفى اليوم الرابع من الشهر التاسع، حيث نجح 4 من الشباب الفلسطيني، التابع لحركة فتح، بقيادة المناضل عيسى حجو، بأسر 8 من الجنود الإسرائيليين، وأثناء طريقهم للعودة بالجنود المأسورين، تعثر أحد الشباب الفلسطينيين، وخرجت رصاصة من بندقيته أصابت كتف أحد الجنود الصهاينة، ذهبوا مسرعين وقتها إلى «فاطمة» لتسعف الجندي، والذى طمأنته «فاطمة».
تكمل «فاطمة» حديثها: «بدأت فى مداوات جروحه عدة أسابيع، كان من حولى يتعجبون، وكنت أقول لهم دول ماذنبهمش حاجة، هما من أصل عربي، وتم خداعهم».
كانت تقف بجانب الجرحى، وبدأت بتغيير وجهة نظرهم عن الاحتلال، خصوصًا بعد مجزرة صبرا وشاتيلا، لدرجة جعلت الجندى المصاب يبكى ويقول: «إحنا منعرفش إنكم كدة، كانوا بيقولولنا إنكم عايزين تقتلونا وترمونا فى البحر.. إحنا مش من اليهود دول، إحنا مش مع شارون.. لكنكم رائعين».
تقول «فاطمة»، إنه وبعد عام وثلاثة أشهر، أطلق سراح هذ الأسير الإسرائيلي، مع 5 آخرين، فى أحد عمليات تبادل الأسرى، ليعود اللقاء مجددًا، بعد نحو 22 عامًا، من أحداث تلك القصة؛ حيث باتت هى فى الستين من عمرها، وذاك الشاب شارف عمره على الـ40 عام، وما إن رأها الشاب، وبدأ يقص على الحاضرين ما فعلته «فاطمة» من جميل لا يمكن أن يرده أبدًا.
أمسكت «فاطمة» بيد الشاب، وقالت: «إذا كنا خارج فلسطين المحتلة، وقدرنا نعيش مع بعض، وعرفنا نحافظ على ابنكم.. فإحنا نقدر نعيش شعبين على هاى الأرض».
مصر فى قلب «فاطمة»
والحديث عن مصر يطول ويطول، ففاطمة تعتبر مصر بلدها الثاني، ونبض العروبة، وتحكى فاطمة أحد المواقف التى تعرضت لها، أثناء تواجدها فى إحد المرات بمصر، تقول: «فى إحدى المرات تحديدا فى الثمانينات، كان هناك صعوبة كبيرة فى إجراءات الدخول لمصر، وهو ما تسبب فى احتجاز زوجى وقت سفره لرؤية أهله بعكا، غير أنه لم يتمكن أحد من منعى عن الدخول، حيث قلت لمسئول المطار: «أنت ما اخترتش تكون مصري، لكن أنا أخترت أكون مصرية، بلدى وشعبى هون».
لا يكفى «فاطمة» ساعات وساعات من الحديث عن مصر، فكما تقول: «العرب بدون القاهرة لا شيء، كلنا شعب واحد لولا الإنجليز فرقونا.. لكن لازم هانرجع تانى ومش هنستسلم أبدًا».
«حنظلة».. ذاك الرسم الشهير، والذى كان ناجى العلي، يجسد به دوما معاناة الشعب الفلسطيني، تجده على جدار منزلها بالقاهرة، تنظر له، وتقول: «ذاك الحنظلة هو التجسيد الحقيقى لمعاناة شعبي»، تبكى وتقول: «أنا أخجل لكونى من أصل نيجيري، لأن نيجيريا باعت القضية الفلسطينية»، وتكمل: «ذات مرة ذهبت إلى السفارة فى مصر، وسجلت اعتراضى على الصمت المخجل من نيجيريا تجاه قضية فلسطين».
من سلاح المقاومة إلى سلاح الأمن
بعد الخروج من لبنان؛ بدأت فاطمة فى المرحلة الثالثة من حياتها، فمن سلاح المقاومة إلى سلاح الأمن والانضباط فى غزة، شكلت «فاطمة» الشرطة النسائية، بتكليف من الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومن تونس إلى غزة، جمعت «فاطمة» ثلاثين فتاة، شكلت بهن وحدتها، والتى كانت مسئولة عن القبض على كل من يحاول تخريب بلدها بأى شكل، وكانت مكافحة المخدرات هى همها الأول، وذلك لتعمد الاحتلال أن يدخلها إلى غزة لتدمير الشباب هناك.
بمرور الوقت؛ فرض عمل واجتهاد الفتيات، احترام المجتمع فى غزة، باعتباره مجتمعا ذكوريا، فقد لاقين فى البداية رفضًا وعنتًا معهن، وتتذكر فاطمة أول شرطية عملت معها كانت الملازم إيناس.. وهى أول فتاة فلسطينية تلبس الزى الرسمى للشرطة، وتباشر عملها فى مقر الشرطة الفلسطينية فى غزة، وهى ابنة ضابط شرطة، كانت تعيش فى ليبيا مع عائلتها، حيث وصل والدها، بعد أن هاجر من بلده اسدود، وتنقل بين عدة دول عربية، وعند وصول فوج رجال الشرطة الفلسطينية يوم 18/6/1994، كان والدها بمرافقتها بعد أن حصلت على موافقة لتسلم عملها كشرطية.
وتقول فاطمة البرناوي: «لا شك أن الخبرة التى اكتسبتها إيناس فى ليبيا، استفدنا منها، كما عملت فى الشرطة الفلسطينية بنجاح واحترام من الجميع، وهذا مثال على إمكانية نجاح المرأة الفلسطينية فى هذا العمل».
وعن كيف تم اختيار هؤلاء الشرطيات؛ قالت «فاطمة»: «شكلنا لجنة خاصة لاختبار الفتيات المناسبات، من حيث المظهر والتعليم والخبرات العسكرية، كما أن الإختيار كان بالأساس لسن من 18-20 عامًا، وان تكون قد أنهت التوجيهي، إضافة إلى أن تكون صاحبة شخصية قوية، تواجه المصاعب والتحديات، ومثل هذه الصفات نجدها عند الكثيرات.
وهناك حاملات شهادات أكاديمية، سجلن للعمل فى سلك الشرطة، كما اتفقن وقتها على إرسال فتيات للتدرب فى الأردن وتونس ومصر، فكانت فى تلك الدول توجد شرطة نسائية منذ أكثر من عشرين عاما، فى ذلك الوقت، ولديهن الخبرة الكافية.
وعن صعوبة تقبل الأمر لدى المجتمع؛ قالت «فاطمة»: «كان الوضع غريبا على أهل البلد، خصوصا فى مجتمع شرقي ذكوري، وكل بداية صعبة»، وحكت أكثر المواقف المضحكة فقالت «فاطمة»: «ذات مرة استوقفت شابًا يقود بسرعة جنونية، فقال لى بحدة أنا إسرائيلي، فقلت له: إسرائيلى وبتسوق فى غزة، والله لأفرجيك وقمت باقتياده إلى مكتب الأمن، إلى أن حضر والده غاضبا مما فعلناه مع ابنه، وما إن علم أن الشاب تحجج بأنه إسرائيلى كى يفلت من العقاب، غضب ولطم ابنه، قال له: أمك ولدتك هون، وبتقول إنك إسرائيلى يا ابن ليتركنا نعاقب ابنه».
وأخيرًا؛ وفى نهاية جلستنا معها؛ تحدثنا سويا عن الوضع القائم فى فلسطين، والانقسام بين فتح وحماس، فأكدت لنا فاطمة البرناوي، أن القضية لن تحل طالما هناك انقسام، فالصهاينة يرعون هذا الانقسام دومًا، لأن بقاء دولتهم مرهون بتفكك الفلسطينيين.
وتقول «فاطمة»: «لم نكن نتوقع أبدًا فى القديم، أن يحدث كل هذا الانقسام، كلنا كنا واحد، مجموعة حركات لكن الهدف واحد ونعمل كيد واحدة مكملين بعض».
وأضافت «برناوى»: «ذات مرة التقيت بالشيخ أحمد ياسين، زعيم حركة حماس، بأحد المناسبات قال لنا: وقتها حضروا حالكم عشان عملية.. فقلت له إحنا عملنا خلاص.. اعملوا انتوا».
للجزء الأول إضغط هنا