من جديد، يعود الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لممارسة استفزازاته وتعدياته على المستوى الدولي، وهذه المرة في مدينة فاروشا القبرصية.
استفزازات لا تنتهي
ومدينة فاروشا القبرصية مهجورة منذ أن أسفرت حرب في عام 1974 عن تقسيم الجزيرة.
وكانت تركيا قد أعلنت في وقت سابق عن مشروع لإعادة فتح منتجع فاروشا الواقع في الجزء التركي لجزيرة قبرص الشمالية، كما أعلن زعيم القبارصة الأتراك إرسين تتار في وقت سابق من الثلاثاء أن قسما تبلغ مساحته 3.5 كيلومتر مربعة من منطقة فاروشا سيعود من السيطرة العسكرية إلى السيطرة المدنية.
وذلك قبل عرض عسكري حضره أردوغان لإحياء الذكرى الـ47 للغزو التركي عقب انقلاب كان يهدف إلى الاتحاد مع اليونان.
وفي تصريحات له أعلن أردوغان، أن "بلاده ستسعى لضمان اعتراف دولي واسع النطاق بجمهورية قبرص التركية".
وقال أردوغان في كلمة له اليوم الأربعاء خلال تبادله تهاني عيد الأضحى مع أعضاء حزبه "العدالة والتنمية" عبر تقنية الفيديو كونفرانس: "سنبذل قصارى جهدنا لجعل دولة قبرص التركية تحظى باعتراف واسع النطاق بأسرع ما يمكن".
غضب عالمي
وأضاف: "أصبح المطلب الوحيد للقبارصة الأتراك على طاولة المفاوضات الدولية هو الاعتراف بوضعهم كدولة ذات سيادة"؛ وأضاف : "أما جميع المقترحات الأخرى فقد فقدت صلاحيتها".
كل تلك الأحداث لاقت غضبا عالميا، حيث أدانت أدانت الولايات المتحدة وبريطانيا إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الخطة خلال زيارة لشمال قبرص التي يسيطر عليها القبارصة الأتراك يوم الثلاثاء للاحتفال بالذكرى 47 للتدخل العسكري التركي في الجزيرة.
وحسبما ذكرت الخارجية الأمريكية، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في بيان "تجاهل القبارصة الأتراك وتركيا دعوات المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتراجع عن خطواتهم أحادية الجانب بشأن فاروشا".
وقال إن "الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات القبارصة الأتراك في فاروشا ، بدعم من تركيا ، على أنها استفزازية وغير مقبولة ولا تتوافق مع التزاماتهم السابقة بالمشاركة بشكل بناء في محادثات التسوية".
فيما قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب على تويتر "نحن نناقش هذا الأمر بشكل عاجل مع أعضاء مجلس الأمن".
كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، عن دعمه لقبرص بعد أن أعلنت سلطات القبارصة الأتراك عن إعادة فتح جزئي منطقة فاروشا المهجورة تمهيدا لإعادة توطينها.
وقال لو دريان، أمس الأربعاء، إنه بحث الأمر منذ عدة أيام مع نظيره القبرصي وإنه سيطرح هذه المسألة في الأمم المتحدة.
فيما أعربت مصر عن عميق القلق إزاء ما تم إعلانه بشأن تغيير وضعية منطقة فاروشا بقبرص من خلال العمل على فتحها جزئياً، وذلك بما يخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتؤكد مصر مطالبتها بضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن في هذا الشأن، وتجنُب أية أعمال أحادية قد تؤدي إلي تعقيد الأوضاع وتُزيد من مقدار التوتر، مع ضرورة الالتزام الكامل بمسار التسوية الشاملة للقضية القبرصية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
