استراتيجية استهداف أسواق الفقراء بمثابة إعلان لعودة تنظم داعش
العراقيون والسوريون يعتمدون على أنفسهم في مواجهة داعش
رفض شعبي للتنظيم وفقدان الحاضنة ونبذ ونفور من عناصر داعش
بغداد – خاص
شهدت مدن عديدة في العراق وسوريا هجمات شنها تنظيم داعش، وكان آخرها ما وقع في العاصمة العراقية بغداد عشية ليلة عيد الأضحى، والذي يعد الأسوأ، حيث حصد أرواح أكثر من 30 شخصا بينهم أطفال ونساء كانوا يتبضعون في سوق شعبي، وهو الهجوم الثاني بعد الهجوم الذي وقع أواخر يناير في ساحة الطيران وسط العاصمة والذى سقط فيه عدد مقارب لضحايا سوق مدينة الصدر.
وأشارت مصادر أمنية عراقية لـ"البوابة نيوز" إلى أن تحركات وعمليات لعناصر تنظيم داعش، تزامنت مع تحذيرات من تجميع التنظيم صفوفه من جديد وهي إشارة إلى عودة التنظيم بعد 4 سنوات من إعلان هزيمته ومقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية تمت بالتنسيق مع قوات أمن عراقية وسورية.
وأعلنت أمريكا هزيمة داعش في سوريا في مارس 2019، بينما أعلنت الحكومة العراقية استعادة كافة أراضيها في ديسمبر 2017 بعد معارك معه منذ 2014 ما أدى إلى تشتت جزء كبير من قيادات التنظيم وهروب أغلبهم إلى تركيا وليبيا وشمال سيناء.
تنظيم داعش "الدولة الإسلامية في الشام والعراق" تأسس كأحد أفرع تنظيم القاعدة في العراق، على يد أبو مصعب الزرقاوي في 2004، وبعد 10 سنوات انفصل عن القاعدة، وأعلن أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، "دولة الخلافة" المزعومة من الموصل في يونيو 2014.
داعش بين استراتيجية البغدادي والتركماني
لا بد أن نشير إلى أن هناك عددا من الأسباب التي تجعل عودة، أو بقاء، التنظيم حتى الآن غير مستغربة، فتوزع داعش على عدة بؤر في عدد من القارات العالم، يدير من خلالها حروبه عبر شبكات، واستحداث مصادر جديدة للتمويل والدعاية، والاعتماد أكثر على "حرب الأشباح" أو "حرب الاستنزاف"، كما ان الهجمات على نقاط تفتيش أمنية، واغتيال قادة محليين بالمدن العراقية، كما ان بقاء مجموعات صغيرة من المقاتلين بين الجبال والوديان خصوصا في وادي الشاي في محافظة كركوك وجبال حمرين في محافظة ديالى، واستغلال عناصر التنظيم الظروف الحالية التي تعيشها أغلب القبائل والمدن العراقية لإعادة صفوفه بشكل أقوى، والتحرك لحشد المسلحين والموارد التي ارتفعت بعد عودة الكثير من تلك القياادت الى العراق.
سياسية هجمات الذائب المنفردة، وإعادة نشاط الخلايا النائمة، كانت استراتيجية حجي عبد الله التركماني، واسمه الحقيقي ( محمد سعيد عبد الرحمن المولى التركماني ) تختلف تماما عن استراتيجية ارض التمكين التي اتبعها البغدادي.
وكانت القوات العراقية في بلدة تلعفر، غربي البلاد، قد ألقت القبض على إرهابي يدعى "أسد الأمنية"، وهو المسئول عن نقل العبوات الناسفة إلى الموصل، وقامت باستهداف مخابئ لداعش في كركوك شمالي العراق، وتصدى الجيش السوري، لهجوم شنه داعش على مواقع عسكرية في بادية الرصافة جنوب غربي الرقة، شمالي البلاد، مما أسفر عن مقتل 3 مسلحين وإصابة 5 آخرين.
شهد العراق الآن حالة من عدم الاستقرار في يوما بعد يوم يحدث سقوط لقتلي وجرحي في بقاع الاراضي العراقية لتصدر لنا الخلية الإعلامية يوميا عند ضبط ذخائر متعددة واسلحة وقذائف وغيرها من الأسلحة التي تهدف قتل العراقيين بشكل شبه بوميا من قبل جماعات تنتمي الي تنظيمات داعش وغيرها فصائل منفصله لا تريد للبلاد بان تعود مجدها مره اخري لمصالحها الماديه والنفطية والاثرية ايضا.
وهناك حالة من عدم الاستقرار خاصا منذ ظهور منظمة إرهابيه تدعي "تنظيم داعش" والتي صنفت دوليا بأنها تنظيم إرهابي ويشكل خطرا واسعا علي المستوي الإقليمي والدولي أيضا، وتنتشر نفوذ التنظيم نفوذه بشكل رئيسي في العراق وسوريا ليبدأ نشاط التنظيم في الظهور وممارسه نشاطه الدموي عام 2014 تحت قيادة زعيمها أبو بكر البغدادي.
وعليه تأتي الاجتماعات الدولية مع الحكومة العراقية كان اخرها لقاء الرئيس الكاظمي بقيادات حلف الناتو في بلجيكا لدحر قوى الارهاب بشتي انواعه واشكاله عن البلاد وبناء سياسية متزنة مع الولايات المتحدة واوربا.
داعش الخسائر المتعددة
خسر تنظيم الدولة (داعش) ما بين 25% إلى 30% من الأراضي التي يُسيطر عليها في العراق. سيطر أفراد تنظيم الدولة الاسلامية على مساحة كبيرة من مدينة الفلوجة العراقية ابتداءً من أواخر ديسمبر 2013 وبداية 2014 حتى خسارتها في 2016.
كان الهدف الأساسي لداعش هو إقامة الخلافة وفقا الي ادعائتهم الكاذبة في المناطق ذات الأغلبية السنية في العراق، لتأتي مشاركته في الحرب الأهلية السورية، لتتوسع اهدافه ليشمل السيطرة على المناطق ذات الأغلبية السنية في سوريا.
وفي 29 يونيو من عام 2014، أعلنت الخلافة وأصبح أبو بكر البغدادي، يعرف باسم أمير المؤمنين إبراهيم الخليفة -أصبح يلقب بالخليفة، والجماعة قد تم تغيير اسمها إلى "الدولة الإسلامية" فقط.
عام كورونا عام عودة التنظيم بقوة
في عام 2020 تزايدت حدة العمليات الإرهابية والتفجيرات وإطلاق الصواريخ تزامنا مع تصريحات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حول محاربة الفساد والسلاح المنفلت واستعادة هيبة الدولة والقانون، ويرى مراقبون أن خطوات رئيس الوزراء تعد من المطالب الشعبية الرئيسية، التي خرج الناس إلى الشارع من أجل تحقيقها، لكن القضية ليست في طرح تلك المشاريع إعلاميا وإعطاء تحذيرات مسبقة للفساد وحملة السلاح خارج إطار الدولة والقانون.
وهناك شكوك كبيرة حول نجاح حملة الكاظمي بشأن ملايين قطع السلاح المتنوع بين الخفيف والثقيل، وأنه على الحكومة إن كانت جادة بالفعل أن تواجه الأمر بشكل حقيقي لإعادة هيبة الدولة.
ودائما تحدث تفجيرات بالقواعد العسكرية سواء كانت الأمريكية او الامنية العراقية ذاتها وطار بغداد الدولي ومطار اربيل، بينما كان الحادث المفجع الذي اغضب جميع العراقيين بتفجير سوق شعبي فجر عيد الأضحى، وسط ثغرات امنيه يغرق بها رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي حاليا بأثار دعوات لمحاسبة المسؤولين إذ كشف عن ثغرات أمنية وأن التنظيم الإرهابي لا يزال قادرًا على شنّ هجمات دامية في العراق رغم مرور سنوات على هزيمته.
وبحسب مصادر أمنية قالت لـ"البوابة نيوز" إن مخطط الهجمات كان التنظيم الإرهابي قد خطط لها وتم الإعداد لها، كان ابرزها للهجوم على عدة سجون في مدينة أربيل، لإطلاق سراح العشرات من إرهابيي التنظيم، لكن القوى الأمنية في إقليم كردستان العراق قامت بالقاء القبض عليهم، سواء داخل الإقليم أو أثناء خوض قوات البيشمركة الكردية الحرب ضد التنظيم أثناء احتلاله لعدة مناطق عراقية محيطة بالإقليم، وتترافق مع عدة هجمات صاروخية وبالطائرات المسيرة، التي نفذتها الميليشيات المسلحة الموالية لايران على عدد من المواقع داخل وفي محيط مدينة أربيل خلال الأسابيع الماضية، وبالذات مطار أربيل الدولي، والقاعدة العسكرية لقوى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بالقرب من المطاربغداد واربيل..
وشهد العراق أحداثا داخلية من تم اندلاع حريق في قاعدة الإمام علي الجوية بمحافظة ذي قار، وقبلها محافظة ذي قار بجنوب العراق مستشفى الحسين في مدينة الناصرية، بالإضافة إلى سقوط أبراج الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي في اغلب مدن العراق، مما دفع منصات تنظيم داعش لبث العديد من الشائعات والدعاية الترويجية لعودة عمل التنظبم.
وفيما تتوالي التفجيرات الانتحارية التي يتبنها التنظيم في صفوف الفقراء والكسبة والبسطاء، وإذا ما نظرنا عن كثب سنري العمليات الإرهابية والجماعات المتطرفة أيضا لها يد بشكل صريح لا حراج القيادة العراقية حتى لا تذهب في طريق إجراء الانتخابات في موعدها.
وهناك مصادر تؤكد وجود تراخي وخلل بالأجهزة الأمنية في العراق مما يؤدي الي التغلغل بشكل كثيف وصريح لداعش، وهو ما دفع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى إقالة العيديد من القيادات الأمنية في بغداد والأنبار والموصل.