أصبح المنفذ الوحيد لإثيوبيا على العالم مهددا من قبل جبهة تحرير التيجراي، التي تسعى للسيطرة على طرق السكك الحديد بين جيبوتي وإثيوبيا بعد شن هجوم الاثنين الماضي على إقليم عفار قبل أيام قليلة بسبب تواجد قوات داعمة لحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد في حربه ضد التيجراي.
وقال الباحث رشيد عبدي شؤون القرن الإفريقي، في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر" إن هناك استنفارا أمنيا على الحدود الإثيوبية مع جيبوتي بعد سيطرة الجبهة الشعبية لتحرير التيجراي على ولاية عفار الاستراتيجية.
وأوضح "عبيدي" أن "جيبوتي نقلت قواتها إلى الحدود مع إثيوبيا لتعزيز الدفاع عن الطرق الرئيسية وخط السكك الحديدية مع إثيوبيا" مضيفا أن "قوات التيجراي موجودة الآن في ولاية عفار ويمكن أن تقطع ممر النقل"، في إشارة إلى خط السكك الحديدية بين جيبوتي وإثيوبيا، الذي تمر منه 95% من البضائع الإثيوبية إلى الخارج.
وقال متحدث باسم عفار الاثنين الماضي، إن قوات تحرير التيجراي شنت هجمات على إقليم عفار في إشارة إلى توسع الصراع المستمر منذ ثمانية أشهر ليشمل منطقة لم تمس من قبل.
وتقع منطقة عفار في موقع استراتيجي تتوسط جيبوتي وإريتريا، وتربط إثيوبيا بموانئ جيبوتي وإريتريا على البحر الأحمر، وتصدر وتستورد إثيوبيا "الدولة الحبيسة" ما يقرب من 90 بالمئة من البضائع عن طريق ميناء جيبوتي، ودشن أول خط للسكك الحديدية في أفريقيا يعبر الحدود بين البلدين ويعمل بالكهرباء فقط، قبل 5 أعوام، ويربط الخط الجديد بين أديس أبابا وميناء جيبوتي، ويمتد على مسافة تزيد عن 750 كيلو متر، وتبلغ سرعة القطار 120 كم/ ساعة ويختصر زمن الرحلة إلى 12 ساعة بدلا من ثلاثة أيام، وتكلف المشروع 3.4 مليار دولار وتم إنجازه بمساعدة الصين والتي ستوفر طاقم العمل أيضا.
وفي حال سيطرة جبهة تحرير التيجراي على خط سكك الحديد بين إثيوبيا وجيبوتي، فإن ذلك يمثل أزمة كبيرة لنظام آبي أحمد، لأنه الشريان الوحيد والمنفذ الأوحد لاستيراد وتصدير البضائع بالنسبة لإثيوبيا الدولة الحبيسة.
وفي تغريدة سابقة للخبير بالشأن الأفريقي قال إن جبهة تحرير التيجراي، تسعى للسيطرة على الطرق السكك الحديدة بين جيبوتي وإثيوبيا، واصفا تلك المحاولة من قبل التيجراي بأنها "مناورة عسكرية رائعة"، مؤكدا أن فلسفة جبهة التيجراي في تلك الخطوة تتلخص في أنه " "إذا أرادت إثيوبيا خنقنا، فإننا نخنق إثيوبيا" وفق تعبيره.
