الأحد 29 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"جريمة أبي".. ماذا لو ولدت حاملًا إرثًا من الجريمة؟

ترشيح للقراءة

غلاف الرواية والمؤلف
غلاف الرواية والمؤلف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ضمن سلسلة "كتب مختلفة" التي تصدرها العربي للنشر والتوزيع، جاءت الترجمة العربية لرواية "جريمة أبي" للكاتب هاكان جنيد، والتي ترجمتها عن اللغة التركية رانيا الرباط؛ والتي نُشرت تحت عنوان "المزيد" في عام 2013، ونالت جائزة "ميديسيس" الفرنسية لأفضل رواية مترجمة في عام 2015، وهي من أرفع الجوائز الأدبية في فرنسا. 
جنيد هو روائي وكاتب مسرحي تركي؛ وهو حفيد فايق جنيد، النائب التركي السابق. ولد في جزيرة "رودس" اليونانية عام 1976. أنهى تعليمه الابتدائي في بروكسل. وبعدها التحق بمدرسة "توفيق فكرت" الثانوية في "أنقرة"، ثم درس بكلية الآداب، جامعة "هاسيتيب". وأتبعها بدراسة العلوم السياسية في جامعة "بروكسل الحرة" وجامعة "أنقرة". نشر روايته الأولى "كيناس وكايرا" في عام 2000. وصدرت له 7 روايات.
في الرواية، التي تتجاوز مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط، يُتابع القارئ صراعًا نفسيًا صاغه جنيد بأسلوب فريد ومختلف، يخوضه بطله الصغير، والذي لم يتجاوز سن التاسعة، بعد أن يكتشف عن طريق الصدفة أن والده يعمل في أحد أخطر الأنشطة الإجرامية، وهي "تجارة البشر"؛ وهي مهنة إجرامية انتشرت بشكل كبير في تركيا في العقد الأخير، بعد اشتعال الشرق الأوسط بعدة حروب ونزاعات، لتصير تركيا واحدة من أكبر بوابات الدخول الغير شرعي إلى أوروبا.
يكتشف البطل أن والده ليس سوى مجرد مجرم يساعد في عمليات تهريب اللاجئين التي تتسم بانعدام الآدمية لدى من يمارسون هذه المهنة، حيث يتكدس اللاجئون، الغارقون في أحلامهم بالحياة بعيدًا عن جحيم الحروب في بلادهم، في قبو تحت الأرض لأوقات طويلة، ويتركهم المهربون بلا طعام أو أي ظروف آدمية، ويكسدونهم بالعشرات في ذلك المكان الضيق الذي يقبعون فيه في صمت، حتى ينتقلوا عبر مراكب ضعيفة يوازي خطر التنقل بها خطر الحرب نفسها، من المناطق المُشتعلة في سوريا وأفغانستان وبعض الدول الآسيوية نحو تركيا واليونان، ساعين للانتقال منها إلى باقي أوروبا بطرق غير شرعية. 
يخوض البطل في مفاجأته الأليمة، عندما يُفاجأ أن أبيه لا يُشارك فقط في تهريب اللاجئين عبر الحدود المشتركة، بل تعدى الأمر عمليات التهريب إلى بيع أعضائهم، أو الإتجار بهم، وفي بعض الأحيان يقوم بقتلهم، إذا لم يتمكن أحدهم من دفع الأموال مقابل نقلهم. لكن عندها، وهو لا يزال ابن التاسعة، يعرف أن عليه أن يرث تلك المهنة الآثمة، وأن يكون ضمن الجيل القادم من المهربين. لذا، في تلك السن الصغيرة، يتورط معه في ذلك العالم الأسود المليء بالقتل وتجارة البشر غير المشروعة؛ بينما يكبر وهو يُعاني من الافتقاد الأسري والشعور بالأمان والعيش في ظروف اجتماعية مستقرة، بينما يحاول الخروج من هذا الإرث الدموي الذي امتد عبر أجيال.