أولا: معركة الفيل
إن الطمع والاستهانة بالتاريخ وعدم احترام المقدس هو من دعا إبرهة الأشرم إلى بناء معبده الذهبي "القليس" وذلك ليصرف الناس عن بيت الله الحرام بمكة المكرمة وذلك كي يرغم الناس على أن تحج الى معبده الذهبي "القليس" ومن ثم تعود الهدايا والعطايا عليه. استحوذ الطمع على هذا الفج الأغر ولم يتدبر عاقبة أمره فجاء بجيشه وفيله قاصدا الكعبة كي يهدمها وهو بظنه أنه على ذلك لقدير. لم يدر بخلد هذا المأفون أن وراء هذا البيت طير أبابيل ترميه هو وجنوده بحجارة من سجيل فأتت عليه وجنوده حتي أصبحوا كالعصف المأكول. لم تنتهِ قصة الطمع الحبشي في بيت الله عن هذه الحادثة المروعة ولم يتلقنوا من هذا درسًا بأن لا يعبثوا بالأصيل ولا بالمقدس فأخبرنا رسول الله أنه سوف يأتي آخر الزمان حبشي آخر وسيعاود نفس الأطماع في هدم الكعبة مرة أخرى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَة". رواه البخاري ومسلم.... رواه البخاري.
إن رمزية إبرهه تكررت كثيرا على مر التاريخ ونحن في مصر واجهنا الكثير والكثير من أمثال هذا الأشرم في مواقع كثيرة وفي كل مرة كان الجيش المصري يخرج عليه وعلي من معه كالطير الأبابيل فترميهم بحجارة من سجيل وتخلفهم ورائها كالعصف المأكول. }بسم الله الرحمن الرحيم أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)} (الفيل).
ونظرًا لما حبى الله به مصرًا من هباتٍ لا تُعدُ ولا تُحصى، كان من الطبيعي أن تكون مصر مطمعًا على مر العصور، وكيف لا وهي كعبة القُصاد للعلم والدين والسياسة والفن. منذ فجر التاريخ اتجهت أعين الطامعين الى مصر. فكان في كل مره يخرج علينا أبرهة الأشرم لهدم هذه الكعبة "أرضنا المباركة مصر". وفي كل مرة تخرج الطير الأبابيل لترميه هو وجنوده بحجارة من سجيل.
ثانيا: معركة الهكسوس
أول أبرهة في تاريخ مصر هم الهكسوس، والهكسوس هم شعوب بدوية دخلت مصر من سيناء في فترة ضعف خلال نهاية حكم الدولة الوسطى تقريبًا في نهاية حكم الأسرة الرابعة عشر. لم يتفق خبراء التاريخ على أصلهم. ولكن الراجح أنهم أصحاب أصول آسيوية متعددة. وكان الجيش المصري بقيادة الملك أحمس الأول في عصر الأسرة الحديثة هم الطير الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سجيل فجعلتهم كالعصف المأكول. كانت هذه هي المرة الأولى.
ثالثا: معركتي النوبة والصحراء الغربية
مرة أخرى جاء إبرهه آخر وهو الملك قمبيز الفارسي قاصدًا كعبتنا إنها مصر الأبية استعان باليهود حينها والذين مكنوة وساعدوه على أن يغزوا مصر كان هذا في عهد الملك المصري أبسماتيك الذي كان شابًا تولى حكم مصر بعد وفاه ابوه الذي توفى اثناء هذا الغزو. وظن قمبيز ومن خلفه أنه هنأ له حكم مصر والسيطرة عليه لكن هيهات هيهات خرجت عليه الطير الأبابيل هذه بلاد النوبة فنكلت به وشردت به شر هزيمة ثم اكتملت هزيمته في معركة الصحراء الغربية بمصر والتي ذاق فيها مرارة الهزيمة وعلى إثرها رجع إلى بلاده مهزوما مخزولا وتوفي أثناء عودته وعلي أرجح الأقوال إنه مات منتحرًا بعدما صرعته الطير الأبابيل.
رابعا: معركة عين جالوت
هذه المرة كانت حملة منظمة حصدت العالم الإسلامي شرقا وغربا وكان إبرهه هذه المرة هم المغول يا سادة نارًا لا تبقى ولا تذر وما أتت على شيء إلا وجعله كالحطيم حتى وصلوا إلى حدود مصر داخلين غازين يبطنون ويظهرون الشر.
فإتجه المصريين إلى عين جالوت لملاقاتهم وكان الطير الأبابيل هذه المرة هو الجيش المصري بقيادة قطز فرموهم بحجارة من سجيل فهزموهم شر هزيمة وقضوا علي أسطورة حلمهم التاريخي إلى الأبد.
خامسا: معركة العاشر من رمضان
في العصر الحديث قصد مصر كثير من الطامعين نرصد هنا مخالب الشر التي تترجمت في صورة دولة الصهاينة الذين قصدوا هدم هذا البلد الطيب وجاؤوا عصبة بالإفك والزور والبهتان كان فيلهم خط بارليف الحصين الذي قالوا عنه إنه لايقهر وكان الطير الأبابيل هذه المرة هوالجيش المصري بقيادة الزعيم الراحل محمد أنور السادات وتحطم خط بارليف وتحطمت معه أحلامهم وشهد عليهم تراب سيناء وهم أعجاز نخل خاوية ملقاة في صحراء سيناء مابين قتيل وأسير.
يا مصر كم وكم من إبرهة أشرم قصد أن يدنس طهارتك وجاء بفيل وهمه ظانًا أنه يستطيع أن يهدمك ويهزمك فواجه طيرا ابابيل ترميه بحجارة ن سجيل.
فلاهم يعتبرون ولا نحن نكل ولا نخلف الميعاد
معركة سد النهضة الاثيوبي
وها هو التاريخ يعيد نفسه فترى هذه المرة أبرهة يخرج صريحًا من بلاد الأحباش نفسها واشرم بجائزة تَدَّعي إنه رجل سلام وجاء بفيل اسمه سد النهضة قاصدا أن يهدم ذاك البيت وينجس حرم بلادنا الطاهرة لم يعي الدرس يا سادة ولم يعتبر من تاريخ كل من سبقوه انه يعيد نفس الدور ونحن لسان حالنا يقول وإن عدتم عدنا فلا سبيل ولا مفر من أن يواجه الطير الابابيل هذه المرة لترميه بحجارة من سجيل تجعله وفيله كالعصف المأكول.