الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الأضحية عبادة مشتركة في الديانات السماوية الثلاث

الأضحية
الأضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأضحية عبادة مشتركة فى الديانات السماوية الثلاثة
«قادس»: الأضحى عيد لكل المصريين 
«لمعي»: الله يريد من الإنسان أن يدرك ويحس بأخيه
«فتحي»: فرصة لتبادل الرأى بين المسلمين والمسيحيين
نظم اتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا، بالتعاون مع الأكاديمية الدولية للحوار، التابعة لمجلس الحوار والعلاقات المسكونية، بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، ندوة بعنوان: «مفهوم التضحية والفداء فى الأديان»، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وذلك عبر تطبيق زووم. وتأتى الندوة فى إطار تعزيز ثقافة التسامح والتعاون المشترك لمعالجة المفاهيم الخاطئة.
وهنأ الدكتور محمد الزفزاف، رئيس اتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا، الحضور بحلول عيد الأضحى المبارك، فى بداية اللقاء، وتحدث عن أن الندوة ستتضمن المفاهيم المشتركة فى الأديان، عن معانى التضحية والفداء، وماهيتها فى الأديان السماوية، فى ظل عالم اليوم، الذى تتعالى فيه لغة المصالح والآنانية وحب الذات، فى الوقت الذى تقر كل هذه اللأديان، كيف كان نبى الله الخليل إبراهيم إمامًا ورمزًا للتضحية.
كما هنأ الدكتور القس ثروت قادس، رئيس مجلس إدارة الأكاديمية الدولية للحوار، الرئيس عبدالفتاح السيسي، والقادة السياسيين وجميع المصريين، والأمة العربية، بعيد الأضحى المبارك؛ متمنيًا لهم دوام الصحة والعافية، ثم تحدث عن مفهوم العيد، الذى هو بمثابة عيد لكل المصريين، فنحن نؤمن بإله واحد، ونؤمن بأن إبراهيم خليل الله، هو أب لجميع المؤمنين، فهو أبو إسماعيل، كما أنه أبو إسحاق.
وأضاف «قادس»: أننا نفتخر أن إسماعيل هو ابن السيدة هاجر، التى كانت مصرية مثلنا، ويهمنا جميعا فى هذا العيد، أن نتعلم الطاعة لله، والثقة فى الله، كما صنع إبراهيم إذ أطاع أمر الله له، لأنه وثق به، أنه قادر على أن يقيم الأموات، وأنه سيعود بابنه حيًا، وأنه ذبح طاعة لله.
وتابع : نتحدث عن مفهوم الفداء، فالله هو الذى فدى ابن إبراهيم، فأرسل له الكبش «الذِبح العظيم»، ليذبحه عوضًا عن ابنه فداءً له.
واستطرد «قادس»، أن هدفنا من احتفال اليوم، أننا نعيش معًا، ونفكر معًا، ونعمل معًا، وأيضًا نحتفل معًا، ونتفق معًا، حتى لوكان هناك اختلافات فليس هناك خلاف، فالتضحية فى الألمانى هى العطاء.
 

بينما قال الدكتور القس إكرام لمعي، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية بمصر، وأستاذ مقارنة الأديان: نحتفل بعيد الأضحى فى كل الأديان، فالله أوصى بعطاء الإنسان، أى علاقته به، من خلال وقته وأمواله وذاته للآخرين.
وأضاف «لمعي»، خلال مداخلته، يجب على الإنسان أيًا كان معتقده أو دينه، أن يقدم وقته ويخدم الآخر، إذا كان مريضًا أو محتاجًا، وبالتالى التضحية أو العطاء يشمل الإنسان، من كل الجوانب، وتشمل التاريخ منذ آدم وحواء، إلى يومنا هذا، والى اليوم الآخر.
وتابع : وفى التضحية أو الاضحية الله يريد من الإنسان أن يعطيه ذاته، ويعطيه من وقته، فلا بد ان الإنسان يعطى الله جزءًا كبيرًا من وقته، كى ما نحقق من وصاياه الموجوده بكتبه المقدسة، وأن نقيم علاقات إنسانية مع كل البشر.
وتعرض «لمعي»، لبعض الأديان الوضعية، أو غير الإبراهمية؛ قائلا: تجد بها أدبياتهم الإنسانية، ووصفها بالرائعة والجميلة، وذكر بأنه قام بعدد من الزيارات لبعض الدول التى بها هذه الديانات، فشاهد إنسانيتهم وانتماءهم الشديد لمعتقداتهم ودياناتهم وأرضهم، ويقدمون أيضا ذبائح بأفكارهم الخاصة بهم.
واشار الى أن الله يريد من الإنسان أن يدرك ويحس بأخيه الإنسان، ويعترف بأنه من صنع الخالق، ويدعوه بأن يعيش حياة العطاء والتضحية، ويتذكر الفقراء والجياع فى بلادنا، وفى كل العالم، باختلافاتهم وتنوعهم، ويريدنا أن نتذكر الذين يعانون فى إثيوبيا والسودان ومصر، وعندما نشاهد القنوات الفضائية، وما يحدث فى اليمن، أشعر بجرح فى إنسانيتنا، وأن ما يحدث على أرض الواقع فى الأرض، هو لا يتمم فكر ومشيئة الله، كما ذكرت الكتب المقدسة.
وطالب «لمعي»، الحضور، من المحتفلين بعيد الضحية اليوم، وهم اتباع الاديان السماوية بتوسيع الدائرة وقبول الآخر المختلف، والصلاة من أجل جميع الناس والإنسانية جمعاء، وإعطائهم من وقتهم ومالهم وأنفسهم لتميم ما ذكره الله فى كتبه المقدسة.


فى السياق نفسه؛ هنأ القس رفعت فتحي، الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي، وعضو المنتدى الإبراهيمى فى مصر والشرق الأوسط، الإخوة المسلمين، بعيد الأضحى المبارك، 

وقال خلال مداخلته: إن عيد الأضحى يقدم الكثير من المفاهيم المشتركة بين المسيحية والإسلام، حيث يركز على ضرورة الاعتراف بالخطأ، والتوبة إلى الله، من خلال الأضحية التى تقدم.
وأضاف «فتحي»: كذلك نرى فى مفهوم الأضحى تذكر الإنسان لأخيه الإنسان، فالذى له يعطى من ليس له، ويسدد احتياجه، وهنا نرى فى هذا العيد التكافل بين كل فئات المجتمع؛ فالقادر يقدم ويأكل، والفقير أيضًا يأكل، الأمر الذى يحقق مزيدًا من الرضا والانتماء داخل المجتمع.
وأكد أن هذه الأعياد، فى الحقيقة، تعتبر فرصة طيبة للشركة، وتبادل الرأى بين المسلمين والمسيحيين. 


بينما قالت الدكتورة هدى درويش، رئيس قسم مقارنة الأديان، بجامعة الزقازيق، إن الأضحية عبادة مشتركة فى الديانات السماوية الثلاث، فالأضحية طقس معروف منذ بداية الخليقة، يعبر عنها بالقربان، تناوله القرآن الكريم والكتاب المقدس من خلال قصة ابنى آدم، فجاء فى القرآن الكريم قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ). (المائدة: ٢٧).
وجاء فى سفر التكوين (4/ 11): «بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل من قابيل، فبه شُهد له أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه». والتضحية تعنى: الفداء والضحية وهى الذبيحة التى يقدمها الإنسان لغرض دينى.
وتجمع معظم الأديان والفلسفات أن المقصود بالأضحية القربان الحيوانى وتقدم خالصة للإله والغرض منها الخلاص من الذنوب واستجلاب رضا الإله.
وتبين لنا الأدلة الأثرية أن قدماء المصريين كانوا يقدمون التضحية بالحيوانات، إلى جانب الصلوات اليومية وقبل الخروج لصلاة العيد. وظهر ذلك فى مواقع الدفن فى صعيد مصر، حيث أرخ علماء الآثار فيما بين 4400 و4000 سنة قبل الميلاد، العثور على أغنام وماعز وغزلان فى المدافن البشرية، كما انتشرت ثقافة التضحية خلال العصر النحاسى 3000 سنة قبل الميلاد، وكان الكنعانيون يستوردون الخراف والجِداء من مصر.
كذلك انتشرت التضحية بالحيوانات، بين حضارات الشرق الأدنى القديمة، ففى الديانة اليونانية كانت البهائم تقدم على المذبح، خارج المعبد، مصاحبة بالتراتيل والصلاة، وكان الحيوان يقاد إلى المذبح فى موكب مزدانا بالأكاليل، وبعد طهيه يقدم للشخصيات المهمة. ويعتقد اليونانيون أن الحيوان يكون مسرورًا بالتضحية به.
أيضًا كانت القرابين مستخدمة بفعالية فى الديانة الرومانية القديمة، وكانت قرون الثيران تطلى بالذهب، ويعتقدون أن الضحية تكون مستعدة لتقدم حياتها فداء للمجتمع، ويكون تقديم الطعام أولا للكهنة والقوى الإلهية ثم العامة.
أما فى اليهودية؛ فترتبط الذبيحة بخطيئة آدم عليه السلام، وتذكر مخطوطات البحر الميت (قمران)، أن آدم عليه السلام، عند خروجه من الجنة أخذ يبكى، ويتوسل للملائكة، أن يصعِد ذبيحة للرب، عله يسمع توسلاته.
كذلك ارتبطت صلاة الأنبياء الأوائل بتقديم الذبائح. وجاء فى النصوص التوراتية تتابع تقديم الذبائح فى حياة الآباء، فجاء فى سفر التكوين، حول حياة أبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام، أنه بنى مذبحا للرب، ودعا باسم الرب (ت/ 8 – 12) كذلك إسحاق ويعقوب عليهما السلام.
ثم جاءت أول الذبائح فى عهد موسى عليه السلام، متمثلة فى خروف الفصح، الذى كان فداء لهم من عقوبة الخطيئة، التى اقترفها آدم عليه السلام، وكانت هذه الخطيئة تعنى لديهم الموت، أما الذبائح فتقديمها يعنى الحياة عوضا عن النفوس.
وهكذا بدأت الصلاة فى اليهودية، بتقديم ذبيحة رمزًا للخضوع للرب، وكان تقديمها نوعًا من الصلاة لتأدية الشكر.
وكانت القرابين تقدم عن طريق الكهنة، قبل بناء الهيكل فى خيمة الصلاة، وبعد بناء الهيكل سمح بالذبائح فيه، وبعد تدمير الهيكل عام 70م، تم حظرها لعدم وجود معبد، لكنها استمرت فى بعض المجتمعات.
وبحسب الرواية اليهودية؛ يعتبر النفخ فى قرن الخروف؛ رمزا لكبش الفداء، الذى أنزله الله على النبى إبراهيم عليه السلام، عندما هم بذبح ابنه إسحاق، بحسب قولهم، ويقولون إن أضحية إسحاق حدثت فى رأس السنة العبرية، وتمتد بين الأول والعاشر من شهر تشرين العبرى (أكتوبر)، وتتضمن عيدى رأس السنة (روش هشاناه) وعيد الغفران (يوم كيبود)، وتعرف هذه الفترة بأيام التوبة العشرة.
ومن الطقوس اليهودية لهذه الأضحية؛ التوجه إلى مصدر للمياه، يتم فيه تلاوة بعض نصوص التوراة، كما تلقى قطع من الخبز فى الماء، رمزًا للتخلص من الخطايا، التى ارتكبها الإنسان فى عامه السابق.
أما فى المسيحية؛ فلا توجد بها أضحية، إلا فى حالة النذور، وفيها أن المسيح عليه السلام، هو الذى افتدى خطايا البشر بعد صلبه، ليخلصهم من خطيئة آدم وحواء، وترى أن اعتراف البشر بخطاياهم بانكسار أفضل من الأضحية والذبائح استشهادا بنقول داود عليه السلام فى مزمور 51: ذبائح الله هى روح منكسرة.
وبالنسبة للإسلام؛ ترتبط الأضحية بذكرى واقعة إبراهيم عليه السلام، عندما أمره الله بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، وجاء فى القرآن الكريم، قوله تعالى:(وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات: ١٠٧).
ويحتفل المسلمون بها، بالصيام فى العشر الأوائل من شهر ذى الحجة، فى كل عام هجرى. وفى فضل العشر الأوائل من ذى الحجة، روى عن عبد الله بن عباس (رضى الله عنه)، أنّ النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام. يعنى أيام العشر. قالوا يا رسول اللهِ: ولا الجهاد فى سبيل الله؟، قال ولا الجهاد فى سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
والأضحية بمفهومها ومقاصدها وشرائطها، شرعت فى السنة الثانية من الهجرة النبوية، التى شرعت فيها صلاة العيدين وزكاة المال، لتكون من جملة القربات إلى الله تعالى، وتقدم فى أيام مباركات، لتكون شكرا وذكرا تختم بها الليالى العشر.
وتوزع لحوم الأضاحى أثلاثا، بين المضحى والأقارب والفقراء، كما أجاز الإسلام العطاء لغير المسلمين من الأضحية؛ لفقرٍ أو قرابةٍ أو جوارٍ أو تأليف قلبٍ؛ وذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث أسماء بنت أبى بكر الصديق رضى الله عنهما المتفق عليه: (صِلِى أُمَّكِ)، ومن المعلوم أن أم أسماء كانت من كفار قريش الوثنيين.
والذبح فى الإسلام يكون بعد الانتهاء من صلاة العيد، بعد فجر اليوم العاشر من شهر ذى الحجة.
وحول مفهوم إراقة دم الذبيحة، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ما عَمِل ابن آدم يوم النّحر عملًا أحبُ إلى الله من إراقةِ دم، وإنها لتأتى يوم القيامة بقرونِها وأظلافها وأشعارها.
وكان النبى (صلى الله عليه وسلم)، يضحى عن نفسه، وقبل وفاته أمر على (رضى الله عنه) أن يضحى عنه أبدًا.
ومن الأمور التى تدعو للتأمل، التشابه بين الأيام العشرة فى الإسلام، وأيام التوبة العشرة فى اليهودية.
وتشترك المناسك والطقوس بين اليهودية والمسيحية والإسلام، فى أعمال الطاعات والرحمة، فى تنفيذ التكليف، وترديد كلمات الاستغفار والتوبة، والإتيان بالحسنات؛ لكنها لا تغنى عن وجوب الذبح (النّحر) لمغفرة الخطايا والآثام.
فجاء فى اليهودية: «لأن الدم يُكَفر عن النفس» (لاويين 17: 11).
وجاء فى المسيحية: «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين 9: 22).
وفى الإسلام جاء قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر:٢).
كما عظم الله الأضحية فى القرآن الكريم، وجعلها من شعائر الله، التى قال عنها: (ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ). (الحج: ٣٢).
وأختمت حديثها فأقول: تتفق الأديان جميعًا فى طقس الذبح، بهدف التقرب إلى الله، والتخلص من الذنوب والخطايا، وأن كافة الأنبياء، كانوا يقدمون الذبائح كفدية، كما أن للإنسان مكانة كبيرة عند الله، باعتباره خليفته على الأرض، حيث تحدثت عنه كافة الديانات. بأن الله كرمه وقربه وأحبه وفداه بذبح عظيم.

E423C639-AB1A-4520-A0F7-2D7D8AF783E3
E423C639-AB1A-4520-A0F7-2D7D8AF783E3
75E3FC8B-59F3-42B8-A1F6-CC1D0E11C836
75E3FC8B-59F3-42B8-A1F6-CC1D0E11C836
FDA5E671-FA30-4201-A62F-376467DB90E8
FDA5E671-FA30-4201-A62F-376467DB90E8
ED518090-2778-4208-8648-434502A5219E
ED518090-2778-4208-8648-434502A5219E
8DE30C97-68C2-4372-AA5C-38956BDD175E
8DE30C97-68C2-4372-AA5C-38956BDD175E
F34C6F30-4D01-40B9-AE9F-C43C49828168
F34C6F30-4D01-40B9-AE9F-C43C49828168