هناك من يؤيد مقولة أن الفن رسالة، خاصة عندما يناقش مشاكل اجتماعية مسكوت عنها داخل المجتمع، وهو ما فعله مسلسل "ليه لأ" عند عرضه وهو الزخم الذي استمر حتى الآن، بتصريح من الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أن عدد الطلبات المقدمة للوزارة من الأسر الكافلة تخطت 2500 طلب منذ شهر يونيو 2020 وهو أكبر عدد طلبات كفالة تم تقديمه في عام واحد في تاريخ الوزارة.
وهناك مطالبات منذ سنوات من أمهات حاضنات بأن يتم معاملتهن كأمهات من الدرجة الأولى فيما يخص إجازات الرعاية التي تعطى للأمهات البيولوجيين، وأيضا مطالبات بأن يحصل أطفالهن على معاشهن بعد وفاتهن.
إجازة رعاية طفل مثل الأم البيولوجية
في قانون الخدمة المدنية تستحق الموظفة إجازة بدون أجر لرعاية طفلها لمدة عامين على الأكثر في المرة الواحدة.
حول هذه القضية أكدت "م،ن" أم محتضنة لطفل 3 شهور، أنها تريد أن يتم وضع مادة في القوانين الخاصة بالطفل والأسر البديلة بالسماح للأم المحتضنة بأخذ اجازة رعاية طفل مثل الأم البيولوجية.
وأضافت أن هناك سيدات يردن احتضان طفل من سن صغير ويضطررن إلى أخذ إجازة على نفقتهن الخاصة أو أن يقمن بتبني طفل يستطعن أن يلحقنه بحضانة أثناء فترة عملهن، موضحة أن هذا يجعل الأطفال حديثي الولادة بكثرة داخل دور الرعاية.
وعن معاملة الأم البديلة مثل الأم البيولوجية في إعطائها إجازة لرعاية الطفل، أكد مصدر داخل وزارة التضامن أن هذا يحتاج لتعديل تشريعي من قبل البرلمان في قانون الخدمة المدنية، مع إعطاء الابن كريم النسب نفس المزايا المكفولة للطفل البيولوجي.
لماذا لا يأخذ الطفل المحتضن معاشي؟
لجأت لي سيدة أربعينية تطالب بإيصال صوتها للمختصين قائلة " احتضنت طفلتي منذ أن كان عمرها أيام من أحدى دور الرعاية، وكان الأمر شاقا للغاية أثناء رعايتي لها مع وظيفتي وكنت ألجأ أحيانا الي تركها مع جارتي لأن القانون لا يسمح لي بإجازة رعاية، كمان أن الفكر المجتمعي غير مدرك لهذا الأمر.
وأكدت أنها قادرة على عمل توازن الآن بين ابنتها التي أتمت ست سنوات والعمل، لكن ما يؤرقها هو فكرة أنها غير مؤمنة في المستقبل، بمعني أنها لن تجد معاش حال وفاتي.
وطالبت السيدة الأربعينية بأن يكون هناك تشريع من البرلمان بإعطاء معاش للمحتضنين خاصة الإناث حال وفاة الأم أو الأب المحتضن.
هل تتحقق رؤية 2030 ويتم إغلاق دور الرعاية؟
وضعت " وزارة التضامن" رؤية مستقبلية لتحويل نظام الرعاية المؤسسية الي نظام الرعاية الأسرية وخلو دور الرعاية من أي طفل في مهلة طويلة المدى من 5 إلى 10 سنوات، ويتم اغلاق دور الرعاية والتي يقدر عددها بـ"510" دار على مستوى الجمهورية، ولكن ما زالت تلك الخطة في طي العرض والمناقشة لتفعيل خطواتها، فهل ستكون الوزارة قادرة على ذلك التحدي.
قالت الدكتورة نسرين صلاح عمر، عضو مجلس النواب بمحافظة الدقهلية، إن وزارة التضامن الاجتماعي تهدف إلى إغلاق دور الأيتام بحلول ٢٠٢٥ لتخفيف العبء ومواجهة التحديات داخل الدور الخاصة، والتي تتسبب في صعوبة بناء الشخصية السوية، مؤكدة أنه جرى التخلص التدريجي من دور الأيتام التي تديرها الحكومة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمملكة المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال النصف الأخير من القرن.
وقالت عضو مجلس النواب، إن استراتيجية مصر 2030، أحد محاورها العدالة الاجتماعية التي تتمثل في تعزيز الاندماج المجتمعي والحد من الاستقطاب السلبي، وتحقيق المساواة في الحقوق، وإلحاق الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية خاصة مجهولي النسب بأسر يجري اختيارها وفقاً لشروط ومعايير تؤكد صلاحية الأسرة.
البرلمان يبدأ في الاهتمام بمطالب الأمهات الحاضنات
وأكدت "نسرين" أنها تتابع بحرص شديد مطالب الأمهات الحاضنات من خلال مجموعة على "الواتساب"، يستطعن إرسال مطالبهن عليه، وستقوم بعرض كل نقطة على حدة على اللجنة المختصة.
وأوضحت أن مطالب الأمهات كانت تتعلق بالفعل بمعاملتهن أمهات درجة ثانية هم وأبنائهن، فبجانب مشكلة اجازات الرعاية والحصول على المعاش، كان هناك مطلب بالسماح لأبنائهن بالدخول للنوادي الرياضية وتصعيدهم في مسابقات الألعاب، وهو ما وجدته غريبا للغاية.
وتابعت : هناك مشكلة واجهت أمهات حاضنات في عدم قدرتهن على ضم أبنائهن لبطاقات التموين واستطاعت بعضهن عمل هذا بعد عدد من الإجراءات الروتينية.
وأكدت النائبة البرلمانية أنه خلال الفترة القادمة ومع تخفيف حدة إجراءات الاحتضان في مصر سيتم بالتعاون مع وزارة التضامن تحقيق عدد من مطالبات الأمهات الحاضنات والأسر البديلة التي تكفل طفل كريم النسب، كما يطلق عليه بلائحة قانون الطفل التي عدلت في 2020.