من جانبه قال الدكتور إسماعيل تركي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تحذير وكالة الاستخبارات الالمانية من تنفيذ عمليات من قبل تنظيم داعش الإرهابي علي الأراضي الألمانية هو الأول من نوعه، بل علي مدار السنوات الأخيرة توالت التحذيرات من جماعة الإخوان والحركات والتنظيمات الارهابية كداعش والقاعدة وخطورتها حيث يمثل عودة المقاتلين الأجانب إلى بلادهم بعد سنوات من القتال في صفوف الجماعات الإرهابية كـ داعش والقاعدة في سوريا والعراق قنبلة موقوتة تهدد أوروبا بالانفجار في أي وقت.
وأضاف تركي في تصريحات ل"البوابةنيوز"، أنه يمكن الربط بين الإجراءات التي شرعت بها عدة دول أوروبية لمحاصرة نشاط التنظيمات المتطرفة، وفي القلب منها جماعة الإخوان والتنظيمات التي تدور في فلكها والتي تعلن ظاهريا امتثالها للقوانين المحلية، لكنها أبعد ما يكون عن ذلك، وتعتمد نهج التسلل التدريجي للمؤسسات الألمانية للسيطرة عليها على المدى الطويل، وبين التحذيرات التي رصدتها أجهزة المخابرات الأوروبية والالمانية من خطر تلك الجماعات والتنظيمات الارهابية، حيث أن تلك التنظيمات تعمل في حلقة متصلة ببعضها ووفق أجندة واحدة، فالإخوان كانوا حلقة الوصل الأولى لتجنيد المقاتلين من داخل المدن الأوروبية وتسهيل سفرهم إلى الخارج، وتسهيل تحويل التدفقات المالية والتبرعات التي تساعدهم في ارتكاب عملياتهم الارهابية وشراء الاسلحة.
واشار، الي أن تحذر الاستخبارات الداخلية الألمانية من موجة من الإرهاب التي يمكن أن تغزو البلاد من جديد، حيث حذر رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية مؤخرا من تعاظم قوة تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بالتزامن مع تكثيف التحذيرات بشأن عودة المقاتلين الألمان إلى البلاد بعد عودتهم من ساحات القتال في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من عدم وقوع هجمات إرهابية كبيرة في أوروبا والولايات المتحدة مثل الهجمات الدامية التي هزت الولايات المتحدة منذ عشرين عام، وتحقيق الكثير من النجاحات الكبيرة في مكافحة تنظيم داعش في السنوات القليلة الماضية، خاصة بعد مقتل زعيم التنظيم أبوبكر البغدادى عام 2019، وسقوط خلافة داعش المزعومة في سوريا والعراق، إلا أن عنف الحركات الارهابية قد تطور وكلف حياة الكثير من البشر، كما ازداد عدد الإرهابيين والخطر الذي يشكلونه مع تحول تنظيم داعش إلى شبكة لا مركزية مثل تنظيم القاعدة، حيث تنتشر تنظيماته الفرعية بشكل مستقل ما يزيد الامر صعوبة في مراقبة تلك العناصر.
وأوضح، أن مراقبة جماعة الإخوان أصعب من مراقبة عناصر التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل داعش لأن عناصر الإخوان تظهر عكس ما تبطن عكس افراد التنظيمات الأخرى التي تعمل في الخفاء والعلن. لذا يجب علي السلطات تتبع التدفقات النقدية لهذه الجماعات التي تملك وجودا قويا في ألمانيا، عبر منظمة المجتمع الإسلامي، والعديد من المنظمات الصغيرة والمساجد المنتشرة في عموم البلاد.
وتابع: أنه مع تزايد خطر ما يسمى "الذئاب المنفردة"وهو لفظ يطلق على الأشخاص الذين أصبحوا متطرفين عبر الإنترنت، يصعب للغاية على وكالات الاستخبارات مراقبته أو منعه وما تعمل عليه ألمانيا في الوقت الحاضر هو جمع الأدلة والشواهد على عناصر داعش الموجودين في سوريا والعراق، من أجل إخضاعهم إلى المحاكم حال عودتهم وادراج الأفراد الذين تشتبه في استعدادهم للقيام بهجمات إرهابية تحت المراقبة.
وأكد"تركي"، أن أهم أسباب قوة هذه التنظيمات هي انهيار قوة الدولة وعدم فرض سيطرتها علي كافة اراضيها ما يعطي فرصة لافراد تلك الجماعات بالحركة بحرية كبيرة وبذلك فان مساعدة الدول علي فرض السيطرة والامن واعادة بناء الدول التي دمرتها موجات العنف والارهاب يساعد علي القضاء علي تلك التنظيمات وتجفيف المنابع لتلك الحركات وهو ما يتخوف منه الجميع بعد انسحاب القوات الامريكية من افغانستان وان تصبح افغانستان بؤرة جاذبة لتلك العناصر والجماعات وتنشط مرة اخري علي الاراضي الافغانية.