تباينت الآراء منذ بداية تطبيق منظومة التابلت في الثانوية العامة خلال السنوات السابقة، ما بين مؤيد ومعارض، حتى فوجيء الجميع أن التابلت لن يكون جزء من امتحانات الثانوية العامة.
وهنا يأتي السؤال.. هل كتبت امتحانات الثانوية العامة هذا العام شهادة وفاة التابلت؟
يقول محمود عبدالعال، مدير المدرسة المصرية اليابانية بطور سيناء: الإجابة لا، موضحا أنه عمل لفترة طويلة في مجال تكنولوجيا التعليم وتوظيف التابلت والأجهزة في الفصول الدراسية، ولم يكن ضمن التدريبات التي قام بها في مصر أو خارجها، أن يتضمن ذلك امتحانات الطلاب. وربما كان ذلك ضرورة لانتشار وتفشي الغش بشكل فج في امتحانات الثانوية.
وأشار عبدالعال، إلى أنه كان يتابع كيفية تهيئة المنظومة للامتحانات دون مشكلات تقنية أو عوامل أخرى تؤثر على أهم امتحان في مصر، ولكن كانت المؤشرات كلها تقول أننا مازلنا نحتاج وقت لذلك، لافتا إلى أنه مع تطبيق الامتحان الورقي مرة أخرى لطلاب الثانوية، لا يعني أن التابلت لن يكون له دور في التعليم، فالموضوع لا يتعلق بالامتحانات مؤكدا أنه لا يوجد امتحان يعتمد على التكنولوجيا بنسبة 100% لهذا العدد الضخم للطلاب في نفس التوقيت في أي مكان في العالم.
وبعث عبدالعال رسالة موجهة لطلاب الصف الاول والثاني الثانوي قال فيها: "معكم جهاز جيد بإمكانيات جيدة والوزارة استثمرت في محتوى تعليمي ضخم على مدار آخر عامين، طبعا لك حرية الاختيار إن كنت ترغب في الاستفادة أو تسمع آراء من نوعية ( مفيش فايدة ) . أنتم تملكون مهارات تكنولوجية أفضل من أجيال الآباء والمعلمين ولديكم فرصة للتعلم لم تتوفر لنا ونحن في أعماركم، سواء التابلت جرى تطبيقه في الامتحانات أم لا، هذا لا يعني أنه جهاز غير مفيد، فأنتم تستخدمون التكنولوجيا يوميا وتعرفون أهميتها جيدا أكثر من أي أحد من الناصحين والناصحات، الكتب المدرسية أصبحت من الماضي والعلم يتطور بشكل مستمر و بسرعة تفوق طباعة هذه الكتب، لن يتوقف العالم إذا لما تتعلموا بشكل جيد ولن يرجع الزمن للوراء، بل بالعكس ستتقدم الدول ونحن هنا في مصر مازلنا في الجدال المستمر والمناقشات والتعليقات والفتاوى حول هذا السؤال (هل فشلت منظومة التابلت؟ )، واختتم رسالته قائلا: "دمتم متفوقين ومتعلمين".
ويتفق مسؤول تكنولوجيا تعليم ومدرب معتمد، رفض ذكر اسمه، في أن المنظومة لم تفشل؛ معللا بأن الدولة صرفت مبالغ طائلة وانشأت بنية أساسية وشبكات على مستوى عال وهذا ما هو موجود بالفعل داخل المدارس الثانوية بنية محترمة جدا على حد وصفه، موضحا أن السيرفرات (الخوادم) الثانوية تتحمل ما يزيد عن كل سيرفر يتحمل 5 طلاب، وهي ثلاثة أنواع منها سيرف (A، وB، وC) أعلاهم سيرفر سي و يتحمل 10 الاف، ولكن المشكلة تكمن في السنترالات والاتصالات وهذا خارج عن إرادة التربية والتعليم، الأمر الذي جعل الوزارة تخشى الانترنت والسرعات ليست بالشكل اللائق، لافتا إلى ان الامتحانات التجريبية الأخيرة والتي كانت على شبكة المدارس الداخلية (بدون انترنت) لم تحدث أية مشكلة تذكر، ولكن الوزارة تخشى ان يحدث اي عمل تخريبي وهو وارد.
وتابع: ولكن للأمانة المنظومة لو اشتغلت صح سيكون هناك فرق شاسع، فنحن في حاجة ماسة وملحة إلى إعادة وتأهيل وتدريب المعلمين على المنظومة، مؤكدا أن المعلم هو المحرك الأساسي للمنظومة بجانب توفير برامج تساعده داخل الفصل لشرح مادته دون اجهاده، فطريقة التطبيق محتاجه تصحيح مسار فلا بد من دعم المعلم ببرامج تساعده على اداء مهمته داخل فصله برامج معدة من قبل شركات، وأيضا لا بد من دعم المحافظات النائية والتي لا يوجد بها فروع لصيانة التابلت على الأقل تطلب من الشركة سيارات الصيانة مرة ولو كل شهر لبعد المسافات لصيانة التابلت بحكم ان الوزارة المتعاقدة مع الشركة ، الشرائح المركبة في التابلت المعتمد عليها لا تعمل، وأختتم حديثه قائلا: كل شيء جديد في بدايته صعب ولكن المنظومة في حاجة تنظيم أكثر وتغذية أكثر لشرح الدروس وتقوية الشبكات حتى لا تكون العائق في النظام .
ماذا يقول الطلاب؟
يقول أدهم السيد، الصف الثاني الثانوي بمدرسة الشهيد محمود ناجي العواد بطور سيناء، لـ"البوابة نيوز" أنا أؤيد التعليم الحديث واستخدام التابلت وبشدة ولكن مع توفر شبكة انترنت قوية، مشيرا إلى أن التعليم الحديث له مميزاته وعيوبه، فمن مميزاته: القضاء على الحفظ والتلقين، وتعلم الطالب كيفية البحث والاستكشاف للحصول على المعلومة، والقضاء على رهبة ما قبل الامتحان ، والتوسع في الحصول على المعلومة، وتخريج طالب باحث قادر على الاستكشاف، بينما عيوبه تتمثل في: عدم توفر شبكة انترنت قوية في مصر، وإحباط البعض منا إلى نظام أو فكرة جديدة، واستخدام البعض منا طرق تعمل على فشل أي منظومة مثل تسريب الامتحانات.
وتتفق مريم هاني محمود مرسي، طالبة بالصف الثاني الثانوي العام من مدرسة الزهور الثانوية العامة للبنات بطور سيناء، مع أدهم قائلة: أعتقد أن منظومة التابلت لم تفشل ولكن كان هناك سوء في طريقه استخدامها حيث أن هناك فارق كبير بين استخدام التابلت كوسيلة من وسائل التعليم تتوافق مع مقتضيات العصر ومع عقلية الجيل الحالي من الطلبة الذين يعتمدون في حياتهم اليومية على وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي ولكن الخطأ هو الاعتماد على التابلت كوسيلة للتقييم في الامتحانات فمن الصعب جدا التحكم في اعداد كبيرة من الطلبة تؤدي الامتحان في ذات الوقت وذلك لضعف البنية التحتية للشبكات، وترى مريم ان تستمر منظومة التابلت كوسيلة تعليمية وليست كوسيلة تقيمية.
بينما اعترض عدد من الطلبة على منظومة التابلت ومنهم فريدة هيثم، طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الأمل الرسمية للغات بطور سيناء، قائلة: منظومة التابلت المستجدة هي أشبه بـ"دس السم في العسل" على حد وصفها، ..يظهر الوزير على القنوات الفضائية ليشرح النظام ببساطة وعبرات تبعث الطمأنينة من وجهة نظره، والهلع من وجهة الطلاب والآباء، مشيرة إلى أنه في الصف الاول الثانوي الفصل الدراسي الاول كانت الامتحانات ورقية اختياري وفي الفصل الدراسي الثاني كانت على تابلت الوزارة وكان معنا الكتب الورقية في الصف الثاني الثانوي الفصل الدراسي الاول أوهمنا بدخولنا الامتحان بالكتب الالكترونية فقط وقبل الامتحانات بأسبوع تقريبا قال أنه يمكن لنا طباعة الكتب لتكافؤ الفرص وكان هذا نفس السبب الذي امتحنا به على ورق فقط دون التابلت في الفصل الثاني. متسائلة: أين التكافؤ واين النظام في هذا؟ العلم عند الله، بث الهلع، تشتيت الطلاب وعدم الثبوت على مبدأ او اسلوب متبع...لم يوجد نظام بالأساس لأقول رأيي به. واختتمت حديثها قائلة: إذن نعم هي فشلت والمطلوب ان يكون هناك معلمين يلقنوننا النظام لنستقر على أسلوب مذاكرة وكتب، ليس كلما سألنا تظهر الاجابة "العلم عند الله ونحن لا نعلم شيء" نريد الاطمئنان على المستقبل.
وأجمع عدد كبير من أولياء الأمور، وعنهم ميساء عبدالفتاح، رفضهم للمنظومة، معللين بأن الامتحانات الإلكترونية وتكافؤ الفرص، غير موجود والشاهد في ذلك الأسئلة التعجيزية في الاختبارات السابقة لأولى وثانية ثانوي، وأشاروا إلى أن كثير من إجابات الامتحانات اختلف فيها المعلمون فماذا يفعل الطالب؟ مؤكدين أن منظومة تطوير التعليم لابد وألا تكون قاصرة على تابلت ولكن التطوير لابد وأن يشمل المنظومة ككل بداية من بنية تكنولوجية عالية بالمدراس، ومعلم مؤمن بالتطوير ومدرب على التكنولوجيا الحديث، ووسائل معرفية متاحة لجميع الطلاب وليس فئة معينة .