يخشى مسؤولون ألمان أمس الجمعة من العثور على مزيد من القتلى بعد فيضانات "كارثية" اجتاحت مناطق غرب البلاد، مكتسحة في طريقها الشوارع والمنازل مما أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من مئة وفقدان وتشريد المئات.
وانقطعت الاتصالات في الكثير من المناطق وتحولت مناطق كاملة إلى حطام، بعدما اجتاحت فيضانات الأنهار البلدات والقرى في ولايتي نورد راين فستفاليا وراينلاند بالاتينات إضافة لمناطق في بلجيكا وهولندا.
وبعد هطول أمطار غزيرة لأيام، لقي 103 أشخاص في ألمانيا وحدها حتفهم في أكبر عدد يقتل في كارثة طبيعية هناك منذ نحو 60 عامًا ومن بينهم 12 شخصًا في دار للمعاقين فاجأتهم الفيضانات خلال الليل.
وأعلنت بلجيكا يوم حداد يوم الثلاثاء وقال المسؤولون إن 20 على الأقل قتلوا بينما هناك 20 آخرين في عداد المفقودين.
ووصف زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا آرمين لاشيت، وهو أيضًا رئيس وزراء ولاية نورد راين فستفاليا والمرشح لخلافة أنجيلا ميركل في منصب المستشارية في انتخابات تجرى في سبتمبر(أيلول) المقبل، الفيضانات بأنها "كارثة تاريخية الأبعاد".
وقال "إنها لحقيقة مؤكدة محزنة أن مثل تلك الأحداث المروعة ستحدد أكثر فأكثر شكل حياتنا اليومية في المستقبل"، مضيفًا أن هناك حاجة لمزيد من الإجراءات لمكافحة التغير المناخي.
وتخشى السلطات من أن ارتفاع منسوب المياه قد يفوق طاقة سدود أخرى مما قد يدفع المياه لتجتاح المناطق السكنية المحيطة، وأجلت السلطات 4500 شخص من منطقة قرب سد شتاينباشتال في غرب ألمانيا مع وجود خطر لتصدعه خلال الليل كما تم إغلاق طريق سريع في المنطقة.
كما أمرت السلطات آلاف السكان في إقليم بشمال هولندا المجاورة لمغادرة مساكنهم في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة مع ارتفاع منسوب المياه، وحصيلة الوفيات هي الأعلى من أي كارثة طبيعية في ألمانيا منذ فيضان بحر الشمال في 1962 الذي أودى بحياة نحو 340 شخصًا.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لمجلة شبيغل إن "الحكومة الاتحادية تسعى لتوفير دعم مالي للمناطق المتضررة في أقرب وقت ممكن"، مضيفًا أن "هناك مجموعة إجراءات ستطرح على الحكومة للموافقة عليها يوم الأربعاء".