البعض يغالي في الثقة بالنفس، والبعض يكتسبها من المواقف، فإذا قال فعل، والتجارب خير حكم.
الرئيس السيسي من هؤلاء الذين لا ينطقون على الهوى، ولا يطلقون الكلمات في الهواء دون أصل ثابت راسخ في الأرض.
منذ بداية عهدنا به وفي محفل أحاطه التشكيك من كل قوى العالم خرج علينا ليعلن مهلة ٤٨ ساعة لاتخاذ قرار مصيري بخارطة طريق اختارها الشعب وفي نهاية المدة خرج ليفعل ما قاله بثبات وقوة.
بدا الأمر للجميع مغامرة غير محسوبة العواقب، تهديدات ووعيد وتخريب والرجل يعبر الأهوال ويطفئ النيران ويسحق التشكيك بقدميه.
زعيم ولد في ظرف استثنائي استطاع أن يخرج وطنه من غرفة الإنعاش ويعيده فتيا قويا.
شحذ الهمم وارتضى معه المصريون أن يقدموا فلذات أكبادهم شهداء فداء للوطن، بل إنهم تبارووا في تقديم أرواحهم حتى ترفع مصر هامتها ولا تحنيها لجماعات إرهابية.
ثم قال سنبني ونعمر وقال الخبثاء كيف سيفعل ذلك في وطن تعتسره الديون، ففعل وفعل وفعل فتبدل السؤال من.. أين تذهب الأموال؟ إلى.. من أين يأتي بالأموال؟.
وكأن عصا سحرية في يد الرجل يضعها على الخراب فيتحول إلى حياة.
مدن تقام بين عشية وضحاها وطرق تمهد وكأنها كانت جاهزة في يده ويفرشها في لحظات.
أسر كانت قد خرجت من أسوار الحياة والتهمتها العشوائيات أعادها في صبح لحياة كريمة تليق بهم.
ثم قال قول القوى الفتى الذي أرخى الأمان على بيته وهب يؤمن حدوده، هنا خط أحمر فضحك الصبية قبل أن يدركوا أنه إذا قال فعل فانصاع الكبار لما رسمه وتعلم الصغار الدرس.
في ساعة ليل تجرأ الرعاع على بعض من أهله خارج الحدود فخرج ليقسم أنه لن يأت الصبح إلا وهو آخذا بالثأر، فخرج الطيران كطير أبابيل يدك أوكار المعتدين ويعطي إنذارا للجميع ليس أحد عنا ببعيد.
رب بيت لا تشغله كبريات الهموم عن الربت على كتف مسنة تشتكي من طابور التأمين، ولا من رد اعتبار مواطن أساء إليه في قطار، ولا من تجفيف عرق جبين سيدة تعمل على تروسيكل في قيظة نهار.. لن يقبل الضيم لنفسه وأهله وليس في قاموسه ولو بالتخيل لحظة انكسار.
فإذا قال فسيفعل كما فعل وسيضحي كل قلق مررنا به سمرا نحكيه للصغار بعزة وافتخار.
فلنترك له القرار يحدد متى وأين وهو قادر على جلب النهار مهما كانت عتمة الليل.
ولنعلم ونتعلم إن الأمس قد ذهب ولن يعود.