انتهى طلاب شهادة الثانوية العامة، من أداء امتحانات الأسبوع الأول، وما بين فرح وحزن، وابتسامات ودموع عقب تلك الاختبارات، أثار الطلاب وأولياء الأمور، عدة ملاحظات لتقييم سير العملية الامتحانية.. رصدتها «البوابة».
قال العديد من الطلاب لـ«البوابة» إن امتحانات هذا العام، تضمنت أسئلة صعبة، بل تعجيزية، فى بعض المواد، خاصةً اللغة الألمانية؛ مشيرين إلى أن الأسئلة لم تأت من منصات الوزارة، سواء حصص مصر، أو نجوى، أو بنك المعرفة.
وقال الطالب كريم أحمد: «سمعنا كلام الوزير، وتابعنا المنصات، والكتاب المدرسي، وفى الآخر الامتحان مجاش منها».
وأضاف الطالب خالد جمال- «شعبة علمي»، أن امتحان اللغة العربية، جاء تعجيزيًا، خاصة أسئلة القراءة والنصوص، فضلًا عن ضيق وقت الامتحان؛ مشيرًا إلى أن الامتحان يضم ٦٠ سؤالًا، وتجب إجابتها فى ٣ ساعات، وهو ما يعنى أنه مطلوب قراءة وإجابة السؤال الواحد فى ثلاث دقائق، فى حين أن قراءة بعض الأسئلة تستغرق أكثر من هذا الوقت.
وأشار الطالب، إلى أن مشكلة ضيق الوقت، ظهرت فى معظم الامتحانات، بخلاف الوقت الضائع من اللجان؛ حيث تسلموا ورق الأسئلة والبابل شيت، متأخرين نحو ربع ساعة، فى اليوم الأول للامتحانات، ولم يتم تعويضهم بدقيقة واحدة.
وانتقدت منى فكري- ولية أمر، تشتيت الطلاب داخل اللجان، وإضاعة وقتهم، قائلة: «أخطر شيء هو تشتيت الطالب، وهو بيمتحن من المراقبين، بسبب كمية الأوراق، اللى بيخلوا الطالب يمضى عليها، وسط اللجنة، رغم وجود الطلاب قبل الامتحان بساعة، يعنى كان ممكن يمضى قبل الامتحان بدل تشتيته».
البابل شيت
وقالت سماح محمد- ولية أمر، إن تجربة الامتحان عبر البايل شيت، هى الأولى من نوعها لطلاب الصف الثالث الثانوي، ولم يعتدْ عليها الطلاب، وتأخذ قسطًا من وقت الامتحان، فكان على الخبراء وضع ذلك فى الاعتبار، عند وضع أسئلة الامتحان.
مبدأ تكافؤ الفرص
وقال جمال الشرقاوي- ولى أمر، إن هناك تباينا فى مستويات الامتحانات، ما يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص، حيث جاء امتحان اللغة العربية صعبًا للشعبة العلمية، وجيدًا للشعبة الأدبية، فيما جاء امتحان الألمانى صعبًا، واللغة الفرنسية سهلًا.
التفتيش باليد
وأشارت سماح محمد- ولية أمر، إلى مشكلة أخرى واجهت ابنتها وزميلاتها فى إحدى لجان إدارة الشيخ زايد، وهو تفتيش الفتيات باليد، من قبل مسئولة الأمن، بدلًا من العصا الإلكترونية، للتأكد من عدم حيازتهن أى وسائل غش، قائلة «التفتيش للبنات، وهما داخلين اللجنة، بيبقى بطريقة بتضايقهم وتوترهم، وهما مش ناقصين، ممكن يفتشوا من بعيد بالعصا الإلكترونية يكون أكرم».
انتشار الغش
وأعرب العديد من أولياء الأمور، عن استيائهم من انتشار الغش، وتداول الامتحانات يوميًا والإجابات عبر تليجرام، قائلين إن ذلك يتنافى مع مبدأ تكافؤ الفرص، فالكثير من الطلاب تمكنوا من الغش، ومن ثم سيحصلون على مجموع مرتفع، فى حين أن الطالب الذى لم يلجأ للغش تعرض لظلم كبير.
كما لفت الطلاب إلى مشكلة عدم توافر ورق مسودة كافٍ للحل، وعدم نشر الوزارة نماذج الإجابات عقب الامتحانات، للتأكد من مدى صحة إجاباتهم.
وقالت انتصار شاهين- ولية أمر: «ليه الوزارة مش بتنزل نماذج الإجابة.. إحنا ولادنا بيحلوا بس نفسهم يتأكدوا من إجاباتهم، خاصةً أن إجابات المدرسين بتختلف، وكمان الأسئلة بتعتمد على الفهم ومهارات الطالب فى استخدام الوسائل المتاحة زى الكتاب».
وأعرب أولياء الأمور، عن خوفهم الشديد من نتائج الامتحانات، وعدم تحقيق رغبات أبنائهم فى الكليات التى كانوا يطمحون فى الالتحاق بها، حيث قالت ولية أمر: «أولادنا ضاعت أحلامهم وطموحاتهم، فبعد ما كان حلمهم يلتحقوا بكلية كذا أصبح أقصى طموحهم النجاح».
لا بد من إدخال العنصر البشرى فى التصحيح
وانتفد أحمد سلامة- الخبير المتخصص فى تطوير التعليم، تداول الامتحانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلًا هذا الأمر أًصبح يوميًا فى كل امتحان، والغش مستمر، وأسئلة الامتحانات تعج بالأخطاء والتكهنات.
وقال «سلامة»: لا بد أن يتخل العنصر البشرى لإتمام عملية التصحيح والمراجعة، لأن التجربة مستحدثة فى مصر، وإذا كانت دول أوروبا وأمريكا التى تتعامل مع «البابل شيت» منذ سنوات، تُدخِل العنصر البشرى فى عمليات المراجعة والتصحيح والتقويم، فبالتأكيد سنحتاج هذا الأمر فى مصر.