"منذ صغري وحلم حياتي أن أحلق في السماء، وانطلق في الهواء حتى أرى العالم بشكل آخر".. بهذه الكلمات تحكي دينا داود، كابتن طيار قصتها لـ"البوابة نيوز"، قائلةً: بدأت العمل كمضيفة طيران، وعمري ١٩ سنة، وكان أمنية حياتي أن ألف العالم، وانطلق بين الدول، حيث اختلاف العادات والتقاليد والطقوس لكل دولة في العالم.
وتضيف "دينا": في البداية كان الموضوع في غاية الصعوبة، نظرًا لرفض أسرتي هذه الوظيفة، لأنها لا تتناسب معي، للسفر خارج الدولة، ولأن فكرة الطيران فيها خطورة على حياتي، لكنني فكرت ازاي أدرس لغة مختلفة، فدرست اللغة اليابانية، عشان أكون مميزة، وأعرف أدخل الضيافة، لأني كنت بادرس في مدارس حكومية.
وتواصل "دينا" حديثها: التحقت بالعمل بالضيافة، واشتغلت ثلاث سنوات، واتجهت لفكرة الطيران، والدراسة معًا، وكنت بادخل كابينة القيادة، وعايزه أشوف نفسي في الطيارة، وأنا أحلق في السماء، واتفقد من الداخل العدادات والزراير والإنذارات، وكنت شغوفة إني أعرف الكابتن بيعرف الاتجاهات واحنا في الهواء الطلق ازاي؟!.
وتستطرد حديثها بقولها: قررت أدرس وأواصل خبراتي، من خلال الدورات والتدريب المكثف، والاطلاع على المراجع والكتب، واتحمست مع أول رحلة طيران طيرتها مع كابتن إيرباص ٣٢٠، والحقيقة أنها شجعتني، وهي مضيفة علمتني كل وسائل الأمان للكابتن والمضيف، وازاي أتعامل مع أجهزة وعدادت الطائرة، وقررت أسافر إلى أمريكا، وقدمت استقالتي من الضيافة، وكنت شبه مخلصة مذاكرة، وحصلت على رخصة طيار، قبل السفر من مصر، واستقريت في كاليفورنيا، للتدريب المكثف والمتطور، وساعدني اثنان اخوات جوزيف وجورج، واستكملت إجراءات الدراسة والفحص الأمني.
وتابعت "دينا": ويوم ما جاءت الموافقة الأمنية، حسيت ان حلمي بيتحقق، وهاكون طيار على قدر القيادة والمسئولية، ولسوء حظي مدرب التدريب كان غير متواجد، وعرض عليا مدير الأكاديمية الطيران مع شاب طيار، يحمل رخصة، سيذهب برحلة قصيرة نحو ساعتين، وكانت فرصة مدهشة، إني أتفرج على مدينة كاليفورنيا الأمريكية، واسمع الكومينكيشن.
وعن أغرب رحلة طيران خاضتها أثناء التدريب؛ تقول "دينا": على طريقة الفيلم الكوميدي إسماعيل يس في الطيران، بدأنا الرحلة، وفي منتصف الوقت، اضطر للهبوط في مكان، ليدعمه طيار آخر معه بالرحلة، وَأنا قعدت راكبة في الخلف، والمثير في ذلك أن وقود الطائرة أوشك على النفاد، ولم يكن بالحسبان.
وتواصل بقولها: وقبل العودة بربع ساعة تقريبًا سمع صوت غريب في المحرك، وابتدت مروحة الطائرة تبطئ، وكنا وقتها فوق مطار دولي "بيربانك"، ممنوع نزول الطائرات الصغيرة، إلا في حالة الطوارئ، وفعلا طلبنا من برج المراقبة الهبوط الاضطراي، وعلى الفور أعطته السيدة السماح "كلير تولاند"، وابتدأ النزول التدريجي، لكن قرر انه يطلع، وينزل تاني، لأنه كان عاليا.
وتستطرد كابتن طيار دينا داود، حديثها بقولها: كنت في حالة صمت، ومش فاهمة أوي، لغاية ما لقيت إنه بيحاول يعمل هبوط في الشارع، وسط العربيات، والناس سابت عربياتها وسط الشارع، وطلعوا يجروا، وهو بيحاول يتفادي انه ماينزلش في وسطهم.
وتضيف: أنا شفت الطيارة بتدخل وسط أسلاك الكهرباء، اللي اتعلقنا فيها، والأسلاك بتطلع شظية وشرار، شوفت الموت بعيني، ولولا أني عملت وضع حماية لنفسي، كان وجهي اتعرض لخياطة وكدمات وجروح، واستقرت الطيارة على العربية، ونطينا احنا الثلاثة من الطيارة، وبعد ما نطيت بدقائق، بدأت أشعر بالألم الشديد في ظهري، َعشان كنا على ارتفاع عالي، والفتحات أدت إلى إصابات شديدة، وانتقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج والرعاية اللازمة.