الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عيد الأضحى.. من تضحيات سيدنا إبراهيم إلى تضحيات الوطن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سليمان شفيق

يبدأ الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، أعاده الله على الأمة العربية والمصرية بالخير والسلام، وقبل ذلك بيوم احتفلنا بوقفة عرفات التى  يقف فيها الحجيج لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهى الاحتفال يوم 13 من ذى الحجة، وهو أيضا ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما أراد التضحية بابنه البكر، تلبية لأمر الله، يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله فى  هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام، ومن هنا جاء مسمى عيد الأضحى،  ليس العيد تقليدا نفرح فيه ونذبح الأنعام، بل مازالت التضحية تعيش فينا نحن المصريين، وكما أخذ سيدنا إبراهيم ابنه البكر لكى يقدمه أضحية لله سبحانة وتعالى، هناك الآلاف من الأباء والأمهات المصريين قدموا أبناءهم فلذات أكبادهم فداء للوطن، وفداء لنا جميعا، ضد الإرهاب، تلك التضحيات لم تفرق بين المصريين مسيحيين أو مسلمين، فقتل الإرهاب شهداء مثل محمد مبروك، ومينا دنيال، والشيخ عماد، وإسكندر طوس، ومازال الشعب المصرى يضحى  بشكل يومى يدفع من دماء ابنائه، ويودعهم على أمل النصر أو الشهادة، لا يوجد شعب دفع من دماء أبنائه مثل شعبنا.

يأتي احتفالنا ومصر علي شفا معارك جديدة دفاعا عن النيل في مواجهة انصارالحروب المائية التي تتحرش بمصر دون ان تدري علاقة النيل بذكر الله في حياة المصريين من وضوء وتطهر وحياة، وفي الجوار تقف مصر ثابتة مع حقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولتة المستقلة وعاصمتها القدس امام تحديات من اجل السلام، اضافة الي مواجهة الارهاب قولا وفعلا، وعدم التخلي عن اقامة الجمهورية الجديدة. 

كل سنة وأنتم طيبون، والمصريون بخير، ومن حشا الروحانية المصرية فى  التضحية والفداء، وتقوى المصريين بالأعياد فى بر مصر، حيث إن المصريين أكثر الأمم احتفالا بالأعياد، رغم أنهم يخافون من الفرح، ويقولون فى  أمثالهم: «اللهم اجعل عاقبة الفرحة خيرا»، لكنهم يتوقون للفرح قدر عشقهم للحزن، فهم يضحكون حتى البكاء، ويسخرون من أحزانهم ضحكا، ويعضون على الجرح، ويزرعون القمح، والأطفال فى  أرض خصبة يروها بدمائهم.

إذن فهم يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن، ومن ثم فهم أكثر الأمم احتفالا بالأعياد، «33 عيدا» على مدار العام، أهمها الأعياد الدينية مثل: «رأس السنة الهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء - ذكرى وفاتها، عيد العنصرة، عيد الصعود»، إضافة للأعياد المصرية التى يحتفل بها المصريون جميعا بجميع أطيافهم، «عيد الأم، عيد الحب، وفاء النيل، شم النسيم»، كذلك الأعياد الوطنية، «عيد الشرطة، عيد تحرير طابا، عيد تحرير سيناء، 23 يوليو، 6 أكتوبر»، كما توجد مناسبات اجتماعية، وعادات مصرية ترقى إلى درجة الأعياد مثل، «السبوع، وهو احتفال بالمولود عند بلوغه 7 أيام من ولادته»، ليلة الحنة، احتفال يتم للعروسين فى بيت الأهل فى الليلة السابقة للزواج، ويتم فيها نقش الحنة على يدى ورجلى العروسين»، إضافة للطهور للأطفال «الختان»، وأعياد الميلاد. 

كل ذلك مزيج من التداخل المصرى الإنسانى مع رقائق الحضارة القديمة والحديثة شرقا وغربا، فأعياد الميلاد مشتقة من الحضارة الغربية، والختان عادة يهودية، والمصريون رغم أنهم من أهل السنة يحتفلون بيوم عاشوراء فى 10 من محرم، حبا فى آل البيت، وتضامنا مع المظلوم، والطريف أنه بعد أن دخل صلاح الدين مصر وانهارت الدولة الفاطمية «الشيعية» كان المصريون يقضون اليوم صوما حزنا على الحسين فى قلوبهم، ويوزعون الحلوى علنا اتقاء لشر الأسرة الأيوبية، والأقباط المصريون يتماهون مع حزن الحشى المصرى الإسلامى على مقتل الحسين بصوم الجمعة العظيمة، تذكارا لصلب المسيح، ويشربون الخل، ولكنهم فى سبت كل سنة وأنتم طيبون. 

يأتي العيد وفرحتة لاتنسينا اهالي الشهداء الذين يذكرون دائما بأن الوطن علي غرار سيدنا ابراهيم يقدم  تضحياتة من اجل السلام.

كل سنة وانتم طيبين.