يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل الكبير يوسف شعبان الذى استطاع تقديم مجموعة من الأدوار الفنية رسخت فى وجدان الأجيال، جيلا بعد جيل نظرا لبراعته فى تجسيد الأدوار التى كان يقدمها فى أعماله الفنية سواء فى السينما أو الدراما أو المسرح.
ولد الفنان الراحل يوسف شعبان في حي شبرا بالقاهرة عام 1931 وكان والده مصمم إعلانات و كان يوسف يحب الرسم لذلك قرر الالتحاق بكلية الفنون الجميلة ولكن هذا الامر رفضته عائلته بشده التى خيرته بين الالتحاق بكلية الشرطة أو الكلية الحربية كباقى أقاربه وبالفعل دخل اختبارات الكلية الحربية إلى أن وصل إلى كشف الهيئة وقام باسقاط نفسه وعلمت عائلته بهذا الأمر وأجبرته على الالتحاق بكلية الحقوق التى تعرف فيها على أصدقاء عمره وهم كرم مطاوع وسعيد عبد الغنى وإبرهيم نافع وأقنعه مطاوع حينها بالالتحاق بفرقة تمثيل الجامعة وبعد ذلك التحق بالمعهد العالى للفنون المسرحية وسحب أوراقه من كلية الحقوق بعد ثلاث سنوات للتركيز فى المعهد الذى تخرج منه عام 1962.
وبدأ في السينما في الستينيات من خلال فيلم فيلم "في بيتنا رجل" عام 1961 بطولة عمر الشريف وزبيدة ثروت ورشدى اباظة وحسن يوسف ولفت الأنظار له ثم توالت أعماله السينمائية التي تعدت 110 فيلما.
ومن أبرز الأفلام السينمائية التي شارك فيها فيلم "معبودة الجماهير" مع العندليب الأسمر عبد الحليم حاقظ والقديرة شادية وحدث خلاف كبير قبل البدء في تصوير الفيلم والسبب أن عبد الحليم حافظ كان غير مقتنع به بينما العكس عند الفنانة شادية المقتنعة به لأنهما قدما أفلاماً ناجحة معاً في السنوات القليلة الماضية فهددت شادية بترك الفيلم، إذا لم يتم التعاقد مع يوسف شعبان وبدوره قرر يوسف شعبان ترك الفيلم كحل وسط للخلاف القائم بين النجمين الكبيرين ولكن ذكاء الفنان عبد الحليم حافظ كان أكبر من هذا الخلاف البسيط واجتمعت جميع الأطراف في منزله وتم حل المشكلة ودياً ووافق على مشاركة يوسف شعبان معهما في بطولة الفيلم وأصبحا صديقين حميمين وأيضا قدم أفلام هامة مثل "ميرامار" و"الثلاثة يحبونها" و"أم العروسة" و "حمام الملاطينى " الذى اثار الجدل في فترة السبعينات و قدم فيه شخصية رجل شاذ وعلى الرغم من اللغط الذي دار في مصر وخارجها فقد حصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية وتقرر تدريس دوره في هذا الفيلم في "معهد السينما" وأكاديمية الفنون.
كما شارك الفنان الراحل في حوالي 130 عمل درامى من أبرزها "المال والبنون" و "الشهد والدموع" و "العائلة والناس" و "الوتد" و و"رأفت الهجان" و كانت اخر اعماله الدرامية مسلسل " ملوك الجدعنة " الذى عرض فى السباق الرمضانى الماضى و حقق نجاح كبير و كان بطولة النجمين مصطفى شعبان و عمرو سعد.
بينما شارك شعبان فى المسرح بحوالى 50 عرضا مسرحيا بداية من المسرحية التلفزيوينية "الطريق المسدود" و ثم مسرحية "شيء في صدري" و "أرض النفاق" و “مطار الحب”.
ومن أكثر الادوار التى قدمها وحفرت فى وجدان الناس هو دور محسن ممتاز في "رأفت الهجان" وسيد الدوغري في "عيلة الدوغري" وسرحان البحيري في "ميرامار" وسلامة فراويله في “المال والبنون”.
وفي عام 1997 نجح شعبان في انتخابات نقابة الممثلين و اصبح النقيب واستطاع خلال فترته النهوض بالنقابة وأنشأ ناديا كبيرا في القاهرة لاجتماع جميع الممثلين وعالج العديد من الفنانين الذين لم يكونوا يستطيعون دفع مصاريف علاجهم واستطاع أن يستمر في منصبه دورتين متتاليتين قبل أن يخسر في انتخابات عام 2003 أمام النقيب الحالى أشرف زكي.
شهدت حياة شعبان أربع زيجات أولى زوجاته كانت من الفنانة ليلى طاهر بعدما تعارفا أثناء تصوير مسلسل "الحب الكبير" عام 1963 واستمر زواجهما أربع سنوات فقط ثم انفصلا بعد وقوع الطلاق ثلاث مرات والزوجة الثانية كانت من الأميرة نادية إسماعيل شيرين ابنة الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول شقيقة الملك فاروق وأنجب منها ابنته الكبرى سيناء أما الزيجة الثالثة كانت من نصيب الفنانة سهام فتحي و لكن انفصل عنها سريعا أما الزوجة الرابعة كانت من نصيب الكويتية إيمان خالد الشريعان وأنجب منها ابنته الإعلامية زينب يوسف شعبان وابنه مراد الذي يدرس في الولايات المتحدة الأمريكية وقضى يوسف شعبان مع زوجته إيمان نحو 30 عاما حتى وافته المنية فى 28 فبراير الماضى عام 2021.