في روايته الجديدة، التي فازت بجائزة أفضل رواية عربية في الدورة 52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، يُعيد الروائي الكبير والقاضي المصري أشرف العشماوي، زيارة حقبة مألوفة خاضها كثيرًا، وهي المرتكزة على قيام ثورة 23 يوليو1952، وما أحدثته هذه الثورة من تحولات سياسية واجتماعية واسعة وجذرية في المجتمع المصري، ليُقدّم لقارئه لمحة أخرى زارها خياله عن تلك الفترة.
الرواية الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية في 423 صفحة من القطع المتوسط، تمتد أحداثها بين عامى 1912 و1972، وتتخذ من عالم صالات المزادات المُتاح للصفوة وهواة الاقتناء مدخلًا ومسرحًا لأحداثها؛ لذلك يبدو أنه أقام دراسة متعمقة وجادة لعوالم المزادات وسلاسل الإنتاج المرتبطة بها، وتقاليدها وأخلاقيات التعامل بين المُزايدين، فظهرت لنا مصطلحات خاصة بهذا العالم، منها "التثمين"، وهي التي يفترض أنها مسألة موضوعية ومحايدة تعتمد على معايير واضحة من خلال خبير، ولكن في الواقع يتضح للقارئ أن عملية تقييم القطعة الفنية تتسم بنسبية واضحة، سواء فيما يخص تقييم وتثمين المبادئ والقيم، أو الأشخاص وعلاقاتهم معًا، أو حتى الأغراض والمنقولات الجامدة.
الرواية مقسمة إلى ثلاثة أقسام، وكل منهم مُتعلق بأحد الأبطال الرئيسيين الثلاثة للرواية، أولهم أورفانيللى استيفان، وهو يهودي مصري من أصول إيطالية، والآخر هو منصور حامد التركى، الذي اختار عالم المزادات ليكون حياته وسبيله للنجاة من إخفاقات حياتية مؤلمة، والأخير هو منصور أورفانيللى أو "أورفانيللى الصغير؛ هكذا تتكامل الأحداث من النقطة التى توقف عندها ذلك الآخر، وبذلك تكتمل الصورة.
