"زرعت الخير فحصدت الشر "، جملة شعبية دارجة تصف حال سيدة مسنة تبلغ من العمر 97 عاما، والتي لم تتخيل أنها ستدفع حياتها ثمنًا لمعروفها، بعدما تعاملت بحسن نية مع شخصين طلبا منها كوب ماء ليرويا عطشهما لكنها لم تكن تعرف أنهما سيردان الخير بـ "الغدر"، بعدما أوهماها بقدرتهما علي إصلاح عطل داخل الثلاجة، فاستغلوا تواجدها داخل المنزل بمفردها وقاموا بقتلها بطريقة وحشية وتركاها غارقة في دمائها بعد الاستيلاء علي مصوغاتها الذهبية، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
تعود تفاصيل الواقعة عندما ورد بلاغ لمركز شرطة الشواشنة بمديرية أمن الفيوم يفيد بمقتل"شمس.ع.ب"(97 سنة ـ مقيمة بقرية الصبيحي ـ مركز الشواشنة) داخل منزلها منزوع قرطها الذهبي من أذنها ودملج فضي بيديها وبها نزيف بأحد عينيها وأنفها وكدمات شديدة متفرقة بالجسم.
وعلي الفور أنتقلت قوة أمنية برئاسة المقدم عبدالله عثمان رئيس مباحث مركز شرطة الشواشنة، إلى محل الواقعة، وتم تشكيل فريق من البحث الجنائي برئاسة العقيد مصطفى حسن رئيس فرع بحث غرب الفيوم، مكون من العقيد وليد تاج والعقيد حسن أبو طالب والعقيد محمد عثمان والعقيد تامر حسن،لكشف ملابسات الجريمة برئاسة العميد ياسر صلاح رئيس البحث الجنائي بمديرية الأمن.
وتوصلت تحريات فريق البحث المشكل برئاسة العقيد مصطفى حسن رئيس فرع بحث غرب بإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الفيوم إلى تحديد مرتكبي الواقعة وهما كل من محمد.،ف م.ع 25سنة ـ عاطل ـ مسجل سرقات ـ مقيم الصبيحي ـ مركز الشواشنة، ومحمود. ع.ع.ع 22 سنة ـ عاطل مقيم الصبيحي ـ مركز الشواشنة ولهما محل إقامة اخر بالقاهرة.
وعقب تقنين الإجراءات ألقي القبض على المتهم الأول مدبر الواقعة بقريته وأثناء تفتيشه تبين بعض الخربشات بعنقه نتيجة دفاع العجوز عن نفسها، وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات أقر بها وأعترف تفصيليًا بارتكابه الواقعة بدافع السرقة بمعاونة المتهم الثاني.
وقال انه خرج من منزله مساء يوم الواقعة وبحوزته سلاح أبيض (سكين) عاقدا العزم على الذهاب إلى منزلها وسرقتها كرهًا عنها.
واعترف أمام العقيد مصطفى حسن رئيس الفرع وفريق البحث، بأنهما قاما بتتبع السيدة العجوز بالسير خلفها أثناء عودتها لمنزلها ليلا عقب صلاة العشاء مستغلين عدم مرور أحد بمحيط سكنها حيث تعيش بمفردها،وطلب احدهما كوب مياه ليروي عطشه، فناولتهما كوبا قائلة انه ليس لديها مياه باردة لعطل بالثلاجة لديها، فأوهماها بقدرتهما على اصلاحها، إلا أنهما انقضا عليها من الخلف عند دخولها لمنزلها وكتما أنفاسها وأنتزعا قرطها الذهبي وأسورة فضية بيدها وانهالا عليها بالكدمات، وذلك لانتزاع مفتاح صندوق خشبي لديها لسرقة مصوغاتها حتى خر جسمانها على الأرض ولفظت انفاسها الاخيرة بين أيديهما،وفرا هاربين.
وتمكن فريق البحث من ضبط المتهم الثاني، وأرشد عن مكان بيع القرط الذهبي بمنطقة الطوابق بأكتوبر، والذي بلغ ثمنه 13 ألف جنيه، وأحضر المبلغ المالي.
وتحرر عن الواقعة المحضر رقم 1149 إداري مركز الشواشنة لسنة 2020 للعرض على النيابة.
وبعد العرض على النيابة الجزئية، قرر محمد مدحت وكيل نيابة أبشواي الجزئية، حبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، على أن يراعي التجديد لهما في الميعاد المحدد
