الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"الفلسفة التطبيقية" جديد غيضان السيد

غيضان السيد علي
غيضان السيد علي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

صدر حديثا عن دار الفراعنة للنشر والتوزيع والترجمة كتاب “الفلسفة التطبيقية: المفهوم المجالات القضايا” للدكتور غيضان السيد، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة المساعد بكلية الاداب جامعة بني سويف.

ووفق مؤلف الكتاب فإن الفلسفة التطبيقية هي المبحث الذي يمكن وصفه بأنه يمثل نقطة تلاقٍ بين عدة علوم وتخصصات تقنية وإنسانية مختلفة، فمن العلوم التقنية: الطب والهندسة الوراثية والبيولوجيا، ومن العلوم الإنسانية الاجتماع والأخلاق والسياسة وعلم النفس وعلم اللغة، هذا فضلا عن تلك المباحث التي ليست علومًا بالمعنى الدقيق كالدين واللاهوت والأخلاق والفلسفة. أي أن الفلسفة التطبيقية هي تلك الفلسفة التي تدل على مجموعة البحوث والممارسات والخطابات التي تتميز عادة بطابع تعدد الاختصاصات والتي تحاول الإجابة عن إشكاليات مستعصية نشأت- في الغالب- نتيجة التقدم العلمي في كافة المجالات. 

وأضاف “السيد ” أن الفلسفة التطبيقية قد حققت- بالفعل- أمنيات الفلاسفة السابقين الذين أرادوا إنقاذ الفلسفة من محنتها أمام التقدم العلمي وانجازاته التطبيقية المبهرة التي جعلت الكثير من الناس يشككون في جدوى الفلسفة. حيث كانت محاولات الفيلسوف الألماني الكبير إيمانويل كانط I.Kant (1724-1804) الذي هاجم الميتافيزيقا التقليدية وسعى إلى تحويل الميتافيزيقا إلى علم عملي، وكذلك رؤية كارل ماركس K. Marx (1818-1883)-الجديرة بالاحترام- والتي رأت أن مهمة الفلسفة ليست تفسير العالم فقط بل إنَّ المهمة الأولى للفلسفة هي تغيير العالم. وفي الفلسفة المعاصرة طرح جاستون باشلار Gaston Bachelard (1884-1962) مفهوم العقلانية التطبيقية كما صاغ بيير بورديو Pierre Bourdieu (1930-2002) مفهوم العقلانية العملية، ليستمر التبلور الراهن للفلسفة التطبيقية التي تعبر عن حال الإنسان الحائر الذي يخشى الانزلاق فوق السطوح  الملساء للتطورات العلمية والتقنية في مجالات الهندسة الوراثية التي باتت تهدد قدسية الحياة الإنسانية، ومن ثم صارت أهمية الأخلاق التطبيقية هي الأخذ بيد الإنسان المنزلق ليسترد عافيته الأخلاقية والانتقال من الأخلاق السلوكية إلى الأخلاق الجمالية عبر الأخلاق البيولوجية من أجل تحقيق قدسية الحياة الإنسانية والحرص على عدم انتهاك تلك القدسية. 

وعن مجالات الفلسفة التطبيقية، لفت “السيد” إلى أنها تعبر عن كم التغيرات شديدة العمق والتعقيد، تلك التي نتجت عن التطورات العلمية والتقنية المتلاحقة التي لا تتوقف والتي يحفل بها عالمنا اليوم في مجالات عدة، في: البيولوجيا، والبيئة، وثورة الاتصالات، ومجالات الهندسة الوراثية وتداعياتها المباشرة على حياة ملايين البشر في أركان المعمورة . فقد أثارت تلك التطورات تداعيات على كافة المستويات أربكت إنسان اليوم الذي تعوَّد في الماضي على أخلاق كلاسيكية تستمد جذورها من قيم الفضيلة والآداب والأعراف التي عجزت اليوم عن تقديم حلولًا ناجعة للمشكلات التي يعايشها كما كانت العادة في السابق. ومن ثم تعددت مجالات الفلسفة التطبيقية التي حاولت أن تعيد التوازن لإنسان اليوم المرتبك.

217390380_4064260747003696_3469307708780350990_n
217390380_4064260747003696_3469307708780350990_n