الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«طلاق على الطريقة الصينية».. حكايات شتّى عن المجتمع وفساده وحزبه المهيب

طلاق على الطريقة
طلاق على الطريقة الصينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى مزيج ممتع بين السخرية والمأساة، يُقدّم الروائى الصينى ليو جين يون الحائز على جائزة "ماودون" في الأدب، وهى تعادل نوبل للآداب فى الصين، واحدة من أبرع رواياته، وهي رواية "طلاق على الطريقة الصينية"، والتى يروى فيها حكايات شتّى عن المجتمع وفساده وحزبه المهيب، في عقد واحد تجمع حبيباته امرأة ريفية!
تبدأ الحكاية التى نقلها إلى العربية أحمد السعيد ويحيى مختار، بلقاء بين القاضى الشاب وانغ قوانغ داو، وامرأة تُدعى لى شيوليان، جاءت مدعية أن طلاقها من زوجها السابق تشين يوخه مزيف ويجب إبطاله من أجل أن يعاودا الزواج ويستبقي كلاهما ولدًا من زواج سابق، فيجتمع لهما ولدان في النهاية بصورة قانونية. إلا أن الأمور لا تلبث أن تسير عكس ما تتمناه بعدما وضعت طفلة عمرها شهرين، فخالفت قانون "الطفل الواحد"، في حين أنه كان للزوجين ولد غير هذه. فكان الطلاق السبيل الوحيد لعدم تجريم الأب العامل البسيط، لكن يرفض القاضى ادعاءها بزيف الطلاق. وبدأ شعور الظلم يجتاح لي شيوليان، بعد رفض القاضي، ثم عضو اللجنة القضائية، ثم رئيس الهيئة القضائية. هكذا عزمت على تقديم شكوى ضد هؤلاء جميعًا، مضافًا إليها شكوى ضد نفسها!
أرادت المرأة البسيطة، التي تُشبه فى ثقافة الفراعنة "الفلاح الفصيح"، لكنها هُنا امرأة صينية لحوح، أن تُبلغ شكواها إلى أعلى سلطة ممكنة في الدولة، فرفعت لافتة كتبت عليها "مظلومة" وأبقتها مرفوعة لدى مرور العمدة، فطلب إبعادها وحبسها سبعة أيام. فقررت المضي إلى بكين العاصمة فى مناسبة مهمة هى انعقاد مؤتمر القيادات ونواب المحافظات كلها. وقد أمكنها بالحيلة التسلل إلى قاعة النواب، والمرافعة عن نفسها بالقول "أنا مظلومة". بالطبع حُبست لانتحالها صفة النائبة واقتحام المؤتمر، لكن مسئول كبير استدعاها لتدلى بما تشكو منه، ولتشفي بعضًا من غليلها بذكرها وقائع الرشوة والفساد، والمماطلة، وغيرها، أبطالها القضاة، والموظفون المرتشون، والمحافظ، ممن لم ينظروا فى شكواها وردوها خائبة. فأصدر الأوامر بتنحية هؤلاء، وتعيين آخرين مكانهم؛ وبات صيتها كامرأة مُهابة من الدولة على كل لسان.
عندما بلغت التاسعة والأربعين من عمرها، لم تبرح المرأة البسيطة عن الشكوى ورد الاعتبار لنفسها، وكانت الدوائر القضائية والموظفون في المقاطعة تخشى من ذهاب لي شيوليان إلى بكين للشكوى، تلك السنة، أرسلت صديقًا قديمًا لها بغية ثنيها عن الشكوى، بدعوى رغبته في الزواج منها، وهو وانغ قونغ داو، وكان ذلك لقاء خدمة يفترض بالدوائر الحكومية فى تلك المقاطعة أن تعمل على تثبيت ابنه فى وظيفته. تنطلي الحيلة عليها، وتوافق على الزواج منه بشرط تقديم الشكوى فى بكين، فيمضيان على دراجة نارية، تلاحقهما الشرطة المحلية لمنعهما من بلوغ بكين.