يواصل شاعر العامية الكبير مدحت منير إبداعه المتألق الذي بدأ قبل أربعين عاما، وعن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة صدر لـ "منير " ديوانا جديدا بعنوان "كأني الشاعر الأصلي" والذي اعتبرته الأوساط الثقافية حدثا مهما وإضافة مضيئة لمكتبة الشعر بوجه عام و مكسبا كبيرا لقصيدة العامية.
وبالرغم من زخم المطابع بعشرات الإصدارات في العامية المصرية إلا أن إسهام منير يعتبر منفردا حيث اتجه من سنوات إلى قصيدة نثر العامية وهي القصيدة الأصعب في بنائها ومضمونها، وأثبت منير جدارة وتفرد في هذا النوع من الشعر حتى أن شاعرا كبيرا وواحدا من رواد جيل السبعينات وهو الشاعر أمجد ريان وصف منير بأنه شاعر مصر الكبير، كما خصص دراسة موسعة عن شعر منير ليثبت من خلالها ريادة منير مع آخرين لقصيدة نثر العامية.
الديوان الذي صدر عن سلسلة أصوات أدبية تلاه تكريم خاص لمدحت حيث وافق المجلس الأعلي للثقافة على تفرغه لمدة عام من أجل مزيد من الابداع.
ومن دواوين الشاعر السابقة نقرأ عناوين مهمة مثل “مكان مريح للحزن ـ عنف ومحبة ـ كان لازم نرقصها سوا ـ بالقميص الكاروهات”.
وتمتاز أعمال الشاعر بإيقاعها الخاص ورؤيتها المغايرة فيما يخص الذات والموضوع.
ومن نصوص منير نقرأ له نصا شفافاً لندلل على أهمية الاحتفاء بالشاعر يقول منير.
نور خفيف
----------
شايف؟
خطّين على السور القديم
كانوا ...
ولد وحبيبته فى الجنة
سامع؟
حبّة ملايكة
باقية م المزامير
حاسس؟
القمرة
بتحمّى اليتيم فى الحوش
عارف؟
مالت العتمة الخفيفة
واطّمن الجفن الكفيف
خايف؟
أول ما تصحى الكهربا تسأل علينا ...
خليك بعيد
بهذه الحساسية المفرطة تتدفق أعمال منير الذي يدخل العقد السادس من عمره و ما زال قادرا على الإبداع وصناعة البهجة.
وعلى جانب آخر نقرأ للناقد حاتم مرعي فى محبة مدحت منير الذي وصفه ب " المقدس" يقول مرعي عن منير هو الشاعر المصري القبطي والمثقف العضوي المؤمن بدوره ،مع مدحت أنت ببساطة فى حضرة الإنسانية الخالصة يحمل على كتفيه قيم الخير والحق والجمال ورؤيته لواقعه الاجتماعي والسياسي كما يحمل أسئلته الوجودية المؤرقة وحكمته الخاصة ،يدفع من قوت بيته من أجل الشعر.
بقى أن نقول إن مدحت منير مدرس الفيزياء الذي هو على المعاش حاليا، ارتبط بالمنهج العلمي كطريقة تفكير وإنحاز مع رفاقه في مدينة الإسماعيلية لهموم الناس وخاض معارك فاصلة من أجل ترسيخ قيم التقدم والاستنارة.
لذلك تحتفل " البوابة نيوز " بديوان مدحت منير وتنتظر منه مزيد من الابداع.
