خطوات متتابعة للمفاوض المصري تلت عقد مجلس الأمن لجلسة طارئة شرحت خلالها مصر موقفها للمجتمع الدولي ووضعته أيضًا أمام مسئولياته حيال الموقف أمام تعنت ومماطلة ومغالطة من الجانب الإثيوبي الذي يريد فرض وصاية واهية على المياه.
ويرى الخبراء أن عقد مباحثات مع دول "الاتحاد الأوروبي" ثم “حلف الناتو” في غاية الأهمية لرفض أي تصرفات أحادية من الجانب الإثيوبي وضرورة أن يضطلع الاتحاد الإفريقى بمسئولياته ويصل لنتائج تحفظ حقوق دول المصب ووقف أي مخاطر أو عدم استقرار للمنطقة، فيما حذر خبير جيولوجي من “تسونامي أفريقي” قد يجتاح السودان في حالة انهيار السد.
الاتحاد الأفريقى كان متوقعًا
يقول الدكتور ضياء القوصي، مساعد وزير الري الأسبق: "ذهاب المفاوض المصرى لمجلس الأمن ثم الاتحاد الأوروبي وصولاً لحلف الناتو كان بغرض إرسال مصر الرسالة للمجتمع الدولي بكافة الحقوق وكشف الموقف الإثيوبي المراوغ والذي ينتهك القانون الدولي، ومسألة إحالة الملف للاتحاد الأفريقي خطوة كانت متوقعة ولكننا كشفنا إفشال الجانب الإثيوبي لأية جهود دبلوماسية ترمي للوصل لاتفاق قانونيا ملزمًا لقواعد ملء وتشغيل السد.
مصر أبلغت رسالتها للمجتمع الدولى
ويضيف "القوصي": الرسالة المصرية التى وجهتها للعالم مفادها عدم الوصول لنتيجة فإن كل الخيارات مطروحة ومصر قادرة على حماية حقوقها المائية وحجم التقديرات التى يمكن لإثيوبيا تخزينها هى نسبة 3 مليار متر مكعب وحاليا تتبلور الرؤية المصرية للتصرف لحماية الحقوق المائية.
ويواصل "القوصي": خطوات المفاوض المصري التي أعقبت مجلس الأمن وعقد المباحثات مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ثم مقابلة سكرتير عام حلف الناتو كلها جهود تهدف لوضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته في حالة اتخاذ مصر أي موقف يحفظ أمنها المائي.
شكرى يواصل التفاوض مع الاتحاد الأوروبى
جدير بالذكر أن وزير الخارجية سامح شكرى يواصل خطواته الدبلوماسية بشأن سد النهضة في بروكسل حيث أجرى مباحثات الثلاثاء الماضي مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حول أزمة سد النهضة بعد محاولات المفاوض المصري لإقناع مجلس الأمن الدولي بالتدخل في النزاع. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، ناقش شكري القضية مع عدد من نظرائه الأوروبيين وسكرتير عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
انهيار السد يهدد بفناء ملاييين
وفى السياق ذاته يقول الدكتور عباس شراكي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير الجيولوجى: "إنه تم إنشاء السد في منطقة خطرة وغير مستقرة بمنطقة مرتفعة عن السودان وأعلى من الخرطوم بـ350 مترا على مسافة 500 كم ما يعني أن أي خلل في جسم السد فإنه خلال 18 ساعة أن تجتاح الأمواج أغلب أقاليم السودان، خاصة وأنه يوجد بإثيوبيا أكبر فالق على سطح الأرض وهو "الأخدود الأفريقي العظيم" علاوة عن كونها أنشط منطقة زلازل بالمنطقة الأفريقية وكان لخروج البراكين قديمًا السبب في تكوين الجبال والمرتفعات الإثيوبية وخلقت نظام مطري فريد غير موجود على سطح الكرة الأرضية عن طريق هطول كميات كبيرة جداً من المياه في فترات زمنية قصيرة، لأن خلال شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر تسقط الأمطار بغزارة تسقط على الجبال التي تصل لارتفاع 5 آلاف متر ما يسبب فيضانات شديدة قوية قادرة على جرف أي منشآت أمامها.
30 مليون حياة مهددة بانهيار السد
ويواصل "شراكي": زادت من خطورتها السعة المبالغ فيها لـ74 مليار متر مكعب مع سرعة وكميات الأمطار والانحدارات الشديدة والتشققات بالجبال ما يمثل خطورة شديدة، وكان من المفترض أن يهتم مجلس الأمن التحرك على هذه النقطة التي تهدد حياة 30 مليون من السودان في حالة انهيار السد لأن مجلس الأمن معني بحماية أمن البشر ويمنع أية أسباب تهدد الأمن والسلم الدوليين.
ويضيف "شراكي": بعض المشروعات حدثت بها كوارث في 2007 حيث حدث انزلاق صخري في سد تاكيزي على نهر عطبرة "أحد أنهار نهر النيل" وافتتح 2009 وتوفى به 47 عاملا والمنفذة كانت شركة صينية يضاف مشروع ديبا 2 على نهر أمو الإثيوبي حدث انهيار 3 مرات مرتين قبل الافتتاح وهو نفق طوله 26 كم وافتتح 10 يناير 2010 وحدث الانهيار الثالث وهي نفس الشركة القائمة على تنفيذ سد النهضة حاليًا.
لجنة دولية أدانت أمان السد
ويختتم "شراكي": تم تشكيل لجنة دولية من خبراء أجانب وأصدرت تقريرا في مايو 2013 مكون من 48 صفحة منها 24 صفحة توصيات لاستكمال دراسات انشاءات وسلامة السد وذكرت أن الدراسات الموجودة أولية ولا ترقى لأمان السد والنماذج الرياضية المستخدمة أولية، وقد طالبنا بدخول مراقب لتطلب أثيوبيا دخول مكتب فرنسي الذي يعمل لديها ومع ذلك انسحب المكتب بسبب ضغوط الجانب الإثيوبى، ولم يستطيع المكتب مباشرة عمله انسحب ليدخل مكتب فرنسي أصغر صياغة تقرير رفضته إثيوبيا والسودان في نوفمبر 2017 ومن وقتها لا نعلم أي معلومات عن أمان ودراسات السد .