ينتظر العاملون في قطاع السياحة جني ثمار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برفع حظر الرحلات الجوية للطيران العارض إلى المُنتجعات المصرية خاصة شرم الشيخ والغردقة، وثمن الخبراء والمحللون قرار الروسي برفع الحظر عن مصر، خاصةً أن ذلك يأتي في ضوء أزمة فيروس كورونا التي ضربت العالم وأثرت في قطاع السياحة والعاملين فيه.
يُذكر أن قرار الحظر الروسي جاء على خلفية كارثة تحطم طائرة الركاب الروسية الشهيرة، التي أسفرت عن مقتل 224 شخصًا كانوا على متنها في عام 2015.
وقال النائب عمرو حسين هندي، وكيل لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، إن القرار إيجابي جدًا، رغم كونه جاء متأخرًا؛ لأن مصر بلد الأمان بفضل الجهود التي قامت بها القيادة السياسية خلال الفترات السابقة.
وأضاف: أن القرار سيكون له مردود جيد على قطاع السياحة، خاصة خلال موسم الشتاء القادم، حيث من المعروف أن السياحة الروسية تنشط خلاله، لافتًا إلى أن مصر تُمثل وجهة سياحية فريدة لمختلف دول العالم، بجانب ما تقوم به من سيطرة قوية على تفشي فيروس كورونا، والعمل وفق إجراءات احترازية مشددة.
وأشار "هندي" إلى الجهود الكبيرة التي قام بها الجميع بداية من القيادة السياسية، ووزارة السياحة التي عملت بجهد وافر، ونسقت أيضًا مع جميع الوفود القادمة التي سنراها خلال الأيام المقبلة، موضحًا أن لجنة السياحة والطيران المدني لم تناقش تبعات تأثير القرار الروسي، لكن سيكون هناك حديث داخل البرلمان حول الأمر.
تسريع عملية تطعيم المواطنين
فيما قال الدكتور سعيد البطوطي المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، إن عودة السياحة الروسية إلى مصر لها معنى نفسي كبير بالنسبة للمصريين، وبالنسبة للمستهلكين السياحيين أيضًا في الأسواق المختلفة، حيث ستُزيل اللغط الذي كان سائدًا بخصوص التأمين في المطارات المصرية وخلافه.
وأضاف، أنه علاوة على أن السوق الروسي يمكن أن يساند الشركات والفنادق في تلك الفترة حتى تستقر الأسواق الأوروبية، حيث أن السوق الروسي لا يتأثر كثيرًا بالأحداث والتي منها الجائحة الحالية، متابعًا أن المطلوب خلال الفترة القادمة مراعاة مستوى الخدمات المقدمة للسائحين في الفنادق ووسائل النقل والمطارات، ومستوى النظافة والتعقيم والأمور الصحية المختلفة، وحيث أن السائح خلال تلك الفترة سيكون أكثر حساسية وملاحظة للسلبيات.
وأشار البطوطي إلى أنه مطلوب أيضًا تسريع وتيرة تطعيم المواطنين خلال الفترة المقبلة، حيث أن العالم الآن ينشر عليه يوميًا معدلات التطعيم في الدول والتي يطلع عليها الناس باستمرار وفي كل مكان، مشددًا على ضرورة مراجعة الصيانة في الفنادق والفنادق العائمة، حتى يتم تحاشي المشكلات الفنية المختلفة عند استئناف التشغيل بها.
تعديلات على الاشتراطات الصحية
من ناحيته، قال الدكتور علاء خليفة، خبير التسويق السياحي الدولي والتحول الرقمي لقطاع السياحة، إن منظمة السياحة العالمية أجرت تعديلات على الاشتراطات والضوابط الصحية المقررة بنقاط الدخول، في إطار المستجدات والتطورات المرتبطة بتداعيات فيروس كورونا المستجد وتحوراته، وتسري تلك الضوابط على أقسام الحجر الصحي بالمطارات الجوية والمعابر البرية والموانئ البحرية بالدول السياحية.
وأضاف، أن جميع الشركاء من منظمي الرحلات العاملين في أسواق جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية تم التنبيه عليهم بإخطار عملائهم بالتعليمات والضوابط الصحية الجديدة لمواجهة جائحة كورونا والخاصة بشهادات التطعيم ضد الفيروس وجميع الإجراءات الوقائية التي تحمي جميع الزائرين للمقاصد السياحية المصرية.
وأشار خليفة إلى أن القادمين وبحوزهم شهادات تطعيم باللقاح المضاد لفيروس كورونا من الدول المتأثرة بالسلالة الجديدة المتحورة هم الهند وبنجلادش وبوتان، وميانمار، ونيبال، وسيريلانكا، وفيتنام، والبرازيل، وباقي دول أمريكا اللاتينية.
ولفت إلى أنه تتم مراجعة شهادة التطعيم بحوزة الراكب ضد فيروس كورونا، وقبول الشهادات المُعتمدة في الدول جهة الإصدار، بدون كشط أو شطب أو إضافة، وتحتوي على باركود، ثم يتم تحليل الهوية الآن فوري للسائح، وفى حالة ثبوت حمل السائح لفيروس كورونا، وفي هذه الحالة يتم تحويل الراكب إلى مستشفى الحميات أو أي مستشفى متخصص وتطبيق البروتوكول الموضوع في هذا الشأن من وزارة الصحة المصرية.