أكد رئيس البرلمان العربي عادل العسومي، أهمية التعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي في توضيح الصورة لدى المؤسسات والبرلمانات الإقليمية فيما يتعلق بحقوق الإنسان والبعد عن تسييس القضية.
جاء ذلك وفق بيان صادر عن البرلمان العربي اليوم الأربعاء خلال لقاء عادل العسومي في جنيف، مع الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي مارتن تشونجونج.
وقال "العسومي":"يجب العمل المؤسسي حتى لا يخرج العمل في مجال حقوق الإنسان عن نطاقه وعن الواقع الفعلي"، مشيرا إلى أنه يوجد بعض التحديات أو القصور في بعض الدول ولكن هناك إيجابيات كثيرة ومتعددة، ويجب التعاون في مواجهة التحديات والعقبات التي تواجه قضايا حقوق الإنسان، وليس الانتقاد وتسييس الموضوع ومحاولة الضغط على الدول، منوها إلى ضرورة مراعاة الاختلاف في العادات والتقاليد والثقافات بل والدين أيضا بين العرب والغرب.
وفي مستهل اللقاء، رحب مارتن تشونجونج بوفد البرلمان العربي رفيع المستوى، مثمنًا الجهود التي يبذلها البرلمان العربي تحت رئاسة عادل العسومي، دفاعًا عن المصالح والقضايا العربية وهذا ما توج ببعض النجاحات داخل إطار الاتحاد البرلماني الدولي، معربا عن تقديره للأجهزة الجديدة التي استحدثها البرلمان العربي خاصة مركز الدبلوماسية البرلمانية والمرصد العربي لحقوق الإنسان، ومقدرًا حرص رئيس البرلمان العربي في الدفع قدمًا بمأسسة العلاقة بين البرلمان والاتحاد البرلماني الدولي، وعلى المبادرات التي يتبناها في مجال دعم وتمكين المرأة العربية ومجالات حقوق الإنسان، والاهتمام بمجال العلوم وربطها بالسياسة والبرلمان.
وتناول اللقاء عددًا هامًا من القضايا الرئيسة، وفي مقدمتها قضايا حقوق الإنسان في العالم العربي، حيث أكد مارتن تشونجنج الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، من ناحيته، على أن هناك مجموعة من المبادئ والأسس التي يجب أن تتبنى عليها العلاقات بين الدول وأهمها احترام سيادة الدول وخصوصياتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومراعاة الخصوصية الثقافية والدينية والعادات والتقاليد بين الدول، فهي أمور رئيسة في بناء العلاقات الإيجابية وتعزيز التعاون بين الدول والمؤسسة لتعزيز حقوق الإنسان في الدول العربية.
وأعاد رئيس البرلمان العربي، التأكيد على أهمية التعاون في قضايا حقوق الإنسان والبناء على الإيجابيات لتحقيق الأهداف المرجوة لصالح الشعوب. وفي مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، أوضح رئيس البرلمان العربي أن تنسيق الجهود الدولية والإقليمية والوطنية وتعدد المبادرات كانت السبب في حدوث نتائج ملموسة في مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف. وأكد "العسومي" حرص البرلمان العربي على أن تكون له المبادرة في تنسيق الجهود البرلمانية الإقليمية والدولية، منوها إلى حرصه على دعم دول الساحل لمواجهة الإرهاب والتأكيد على إعلاء المصالح الإنسانية على المصالح السياسية الضيقة. ومن جانبه، وجه الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي التحية والتقدير على إعطاء الموضوع الأهمية الواجبة، وحرصه على التعاون البرلماني المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. كما تناولت المباحثات مع مارتن تشونجونج، بصفته رئيس المنصة العالمية لنصراء المرأة ومن ضمن المدافعين الدوليين عن قضاياها، المساواة وحقوق المرأة ومشاركة المرأة في السياسة، حيث أوضح "العسومي" أن التطورات الإيجابية العديدة التي شهدتها المرأة العربية وتمكينها لم تنعكس بعد بشكل كامل في العمل البرلماني العربي، مؤكدًا أن البرلمان العربي يضع قضية تمكين المرأة والتوظيف الأمثل لقدراتها وإمكانياتها في مقدمة أولوياته، ويسعى إلى تعظيم الاستفادة من القدرات البرلمانية المتميزة للبرلمانيات العرب.
وأشار إلى إطلاق البرلمان العربي منتدى البرلمانيات العرب، وإطلاق أول دبلومة تطبيقية لتمكين البرلمانيات العرب. ومن جانبه، أشاد مارتن تشونجونج بهذا التوجه، مؤكدًا على أن تمكين المرأة العربية بصفة عامة والبرلمانيات العرب بصفة خاصة والاهتمام بقضاياها يمثل المدخل الصحيح في تغيير المنظور الغربي للثقافة العربية.
وعلى الصعيد التطوير المؤسسي، اتفق الجانبان على توقيع اتفاق التعاون الفني والمؤسسي بين الجانبين خلال هذه الزيارة، وهي الاتفاقية الأولى من نوعها بين الاتحاد البرلماني الدولي ومنظمة برلمانية إقليمية، وبما يحقق تطلعات الشعوب العربية، والمصالح المشتركة وأولويات العمل لكل من البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي.
وتأتي زيارة رئيس البرلمان العربي إلى جنيف لاستكمال العلاقات المؤسسية بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي وتوقيع اتفاق التعاون الفني والمؤسسي، واستكمالا للمباحثات بين الجانبين لتدشين شراكة مؤسسية فعَّالة بين البرلمان العربي والاتحاد البرلماني الدولي، والاتفاق على آليات تقديم البرلمان العربي لمبادرات حول القضايا ومصالح الدول العربية وأولويات الشعوب العربية.