مكالمة هاتفية كانت كالصاعقة على قلب الأم والأب، لم يصدقا أن نجلهما قد لقي مصرعة حرقًا على يد خطيبته قبل فرحه بأيام.
لكشف غموض الجريمة، انتقلت «البوابة نيوز» إلى منزل الشاب الضحية ويدعى «كمال»؛ حيث روت والدته تفاصيل الحادث.
فى البداية، تقول والدة الضحية، إنهم كانوا يقطنون داخل شقة صغيرة ثم انتقلوا للسكن فى شقة أخرى أكبر، وكانت والدة الفتاة ندى من تتولى جمع الإيجارات من سكان العقار، وكانت والدة ندى كلما رأت ابني تطلب منه أن يذهب إلى منزلهم لتناول الشاى معهم، وبالفعل كان يذهب لزيارتهم، وتقابل هناك مع ابنتها "ندى" وأخبرنا كمال بأنه يريد خطبتها ولكننا لم نكن موافقين لأنها أكبر منه بـ 4 سنوات، وأبوه أخبره بأنه لن يساعده بشىء حال زواجه منها.
وتابعت: لكن مع إصراره على خطبتها، قمنا بقراءة الفاتحة وأحضرنا الشبكة، وبعد انتهاء حفل الخطوبة فى تمام الساعة 11 مساءً تفاجئنا به يخبرنا بأنه لا يريد إكمال حياته معها، وعندما استيقظ من نومه فى صباح اليوم التالى توجه إلى منزلها وأحضر منها الدبلة، وتركنا الشقة الجديدة لنعود إلى الشقة الأولى.
وأكملت: بعد عام ونصف من فسخ الخطوبة، توفت والدتها، فاضطر إلى الوقوف معهم فى مراسم الدفن والعزاء خاصة أن والدتها قبل وفاتها أوصته عليها، وبعد دفن والدتها، قال له زوج شقيقتها " يا تتجوزها وتشوف حل يا متجيش هنا تانى"، واشترط عليه أن يتزوجها بعد 6 أشهر، فأخبرني كمال بما حدث، وأنه يريد الزواج منها، فرددت عليه بأننى لست موافقة على تلك الزيجة، كما أن والده رافض تمامًا، وعندما سألته ما إذا كان يتواصل معها أم لا، فأخبرنى بأنه ليس هناك تواصل بينه وبينها، ولكن كلامه كان غير صحيح، وأنه يعمل فى إحدى المحلات دون علمنا ويعطيها ما يكسبه من مال تمهيدًا للزواج منها.
وتابعت أم الضحية: حتى أنه بعدها بأيام، أرسل رسالة وقعت كالصاعقة على الأسرة كلها، وكان مضمون الرسالة "آسف يا حاج، أنا كتبت كتابي على ندى، ومتزعلش منى يا حاج". وبعد كتب كتابه ظل يحاول مصالحة والده حتى أنه أرسل الكثير من الأقارب من أجل أن يقنعوا والده أن يرضي عنه ويصالحه، وفى يوم الواقعة، هاتفنى وأخبرنى بأن حالته النفسية سيئة ويريد رؤيتي وقال لى "أنا مش عايز ندى، أنا عايزك أنتى وأبويا".
وأضافت: اتصلت بيه فردت ندى، قولتلها "كمال جنبك"، فردت قائلًة "لا .. كمال راح عند علاء ساب التليفون عنده ومشي، ثم عادت وهاتفتنى بعدها قائلًة انا عرفت أبنك هيطلقنى ليه، عايز يراضيكي انتى وابوه، والله لأحبسهولك واحرق قلبك عليه"، وفى المساء أخبروني بأن " كمال مات مضروب ومولعين فيه، ومبقتش مصدقه"، ومن الساعة 12 ونصف مساءً وحتى الـ 7 صباحًا، لم نكن متأكدين من الواقعة حتى أخبروني بأنه قد مات.
وطالبت والدة المجنى عليه بحقه حتى تهدأ النار التى اشتعلت بداخلها، فلم تعد قادرة على تخيل أن نجلها قد تركها ورحل فى لحظة.
أدلت ندى حسني، الفتاة المتهمة بقتل زوجها داخل شقتها بمنطقة التبين، باعترافات تفصيلية أمام نيابة التبين و15 مايو، وقالت إنها ارتكبت الجريمة بعد علمها بقدوم خطيبها لأخذ عفشه من الشقة، بعد وقوع خلافات بينهما عقب عقد قرانهما بشهرين.
وتابعت خلال التحقيقات أنها اشتركت مع شقيقتيها وجارتها وضربوه فوق رأسه وأضرموا النيران في الشقة وتركوه بداخلها، لإخفاء جريمتهم.
وكشف التقرير الطبي المبدئي عن وجود شبهة جنائية حول الوفاة ووجود آثار اعتداء على الضحية نتج عنه الوفاة قبل احتراق الجثة، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بتشريح جثمان الضحية، والتصريح بالدفن عقب الانتهاء من إعداد التقرير.
كان قد ورد بلاغ للمقدم مصطفى عبد العال، رئيس مباحث قسم شرطة التبين، مفاده وفاة شاب يدعى كمال، 22 سنة، مقيم بمدينة حلوان في منزل خطيبته، وبالانتقال والفحص عثرت المباحث على جثة الشاب محترقة، وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة خطيبة الضحية وتدعى "ندى حسني"، وشقيقتيها "شيماء وإيمان"، وجارتهم.