العراق: خفّضنا التمثيل الدبلوماسي قبل شهور
خبير روسي: سياسة قطر المغايرة وراء سحب السفراء
خبير سعودي: دعم القطرى للحوثيين في اليمن والإخوان سبب السحب
كاتب إماراتي: السعودية صبرت كثيرًا على قطر
بوراشد يدعو لوحدة الصف العربي..وإيجاد حل لأزمة "الخليج
في خطوة اتخذت بعد العديد من التحذيرات
والنصح من قبل دولة الإمارات والمملكة السعودية والبحرين لقطر، والاستخفاف بالتحذيرات
واستمرارها في دعم جماعة الإخوان، ما يعد تحديا يهدد الأمن القومى العربي كشرت الدول
الثلاث عن أنيابها وسحبوا سفرائهم. ولا تزال قطر مصرة على السباحة ضد التيار، وتتعمد
دعم جماعة الإخوان، والتعامل المفتوح معها واحتضانها، واستثمار نفوذها في عدد من الدول
العربية من أجل هذه الغاية.
وبعد هذه الإجراءات تخشي الجامعة العربية
على القمة المقبلة التي سيتم عقدا بالكويت بعد أيام قليلة وسط أجواء عاصفة في العلاقات
بين الدول العربية، والذي وصفه الكثير من السفراء والخبراء العرب بأنه كان متوقعا وليس
مفاجئا نظرا لإصرار قطر على التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وليس مصر فقط.
فيما أعربت الجامعة العربية عن أملها في احتواء الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين كل
دول المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وبين دولة قطر والتي قرروا على أثرها
سحب سفرائهم من الدوحة، وأكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية
- حرص الجامعة العربية على وحدة الموقف العربي قائلا" إن التضامن العربي سيظل
العروة الوثقى لأمن بلداننا وسلامتها وسيادتها واستقرارها وتحقيق مصالحها. واعتبر
"بن حلي" أن مجلس التعاون الخليجي يمثل أهم إنجاز عربي على مستوى دول الخليج
العربي، كما أنه يشكل رافدًا داعما لجامعة الدول العربية المنظمة الأم، معربا عن أمله
أن تكون تلك التطورات السلبية التي تناقلتها وسائل الإعلام عبارة عن غمامة صيف حالما
تنقشع وتعود المياه إلى مجاريها.
من جانبه، أكد السفير عاشور بوراشد، مندوب
ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية أن هذه الخطوة ستكون لها آثار سلبية على العمل العربي
المشترك وسيلقي بظلاله على العلاقات الخليجية الخليجية والعلاقات العربية. ودعا إلى
وحدة الصف العربي وعدم تشتتها.. مشددا على أهمية العمل على تطوير منظومة الجامعة العربية، خاصة
أنه أصبح مطلبا ملحا للأمة العربية والشعوب العربية على مدى سنوات طويلة والجميع يتطلع
إلى أن يكون للجامعة دور فاعل في تجسيد العمل العربي المشترك.
مندوب العراق: خفضنا مستوى التمثيل الدبلوماسي
مع الدوحة منذ شهور.
أضاف أن اعتراضات العراق على قطر كانت بسبب موقف القوة المتطرفة وتشجيع القوى المتطرفة في العراق، إضافة إلى تصريحات "القرضاوي" المستمرة، مشيرا إلى أن بلاده مستمرة في هذا الموقف حتى الآن.
الخارجية: القرار يعكس رؤية مصر.. وعلى
قطر أن تحدد موقفها بوضوح
يأتى ذلك في الوقت
الذي أكد فيه السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن هذا الموقف
يعكس ما سبق أن أشارت إليه مصر مرارًا من أن الخلاف القائم ليس بينها وبين قطر، وإنما
بين قطر وغالبية الدول العربية، وأنه يتعين على دولة قطر أن تحدد موقعها وموقفها بوضوح
من المصالح العربية المشتركة والتضامن العربي، وهو ما يتطلب الابتعاد عن السياسات والمواقف
التي تؤجج الفرقة وتفتت وحدة الصف العربي، والارتقاء إلى مستوي التحديات والمخاطر الجسيمة
التي تحيط بأمتنا العربية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها. وأوضح أن السفير المصري
في قطر موجود بالفعل في القاهرة منذ بداية شهر فبراير الماضي، وأن قرار استبقائه في
مصر هو قرار سياسي وسيادي جاء نتيجة لأسباب موضوعية من بينها استمرار التدخل في الشأن
الداخلي للبلاد، وعدم تسليم المصريين المطلوبين جنائيًا لمحاكمتهم، فضلاَ عما تبثه
قنوات فضائية من أكاذيب وافتراءات تتعلق بتطورات الأوضاع في البلاد. وقال إن القرار
يعكس رفض هذه الدول الشقيقة وتحفظاتها على مواقف وسياسات قطرية، وأنها رأت توجيه رسالة
مماثلة لما سبق أن طالبت به مصر مرارًا بضرورة الالتزام الكامل بمبدأ عدم التدخل في
الشئون الداخلية للدول واحترام سيادة الدول وإرادة شعوبها.
من ناحية أخرى، نفى السفير بدر عبد العاطي،
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ما تردد حول سحب السفير المصري في قطر، مشيرًا
إلى أن السفير في القاهرة لقضاء أجازته السنوية ومصر لم تسحب سفيرها.
وأشار عبد العاطي، في تصريحات خاصة
"لـ"البوابة نيوز"، إلى أن السفير القطري لدى مصر سيف البوعينين، قد عاد
إلى القاهرة منذ أيام بعد غياب شهر في بادرة قطرية للتهدئة مع مصر، لافتا إلى أن ذلك
ينفي الشائعات التي ترددت عقب عودة سفيرى مصر وقطر إلى القاهرة والدوحة بتبادل البلدين
سحب السفيرين عقب تراجع في العلاقات بينهما وسط اتهامات مصرية لقطر بالتدخل في الشأن
المصري.
فيما أكد دبلوماسيون
أن قرار سحب سفراء الامارات والسعودية والبحرين من قطر ليس مفاجئا بل أتى بعد تحذير
مسبق للدوحة.. مؤكدين في الوقت ذاته أن قرار سحب السفراء سيؤثر حتمًا على قطر إقليمًيا
ودوليًا، وربما سيضطر أمريكا وإسرائيل وإيران إلى إعادة ترتيب أوراقها تجاه قطر مرة
أخرى، خاصة أن القرار جاء من ثلاث دول خليجية تلعب دورا مؤثرا في المنطقة وتربطها بمصر
مصالح استراتيجية وأمنية بالدرجة الأولى.
وأكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير
الخارجية الأسبق أن قرار الدول الثلاث السعودية والكويت والبحرين بسحب سفرائها من
قطر صفعة قوية على وجه قطر وسيزيد من عزلتها في المنطقة، مشيرًا إلى أن القرار غير
مفاجئ وأنذرت به الدوحة من قبل بعد تدخلها السافر في الشئون العربية وعلى رأسها المصرية.
وأشار إلى أنه في نوفمبر الماضي عقدت قمة ثلاثية بمسعى من الكويت في الرياض بين العاهل
السعودي وأمير الكويت وأمير قطر، لتحذير الأخيرة من مغبة تدخلها في الشئون الداخلية
المصرية واحتضانها لجماعة الإخوان ودعمها.
أضاف "رخا" أن القمة التي عقدتها
الدول الثلاث قبل ستة شهور، أعطت مهلة كافية لقطر لمراجعة سياستها تجاه الدول العربية
وخاصة مصر، غير أنها لم تتراجع، موضحًا أن قطر لم تلتزم بما ورد في القمة، وذهبت واتهمت
الإمارات بأنها تتبع سياسيات بعيدة عن الشريعة الإسلامية، وهذا ما استنكرته الإمارات
حينها وخرج بعدها وزير خارجية قطر باعتذار ضمني للإمارات. ولفت رخا إلى أنه رغم تحذير
وتنبيه الدول العربية لقطر بتغيير سياسيات قناة الجزيرة التي عملت على التحريض خلال
السنوات الماضية، إلا أنها لم تلتزم أيضًا، موضحًا أن قطر مازالت تحتضن بعض القيادات
الإخوانية الهاربة من المحاكمة الجنائية في مصر، وهذا ما يضعف موقفها أمام مجلس التعاون
الخليجي.
وأوضح أن هذا القرار من الممكن أن يزيد من عزلة قطر إقليميا، خاصة مع الدول
الخليجية بالدرجة الأولى ومع الدول العربية، مشيرًا إلى أن هناك مصالح كثيرة مشتركة
مع دول التعاون الخليجي ستتأثر بهذا القرار والخاسر هي قطر.
من جانبه أكد السفير نبيل
بدر، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن قرار الدول الثلاث المملكة العربية السعودية
والمملكة البحرينية والإمارات العربية المتحدة، بسحب سفرائها من قطر قرار له دلالة
سياسية بالغة الأهمية، موضحًا أن القرار غير مفاجئ، وأنه قد جاء بعد صبر من الدول الثلاث،
وكردّ فعل طبيعي على دولة ترعى المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وتقدمها على المصالح
الخليجية والعربية، وتدعم المتطرفين والإرهابيين.
وأوضح أن قرار الدول الخليجية جاء أيضًا
للحفاظ على المصالح الاستراتيجية والأمنية ومستقبل وأمن الخليج، والذي تؤثر مصر فيه
بدرجة كبيرة باعتبارها دولة محورية في المنطقة، وباعتبار أن استقرارها أو عدمه يؤثران
على المنطقة بشكل كبير. ولفت "بدر" إلى أن هذا القرار ستتم قراءته عالميًا
بدءًا من الولايات المتحدة الأمريكية ثم إيران وإسرائيل، على اعتبار أن قطر مخلب قط
المصالح الأجنبية في المنطقة، مشيرًا إلى أن قطر الآن أمام خيارين: إما أن تتراجع عن
سياستها السافرة في المنطقة، وبالتالي تكسب ودّ تلك الدول مرة أخرى، أو أن تستمر في
سياستها وتخسر دول الخليج الكبرى.
من جانبه، أكد السفير ناجي الغطريفي، مساعد
وزير الخارجية الأسبق أن قرار "السعودية، الإمارات والبحرين" بسحب سفرائهم
من قطر يعتبر مسمارا في نعش التجمع الخليجي ويثبت أن قطر أداة طائعة في أيدى القوى
الأجنبية التي لا تريد أية تجمعات عربية متماسكة وتريد أن تقسم الموقف العربي تجاه قضايا
هامة جدًا تهدده ويتوقف عليه مستقبله مثل قضية التعامل مع الجماعات الإرهابية. وأوضح
أن القرار سيؤثر حتمًا على العلاقات الخليجية بقطر في المنطقة وسيمتد أيضًا للصعيد
الدولي، مضيفًا أن القرار جاء مفاجئًا وقويًا من جانب الدول الثلاث ويثبت أن خطورة
دعم قطر للإخوان المسلمين تفوق أهمية الإبقاء على مجلس التعاون الخليجي قائما كتجمع
عربي إقليمي مهم.
واستبعد الغطريفى أن يكون هناك قطع للعلاقات
من جانب تلك الدول لقطر نظرًا للمصالح المشتركة بينهم سواء على المستوى الاجتماعي أو التجاري
أو الثقافي، مضيفًا أن القرار خطير وله دلالة مهمة.
من جانبه، أكد الخبير الروسي رفائيل دامينوف،
أن قيام دول الإمارات والبحرين والسعودية بسحب سفرائها من دولة قطر، يأتي نتيجة لانتهاج
قطر سياسة مختلفة ومغايرة تمامًا عن السياسات التي تتبعها دول التعاون الخليجي، مشيرًا
إلى أن اختلاف تلك السياسات ظهر بشدة تجاه مصر في الآونة الأخيرة. وأضاف دامينوف، في
تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" أمس الأربعاء، أن قطر تدخلت بتمويل المعارضة
لقلب نظام الحكم في البحرين، مؤكدًا أن لقطر أجندتها الخاصة، وهذا ما دفعها للهجوم
ضد مصر والبحرين في الإعلام المملوك لها مثل شبكة قنوات الجزيرة. وقال الصحفي الروسي:
"لا أظن أن قطر تهاجم الدول العربية أو الخليجية عمدًا، وإنما ما يحرك الإدارة
القطرية هي المصالح فقط، والاتهامات التي تدور حول أن قطر علاقتها جيدة بالولايات المتحدة".
وقال حبيب الصايغ، الكاتب الصحفي الإماراتي، إنه لا معني من موقف قطر المضاد لثورة الشعب المصري في 30 يونيو. وأضاف حبيب خلال مداخلة
هاتفية ببرنامج "صوت الناس" على قناة "الحور"، أن السعودية صبرت
كثيرا على قطر رغم تضررها من أفعالها.
أكد الخبير السعودى الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس
مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية بجدة أن اتجاه السعودية والإمارات
والبحرين لسحب السفراء يأتي بعد أن نفد صبر الرياض، لافتا إلى أن هناك إجراءات حاسمة
سيتم اتخاذها منها إغلاق الحدود البرية وغلق المجال الجوي السعودي أمام الطائرات القطرية
ومنع تراخيص الشركات القطرية بالسعودية.
تابع عشقي في تصريحات خاصة لـــ "البوابة
نيوز"، أن سبب توتر العلاقات هو دعم قطري للحوثيين في اليمن وكذلك دعم أحد أفراد
الأسرة الحاكمة القطرية مول عناصر إخوانية سعودية، موضحًا أن إساءة قطر لمصر أحد أهم
أسباب هذه الإجراءات وخاصة استخدام الأراضي القطرية في أعمال تعمل على عدم الاستقرار
في مصر والسعودية.