شارك مركز الحوار العالمي (كايسيد)، في اللقاء الدولي رفيع المستوى، الذي نظّمته شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي(UNDP)، والمركز افتراضيًا بحضور لفيف من صانعي السياسات وخبراء الأمم المتحدة والمنظمات المحلية والدولية الفاعلة من جميع أنحاء العالم؛ لمناقشة المنطلقات والاستراتيجيات، والنتائج والتوصيات الملموسة للوثيقة الاستقصائية: (الدور الحيوي للأطراف الدينية والتقليدية الفاعلة وأثرها الكبير في تحقيق أجندة 2030 والهدف "16" من أهداف التنمية المستدامة)، والتي أنجزها منظمو اللقاء عبر سلسلة من ورش العمل حول عمل القيادات والمؤسسات الدينية والقيمية والتقليدية الفاعلة وجهودها، ولا سيما النساء والشباب؛ لتسريع عملية تحقيق أهداف خطة 2030م على المستويين المحلي والدولي للمضي قدمًا نحو تحقيق أهدافها المنشودة؛ وذلك الثلاثاء بتوقيت نيويورك على هامش المنتدى السياسي الرفيع المستوى 2021م (HLPF)، منصة الأمم المتحدة الأساسية لمتابعة ومراجعة خطة التنمية المستدامة لعام 2030م وأهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة.
تحدَّث في اللقاء كلٌّ من فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الحوار العالمي، والسفير يوكا سالوفارا، المندوب الدائم لفنلندا لدى منظمة الأمم المتحدة؛ والدكتور مويندر سينغ، رئيس مجموعة نيشكام للجمعيات الخيرية؛ ميلا ليجورو، مديرة برنامج بناء السلام بين أتباع الأديان في خدمات الإغاثة الكاثوليكية ( (CRS؛ أوين فرايز، مستشار الوساطة والتفاوض في مؤسسة بيرغوف؛ و صموئيل رزق، رئيس مؤسسات منع النزاعات وبناء السلام والاستجابة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP).
وقد شارك في افتتاح الفعالية الأمين العام لمركز الحوار العالمي فيصل بن معمر، بكلمة قدَّم خلالها خالص الشكر والتقدير للحضور، وثمَّن ملحوظاتهم حول ترشيد الدور المحوري للقيادات والمؤسسات الدينية والتقليدية الفاعلة لتسريع عجلة التنمية المستدامة. وقال معاليه: لقد كشفت أزمة جائحة كوفيد-19 بالفعل عن مواطن الضعف المستفحلة وصور اللامساواة داخل البلدان وفيما بينها. وكشفت أيضًا عن مواطن الضعف والتحديات والمخاطر المنهجية، مهددة بانتكاس التقدم الذي تحقق في أهداف التنمية المستدامة خلال عقود طويلة؛ مشيرًا إلى ازدياد الفقر والجوع في العالم؛ نتيجة لاضطرابات النمو الاقتصادي وسلاسل التوريد وسبل العيش.
وركَّز "بن معمر" في كلمته الافتتاحية على الهدفين: (16): (السلام والعدالة والمؤسسات القوية)؛ و(17): (الشراكات) من أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الجائحة تسببت في خسائر نفسية وروحية برزت في شيوع حالات العزلة وزيادة المخاوف في ظل ازدياد النزعة الشعبوية والمعلومات المضللة خاصة عبر الإنترنت؛ ما أدَّى إلى رواج الكراهية وانعدام الثقة. وفيما يخص هدف (الشراكات)؛ أكَّد ابن معمَّر على استجابة المركز لدعوة أعضاء الأمم المتحدة؛ لتمكين القيادات والمؤسسات الدينية والتقليدية المحلية والدولية الفاعلة في النهوض بأهداف التنمية المستدامة؛ وشروعه بالتعاون مع شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين لإنجاز مشروع معرفي لرسم خرائط واستقصاء جهود القيادات والمنظمات الدينية والتقليدية الفاعلة لتحقيق أجندة 2030م.
وأوضح "بن معمر" أن نتائج هذه الوثيقة الاستقصائية، كشفت عن بعض الأفكار النوعية حول كيفية تحسين التعاون المهم للغاية بين الأطراف المتعددة والجهات الدينية والتقليدية الفاعلة، مشيرًا إلى هذا الكمِّ الكبير والهائل من(الشراكات)، الناجعة والواعدة التي تحققت الآونة الأخيرة على المستويات الشعبية بين القيادات والمؤسسات الدينية الفاعلة والجهات متعددة الأطراف، مقارنةً بالعقد الماضي معللاً ذلك بحالة الإدراك المتنامية بين منظمة الأمم المتحدة ومؤسسات صنع السياسات وبناء الشراكات وتجسيرها مع القيادات والمؤسسات الدينية والتقليدية الفاعلة معتبرًا أن هذا التغيير؛ نتيجة عقود من العمل المتواصل على سواعد العديد من الأفراد والقيادات المخلصين، بمن في ذلك حاضرو هذا اللقاء؛ مثمنًا دور كل من شبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين والمجلس الاستشاري متعدد الأديان التابع للأمم المتحدة كمحطات مهمة للغاية في هذا المسار الذي يفخر مركز الحوار العالمي المُضي فيه.
وأعرب ابن معمر في ختام كلمته عن أمله أن تتمكن مشاركة المركز في هذه الفعالية من إبراز الدور الحيوي الذي يمكن أن تلعبه القيادات والمؤسسات الدينية والتقليدية من خلال منصاتها وذخائرها المعرفية، وأن يتمكن هذا التقرير من إثارة مناقشات مفيدة حول كيفية تعزيز هذه الشراكات وتجديدها وتحسينها بينما يسعى العالم إلى إعادة البناء.