يسميه البعض بـ"موسم السبوبة"، والبعض الآخر بـ"موسم بيزنس الكيانات التعليمية الوهمية".. تلك الفترة التي تعقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة، حيث يسعى كل طالب إلى الالتحاق بالكلية التي طالما راوده حلمه أن يكون أحد خريجيها، فذلك الأب يبذل قصارى جهده لتوفير المبلغ المطلوب الذي يمكن نجله من الالتحاق بالكلية التي يحلم بها، وتلك الأم تدعوا الله أن يوفق فلذة كبدها فيما يذهب بعض الشباب ضحية للمعاهد والكليات الوهمية التي طالما راح ضحاياها العديد من الشباب، وبسببها تبخرت أحلام وطموحات كانت تعانق عنان السماء، وحولت طالب في مقتبل العمر إلى فريسة وضحية بطلها نصاب يمارس عمله في الخفاء.
تعمل بطرق غير قانونية
تقول النائبة إحسان شوقي، عضو مجلس النواب، إنه عقب انتهاء امتحانات الثانوية العامة من كل عام تطل علينا معاهد وكليات وهمية لجذب الطلاب، مشددة على ضرورة التصدي لتلك الكيانات الغير مرخصة التي تنصب على المواطنين، وتتلاعب بأحلام وطموحات الشباب.
وأضافت "شوقي" في تصريح خاص، لـ«البوابة نيوز»، أن الأمر يتطلب وقفة جادة من الجهات المختصة لإنقاذ أبنائنا، مطالبة المواطنين بالإبلاغ عن أي معاهد أو كليات تعمل بطرق غير قانونية.
وتابعت عضو مجلس النواب: إن الكيانات التعليمية الوهمية تخرج جيل لا يمتلك أي خبرات تؤهله لمواكبة العمل بعد التخرج، خاصة أنه لن يتعلم أي شيء، وتابعت: "كم من شاب بات ضحية بسبب المعاهد والكليات الغير مرخصة.. دحرها لابد منه لإنقاذ المجتمع".
نصب وابتزاز
بدوره، طالب النائب محمد سلطان، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، التصدي للكيانات التعليمية الوهمية، مؤكدًا أنها تمثل خطورة بالغة على المجتمع والمواطنين في نفس الوقت، حيث تكون سببا في تخريج شباب غير مؤهلين، وغير كوادر، ولا يمتلكون عنصر الخبرة لممارسة العمل بعد التخرج.
وأضاف "سلطان" في تصريحات صحفية له، أن الفترة الأخيرة ومع القرب من إعلان مرحلة التنسيق يتم الإعلان عن بعض المعاهد والكليات والكيانات الوهمية وغير الرسمية، وذلك في خطوة الغرض منها جذب المواطنين، ويتم النصب عليهم بمسميات مختلفة، ما بين منحهم شهادات علمية، أو توفر فرص عمل، أو ما شابه من محفزات، ولكن في الحقيقة هذه الكيانات غير رسمية، وتمارس عملها في الخفاء، وشهادتها غير معتمدة.
وشدد عضو مجلس النواب، على ضرورة تشديد الرقابة للقضاء على هذه الكيانات بصورة جذرية، لافتًا إلى أن الفترة الأخيرة شهدت غلق بعض من هذه الكيانات التعليمية الوهمية، ولكن المواطن شريك في القضاء على هذه الكيانات من خلال الإبلاغ عنها وعدم التقديم بها سوى بعد التأكد منها من خلال الدخول على موقع الوزارة لمعرفة ما إن كان هذا المكان مرخص له من عدمه، حتى لا يكون فريسة وضحية لعملية نصب وابتزاز بصورة غير مباشرة.
لا أساس لها على أرض الواقع
وفي نفس السياق، أوضح النائب حسانين توفيق، عضو لجنة التعليم والاتصالات بمجلس الشيوخ، أنه مع دخول امتحانات الثانوية العامة ويعقبها إعلان النتائج استعدادا لمرحلة التعليم الجامعي، تنشط الإعلانات للترويج عن المعاهد الخاصة.
وأشار النائب في تصريحات صحفية له، إلى أن البعض يستغل حاجة الشباب في الالتحاق بالتعليم الجامعي سواء الحاصلين على الثانوية العامة أو الدبلومات الفنية، بالترويج للمعاهد غير المرخصة.
وأوضح توفيق، أن أصحاب هذه المعاهد يقومون بالإعلان عن امتيازات غير حقيقية مثل التدريب أثناء الدراسة بمقابل مادي، أو توفير فرص عمل في عدد من الجهات.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، إلى أن كثيرا من هذه المعاهد لا أساس لها على أرض الواقع، مؤكدًا أن الحكومة ممثلة في وزارة التعليم العالي قامت بالعديد من الحملات التي نتج عنها إغلاق عدد كبير من المعاهد غير المرخصة.
وشدد، على أهمية الرقابة على هذه المعاهد، وترقب الإعلانات التي تقوم بها سواء على التلفزيون أو إعلانات الطرق وكذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.