شهد مسرح لوميير الكبير، اليوم الاثنين، العرض العالمي الأول لفيلم الكوميديا والدراما الأمريكي "The French Dispatch" للمخرج ويس أندرسون، ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في نسخته الـ74.
وعقب انتهاء العرض حصل صناع الفيلم علي وصلة تصفيق من الحضور استمرت لمدة 9 دقائق تكريما لهم.
وخرجت العديد من المراجعات التي أشادات بالفيلم، فذكر برايان فورمو الناقد بموقع "Fandango"، أن الفيلم عبارة عن طوفان من الكلمات والتفاصيل، لدرجة يمكن أن تغمرك أو تذهب معها وتنجرف بعيدًا. هذا العمل هو أفضل ما قدم ويس أندرسون على الإطلاق؛ المزج بين الأبيض والأسود والرسوم المتحركة والباستيل والمنمنمات، وحتى "الجنس".
كما هناك استخدام رائع للمساحات السلبية في مشاهد الأبيض والأسود، حيث اعتمد أندرسون على حشو الكثير من التفاصيل في كل ركن من أركان الإطار. إضافة إلى موسيقي ألكسندر ديسبلا الذي تفوق على نفسه في هذا الفيلم.
وتعتبر قصة بينيسيو ديل تورو، التي تضم (تيلدا سوينتون، وأدريان برودي، وليا سيدو، ولويس سميث)، هي الأفضل بين الثلاثة في الفيلم. في الواقع، فكرت ما إذا كانت هذه القصة فيلمًا كاملاً بمفردها. أيضًا، المخضرم جيفري رايت، أحد أكثر الممثلين نجاحا منذ عقود في دور الشخصية الإجرامية فهو اختيار مثالي تمامًا لمنمنمات ويس أندرسون.
من جانبه، قال بيتر ديبروج الناقد بموقع "Variety": " قد تكون شخصيات أندرسون رسومًا كاريكاتورية لكتاب جادين، ومع ذلك، فإن نبرة الفيلم أكثر اتساقًا مع الكُتاب الكوميديين في مجلة "نيويوركر": رسوم جيمس ثوربر الكرتونية، وعبثية وودي آلن، ومعاملة ستيف مارتن الساخرة للفنانين والنقاد وغيرهم من الدجالين الثقافيين".
وأضاف: " لو اعتبرنا "The Grand Budapest Hotel" بمثابة تكريم لكاتب واحد، الروائي النمساوي ستيفان زويج، فإن "The French Dispatch" هو تكريم أندرسون المفتوح على نطاق واسع لجيل من العباقرة المعقدون".
وتابع: “ إن كان أندرسون محق في الاحتفال بالجيل الذي وسع فكرتنا لما يمكن أن تصبح عليه رواية القصص، لتشكيل ما هو أكثر من مجرد الصحافة. لقد وجدوا الشعر في الشوارع وأبطالًا على الهامش؛ لقد تحدوا المؤسسة ومثلوا شيئًا جديدًا مبهمًا ومؤثرًا في كل جزء، تماما مثل السينما المتحررة التي ظهرت في نفس الوقت تقريبًا”.
وأشاد بيتر برادشو الناقد بموقع "The Guardian" بالفيلم بإعتباره ثروة وتكريم لصحيفة "نيويوركر"، بقائمة كتّابها الأسطورية، وإصرارها الشديد على الالتزام بالمعايير، وثقافة العمل الجماعي، والرسوم الكاريكاتورية المميزة والتخطيط المطبعي، والتطور الحضري الذي يستهدف عموم القراء الأمريكيين. في الواقع، أنا أتساءل لماذا لم ننتبه لصحيفة "نيويوركر" قبل تحفة أندرسون.
وأستطرد: "لا أستطيع إلا أن أقول انه مزيج من المرح والأناقة والروعة والأصالة. قد لا يكون في ذروة ما يمكن أن يحققه أندرسون لكنه حقق المطلوب من المتعة والمرح".
أما ديفيد روني الناقد بموقع “Hollywood Reporter"، ذكر أنه من غير المرجح أن يغير الجمهور، الذي وجد في الماضي أفلام أندرسون ثمينة ومهذبة بشكل مفرط، وجهة نظره في هذا الفيلم، ولن يكون مفاجئًا إذا اتهم البعض الفيلم الجديد بالانحراف تقريبًا إلى محاكاة ساخرة للذات. من سيشاهد الفيلم سيتعجب من تصميم الإنتاج بخياله وتفاصيله المبتكرة، كل إطار مليء بالتفاصيل الحرفية على نحو لا يقل عن تلك الموجودة في " The Grand Budapest Hotel".
ورأى جوردان ريمي الناقد بموقع “World of Reel" أن الفيلم يقدم تحية للصحافة وللثقافة الفرنسية. انفجار فوضوي من الطاقة الجنونية. قصص قصيرة رائعة مصورة بالأبيض والأسود. شعرت بأن كل مشهد وكأنه لوحة. في الواقع، ربما يكون فيلم ويس أندرسون الأكثر كمالا وهوسا بالتفاصيل حتى الأن.
وأشار أليكس بيلنجتون الناقد بموقع "First Showing"، إلى أن الفيلم يعد بمثابة تصورًا سينمائيًا لمجلة، وتكريما للصحفيين والكتاب. سلسلة قصص قصيرة، ثرثرة كثيفة فكريا ومسلية إلى حد ما حول مجموعة غريبة الأطوار من الشخصيات في هذه المدينة الفرنسية.
وأكمل: “الفيلم ممتع بطريقة غير تقليدية وعذب للغاية. هناك الكثير مما يجب استنتاجه في كل مشهد. قصص ضمن قصص وشخصيات لا نهاية لها من جميع الأنواع تظهر لفترة وجيزة".
ويتناول الفيلم مجموعة من القصص التي نشرت ضمن مجلة "نيويوركر" الأمريكية، خلال القرن العشرين ودارات أحداثها داخل مدينة فرنسية صاخبة.
ويشارك في البطولة: بيل موراي، ليا سيدو، سيرشا رونان، أدريان برودي، فرانسيس ماكدورماند، ويليام دافو، كيت وينسلت، تيموثي شالاميت.