يعتبر محصول المانجوز، أحد أهم المحاصيل التي ينتظرها الكثير من المزراعين ومصدر رزق لكثير من الفلاحين، وللعام الرابع على التوالي تعددت الشكاوى من قبل مزارعي المانجو من تهديد مرض "العفن الهبابي" لندرة إنتاجيته تحديدا مع هذا العام، ولما يمثله هذا المرض من خطورة على تلك الفاكهة واسعة الجماهيرية، والذي يتسبب في إفسادها، واجه مزارعو هذا المحصول هذا العام، موسمًا صعبًا، لما تعرضت له أشجار المانجو إلى مرض "الهباب الأسود" كما يصفونه.. إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة التي تسببت في سقوط الثمار قبل نضجها، وقلة الإنتاج، مما أدي ذلك إلى دمار عرش المانجو بمركز أبشواي بمحافظة الفيوم.
وكشف محمود رجب مالك مزرعة مانجو بمركز أبشواي، بأن هذه الأزمة تتلخص بأن العفن الهبابي هو عباره عن حشرة تسبب سواد على ورق الشجر والذي يجعل الثمرة ضعيفه مما تتسبب في سقوطها قبل نضجها، مشيرا إلىى أن هذه المشكة تعم على جميع مزراع المانجو بمحيط مرمكز ابشواي والتي تتخطي الـ100 فدان.
وتابع: نحن نقوم بمكافحة هذا العفن منذ سنوات ولكن دون جدوى كل فلاح بطريقته الخاصة، مشيرا إلى أن نتيجة عدم المكافحة الجماعية تسببت تفاقم هذا المرض مرة اخري، وظهور هذه الحشرة المسببه في الجو والتي تسمي بالذبابة البيضاء أو الحشرات الثاقبة والتي تقوم بأفراز شئيا اشبه بالندى العسليه ومع التصاق الاتربة عليها يتكون العفن الهبابي، مشيرا إلى أنه لا بد من المكافحة بشكل جماعي حتى لا تتناقل الاصابة للقضاء على هذا المرض، ولم تنتج مزرعتي سوي 100 كيلو العام الماضي، وهذا الموسم لم تنتج بضع كيلو جرام، على عكس الاعوام السابقه والذي كن يتعدى المحصول ال5 طن.
وأضاف، بأن هناك العديد من أصحاب المزراع أبتدوا بالاستغناء عن محصول المانجو واستبداله بزراعات اخري تنتج للفلاح، لهجرة الفلاح لعدم وجود مصدر رزق، وقيام أصحاب المزراع بأقتلاع اشجار المانجو وزراعة اراضيهم لمحاصيل تقليديه كالقمح والسمسم وما شابه لتعويض الفلاح واستمراره معهم في زراعة اراضيهم، وذلك لعدم متابعة مسئولي الزراعة على الزراعات والمحاصيل المختلفه ومتابعة أعمال الرشه والذبابة وغيرها، لافتا إلى أن الجمعية الزراعية التابعين لها تقوم بالمرور من خارج المزارع وتعلم بمدي خطورة المشكلة ولكن دون حلول وجدوي، أو توعية للفلاح، وتعلم بأن إنتاجية المحصول زيرو.
وفي سياق متصل كشف أحمد عبد الحميد أحد المزراعين بأنه يعمل باليومية بمزراع المانجو ولا يوجد مصدر رزق بعد انعدام محصول المانجو للعام الرابع على التولي، وتابع أحصل على معاش 1000 جنيها ولم استطع سد احتياجات اسرتي منه، لافتا بأن منذ عدة سنوات كانت الزراعة والجمعية تتواصل بشكل دائم بمتابعة محصول القطن ورشه، ومع الوقت أندثرت هذه المتابعاتمع الفلاحين بشكل دائم.
واستكمل الحديث خلف أحمد محمود أحد المزراعين عامل بمزرعة مانجو العفن الهبابي اثر على نمو الشجرة، وبعد نمو ثمارها يحدث ما يسمي بالنمو الخضري تمهيدا لمحصول العام الذي يليه، لافتا بأن العفن الهبابي اثر على النمو الخضري وبالتالي الشجرة لم تقم بالتزهير مما يؤدي إلى انعدام المحصول، علما بأننا قمنا بالعديد من رش هذه الحشرة ولكن دون جدوى ولم يقضي عليها، واتجهنا لزراعة المحاصيل التقليدية، بالإضافة إلى المزارع المجاورة بنفس المشكلة وهنا الكثير امكانيته لم تساعدة ان يقوم بالمكافحة والرش، وهجر الفلاح المزراع التي كانت قوت يومه بها، والزراعة لم تقم بحل المشكلة جذريا بالمكافحة الجماعية.
وطالب "محمود رجب" مسئولي الزراعة بالفيوم والجمعيات الزراعية التي من مسئوليتها المرور الدوري على الاراضي ومتابعة مشكلات الفلاحين والمحاصيل، وعليهم اعطاء الملاحيظ والإرشادات اللازمة حول كل محصول عن طريق المرشد الزراعي، لافتا بأن وزير الزراعة اوصى من قبل بضرورة متابعة المرشد الزراعي واهميته ودوره في تحقيق الثقافة والتوعية اللازمة حول المحاصيل والزراعات المختلفه، وبعدم تواصل المرشد حدث ضرب للمحصول بجميع مزراع المانجو في المنطقة.
وأضاف: اطالب بتفعيل لمديرية الزراعة وإدارة ابشواي وجمعية قصر بياض بالأهتمام ومتابعة مشكلات فلاحي مزراع المانجو، لإحياء هذا المحصول من جديد الذى كان من اجود اصناف المانجو، حتى لا يلحق بمحصول المشمش الذي انقرض من مزراعنا حيث كانت الفيوم المحافظة الاولي في تصدير المشمش، مما جعل الكثير من الفلاحين استبدلوا هذه المحاصيل بزراعات تدر لهما دخل.