لحظات بين الألم والأمل تجتمع داخل غرفة الرعاية المركزة، بين وحدات طبية مخصصة لتقديم العلاج والرعاية للحالات المرضية الحرجة في المستشفيات ومتابعة طبية وتمريضية مكثفة ومتخصصة، وباتت مراقبة المريض تعتمد على عدد كبير من الأجهزة، كل منها يختص بعض معين، إضافة إلى الاهتمام بالإضاءة والنظافة والتعقيم، وكأنها قسم من مركبة فضائية، ومع تطور الطب، زادت الحاجة إلى وحدات عناية مركزة متخصصة.
ويحظى قطاع المستشفيات الجامعية بالمنيا، باهتمام كبير من جانب الدولة، والقيادة السياسية، التي توجه دائمًا بالاستثمار في العنصر البشري، وفيما يحتاج إليه المصريون من خدمات، في مقدمتها الخدمات الطبية والعلاجية، التي يحصل عليها المواطن البسيط سواء في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة والسكان، أو في المستشفيات الجامعية، التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف العلاج والرعاية الطبية في المستشفيات الخاصة.
يأتي ذلك تماشيًا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، برعاية المصريين من الناحية الصحية، وتسريع وتيرة ما يتم بذله من جهود لتطوير منظومة الصحة في مصر، وتطوير القدرات المادية والبشرية العاملة في هذا القطاع الحيوي بما يساهم في تحسين الخدمة الطبية المقدمة للمواطنين والارتقاء بمستوي الرعاية الصحية التي يتلقونها.
وخلال الـ٧ سنوات الماضية؛ ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، في شهر يونيو من عام ٢٠١٤، حقق قطاع المستشفيات الجامعية بالمنيا، نجاحات عدة، سواء فيما يتعلق بتطوير المستشفيات، أو من خلال المشاركة في تنفيذ عدد من المبادرات التى يطلقها الرئيس السيسي لرعاية المصريين، وهو ما انعكس بشكل إيجابي على مستوى الخدمات الطبية والعلاجية، في تلك المستشفيات، انطلاقا من مسئوليتها لرفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمجتمع، من خلال الاهتمام المتعاظم بقطاع مستشفياتها الجامعية، وإنشاء صروح طبية جديدة، ترفع من كفاءتها الطبية ومنظومتها الخدمية المتكامل.
وشاركت المستشفيات الجامعية بقوة في جهود الدولة للتصدي لجائحة كورونا، التي أنهكت القطاع الصحي العالمي، حتى إن عددا من الدول المتقدمة لم يزل يعانى من تداعياتها السلبية على القطاع الصحي، غير أن مصر استطاعت بجهود القطاع الصحي، المتمثل في المستشفيات العامة والمركزية، التابعة لوزارة الصحة والسكان، والمستشفيات الجامعية، التابعة لوزارة التعليم العالي والبحثم العلمي، اجتيار الكثير من المعوقات، والتخفيف من تداعيات الجائحة.
وقد افتتح الدكتور مصطفى عبد النبى، رئيس جامعة المنيا، واللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، هذا الأسبوع وحدة العناية المركزة (تبرع بنك الشفاء المصري)، بالاستقبال والطوارئ، بمستشفى المنيا الجامعي، بحضور الدكتور معز الشهدي، الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس الأمناء لبنك الشفاء المصري. وأوضح الدكتور محمد فتحي، مدير وحدة الاستقبال والطوارئ، بمستشفى المنيا الجامعي، أن بنك الشفاء المصري، شارك في زيادة عدد أسرة العناية، بوحدة العناية المركزة بقسم الاستقبال والطوارئ، بمستشفى المنيا الجامعي، من خلال توفير ١٠ أسرة رعاية مركزة، تضم ٨ أجهزة تنفس صناعي، و١٠ أسرة رعاية كهربائية، و٥ مراتب هوائية، و١٠ أجهزة مونيتور، و١٥ جهاز سرنجات محاليل، و٥ مضخات محاليل، وجهاز رسم قلب، وجهاز صدمات كهربائية، بقيمة أربعة ملايين جنيه.
وتمثل تلك الوحدة الجديدة إضافة جيدة لوحدة الاستقبال والطوارئ، التى تم إنشاؤها مؤخرا بمستشفى جامعة المنيا، والتى تضم مبني طبي متكامل بطاقة استيعابية ١٢٠ سريرا شمل (٣٥ سريرا مرحلة أولى، و٨٥ سريرا مرحلة ثانية)، وتم تنفيذها في زمن قياسي، وطبقًا لأعلى معايير الجودة العالمية، لتغطي احتياجات المحافظة الطبية لإسعاف حالات الحوادث.
وتم تزويدها بأحدث التقنيات الطبية، وإعداد المبنى ليعمل بنظام الـ Triage الترياج العالمي الذي يوفر تقديم رعاية طبية وتمريضية سريعة وذات كفاءة عالية للمصابين والحالات الحرجة من لحظة دخولهم المستشفى وإسعافهم وحتى خروجهم معافين.
كما يضم المبني معملًا وبنكًا للدم، وصيدلية للطوارئ، ووحدة للأشعة المتكاملة تحتوي على جهاز للأشعة المقطعية والتليفزيونية ودوبلر، والأشعة العادية ديجيتال، والسينية، إضافة إلى ٤ غرف للعمليات، ووحدتين عناية متوسطة لرعاية الحالات الحرجة، وغرف إقامة للمرضى حتى استقرار حالتهم، حيث تم تزويد المبنى بالكوادر البشرية من الأطقم التمريضية المدربة لمتابعة الحالات ورعايتها.
ويضم مبني وحدة الاستقبال والطوارئ الجديد وحدة لاستقبال الحوادث بنظام التصنيف ترياج تحتوي على عدد ٢٤ ترولي متنقل، ووحدة للصدمات المخية، تحتوي على ٦ أسرة لاستقبال حالات النزيف والجلطات المخية التي لا تحتاج إلى تدخل جراحي، والتي تعاني المحافظة من نقص شديد بها.
علاوة على وحدتين للعناية المتوسطة بطاقة ١٠ أسرة، وغرف إقامة للمرضى بالأدوار من الأول علوي وحتى الثالث بطاقة ٤٥ سريرًا وجميعها مكيفة الهواء بالكامل بما يجعلها إضافة مهمة لمستشفى المنيا الجامعي، وتعزز من قدرتها على تقديم المزيد من الخدمات الطبية، والصحية المميزة للمواطنين.