تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
جاءت جلسة مجلس الأمن التي عقدت الخميس الماضي لمناقشة أزمة سد النهضة، بنتائج لم تكن على المستوى المرجو في مصر والسودان، في وقت بدأت فيه إثيوبيا الملء الثاني للسد المبني على النيل الأزرق الرافد الأكبر لنهر النيل، حيث طالبت أغلب الدول الأعضاء بضرورة العودة للمفاوضات دون التطرق إلى الإجراءات الأحادية الجانب التي انتهجتها إثيوبيا، والتي على رأسها بدء الملء دون إبرام أي اتفاق.
وبدأت القاهرة والخرطوم في التحرك مجددا على الصعيد الدبلوماسي، حيث وصلت أمس الأحد مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء مباحثات بشأن أزمة السد الإثيوبي، فيما اتجه وزير الخارجية سامح شكري إلى بروكسل لعقد عدة اجتماعات على رأسها قمة مع حلف شمال الأطلسي "الناتو" لمناقشة الأزمة التي تهدد استقرار القرن الأفريقي.
والتقى وزير الخارجية سامح شكري مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي للتباحُث بشكل معمق حول جوانب العلاقات الثنائية بين الجانبين، وكذا تبادُل الرؤى بشأن عدد من الملفات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المُشترك.
وصرح المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير أحمد حافظ، أن اللقاء شهد تأكيدًا على الطابع الاستراتيجي للعلاقات الوثيقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، والذي يعد الشريك الأول لمصر على الصعيديّن التجاري والاستثماري. كما تم تناول أهمية العمل على المزيد من التنسيق إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل وزيادة التبادل التجاري وجذب مزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر.
وأشار السفير أحمد حافظ إلى أن اللقاء شهد كذلك تشاورًا حول عدد من القضايا الإقليمية المهمة، وعلى رأسها ملف سد النهضة، حيث عرض الوزير شكري نتائج جلسة مجلس الأمن الأخيرة، معربًا عن تقدير مصر للبيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخرًا والذي انتقد إعلان إثيوبيا بدء الملء الثاني للسد دون التوصل إلى اتفاق مع دولتي المصب؛ مع تأكيد مطالبته بأهمية وضع خارطة طريق للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم في إطار زمني محدد.
ومن جانب آخر، خلال اللقاء، تم تناول القضية الفلسطينية وملف عملية السلام وضرورة تحريكه وخلق زخم دولي من أجل الدفع قدمًا نحو إيجاد تسوية عادلة وشاملة، حيث أشار الوزير شكري إلى مواصلة مصر بذل جهودها من أجل تحقيق السلام والاستقرار استنادًا إلى إطار حل الدولتيّن، فضلًا عن العمل من أجل إعادة إعمار قطاع غزة وتقديم المساعدات والدعم التنموي لسائر أنحاء الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية. كما تطرَق اللقاء إلى الملف السوري وتبادُل الرؤى في هذا الشأن، فضلًا عن تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث تم التأكيد على أهمية عقد الانتخابات في موعدها يوم ٢٤ ديسمبر ٢٠٢١، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا دون تأخير أو استثناء.
هذا، وأعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن التقدير للدور المحوري الذي تقوم به مصر في المنطقة على كافة الأصعدة بغية تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
كما التقى وزير الخارجية سامح شكري، اليوم، بسكرتير عام حلف شمال الأطلنطي (الناتو) "ينس ستولتنبرج" بمقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك في إطار الاهتمام بالتشاور مع مختلف الأطراف الدولية للتباحث بشأن الأوضاع الإقليمية والدولية، وطرح الرؤية المصرية بشأنها.
وصرح السفير أحمد حافظ، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن اللقاء تناول سبل تفعيل وتطوير برامج التعاون والشراكة القائمة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في عدة مجالات من بينها الأمن السيبراني ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة والكشف عن وإزالة الألغام، بالإضافة إلى بناء القدرات البشرية والتكنولوجية لمواجهة التحديات الراهنة.
وأضاف المُتحدث الرسمي، أن المحادثات تطرقت كذلك إلى مختلف التحديات الأمنية في أرجاء المنطقة، خاصةً في شرق المتوسط وشمال أفريقيا، وكذا الساحل والصحراء والقرن الأفريقي؛ حيث تناول الوزير شكري الموقف المصري إزاء الأزمات التي تواجه عدد من دول المنطقة، والجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب والمقاربة الشاملة التي تنتهجها مصر في هذا الإطار، مؤكدًا التزام مصر بدعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة خارجية السودان، مريم الصادق المهدي من موسكو، إن بلادها تقدر موقف روسيا في مجلس الأمن، برفض الإجراءات الأحادية من قبل إثيوبيا في أزمة سد النهضة، والتى تضر بالسودان، مؤكدة أن روسيا تستطيع إقناع إثيوبيا بتحكيم صوت العقل في ملف سد النهضة.
وأضافت خلال مؤتمر صحفى عقد اليوم الاثنين، مع نظيرها الروسى سيرجي لافروف، كما نقدر الدعم الروسي للحكومة الانتقالية في السودان، ونسعى لتعزيز التعاون مع روسيا في مختلف المجالات.
وتابعت: نقدر دعم السودان في كافة القضايا التى عرضت في مجلس الأمن والأمم المتحدة.
فيما أكد لافروف، دعم موسكو للمساعي المبذولة خلال الفترة الانتقالية في السودان، مشيرا إلى ضرورة رفع العقوبات المفروضة عليه.
وكانت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق المهدي، وصلت إلى روسيا في زيارة رسمية تمتد لثلاثة أيام، التقت خلالها نظيرها الروسي، سيرجي لافروف، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية، أن المباحثات بين الوزيرين ركزت على تطورات قضية "سد النهضة"، كما التقت الوزيرة ألكسندر كازلوف، وزير الموارد الطبيعية والبيئة، رئيس الجانب الروسي في اللجنة الوزارية الروسية - السودانية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي.