تزامنا مع موجات الطقس الحارة وإفرازات العرق التي نتعرض لها يوميا يبحث بعض الاشخاص عن الانتعاش الذي يوفره المشروبات الباردة دون النظر إلى المخاطر التي تسببها معتقدين انها سببا في الراحة الجسدية، بالرغم من هناك العديد من المشروبات التي يجب الابتعاد عنها خاصة في فصل الصيف.
بحسب ما ذكر موقع "Everyday health" الطبي، هناك عدد من المشروبات التي تضر بصحة الإنسان، المشروبات التي تحتوي على الصودا والتي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ومرض السكر فضلا عن ضعف الأسنان وتعرضهم للكثير من المخاطر كما أنها سببا أساسيا في حدوث الجفاف، حيث أثبتت العديد من الابحاث التي أجرتها الجمعية الفسيولوجية الأمريكية أن استخدام المشروبات الغازية التي تحتوي على الصودا بشكل أساسي لإعادة الانتعاش والترطيب تؤدي إلى تفاقم الجفاف وزيادة إصابات الكلى، فضلا عن الكحول لأنه يزيد من إنتاج البول.
كما أن مشروبات الطاقة لها آثار جانبية فقط يخدع بعض الأشخاص الطعم الحلو لأنه مليء بالمحليات والكافيين، فالإفراط من استهلاك تلك المشروبات تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب وزيادة ضغط الدم والنوبات والقلق وتغيرات المزاج، كما يمكن أن يتسبب السكر الموجود بتلك المشروبات في حدوث انخفاض في نسبة السكر في الدم، وقد يؤدي إلى حدوث "انهيار" بدلًا من زيادة الطاقة.
وعلى صعيد آخر يعتقد الناس أن عصير الليمون من أكثر العصائر المرطبة والمنعشة في فصل الصيف وأنه يخلصهم من العطس لأنه مشروب حمضي نظرا لاحتوائه على فيتامين سي الذي يقي من بعض الأمراض، ولكن الفيتامين الموجود في العصير أقل من 1000 مجم الموصى بها للفوائد الصحية، وأن العديد من مشروبات عصير الليمون لا يوجد بها ليمون حقيقي، ولكنها نكهة السكر والليمون، الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، بالرغم من أن العصائر الطازجة تحتوي على العديد من الفوائد الصحية والعناصر الغذائية، إلى أنها تُفقد الألياف الصحية في العصائر، مما يسمح برفع نسبة السكر في الدم.
وفي ذات السياق قال الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، يعتبر عصير الفواكه من المشروبات الصحية في فصل الصيف في الأجواء الحارة، ناصحا بتناول العديد من الفواكه لأن لها تأثيرا تبريديا على الجسم، كونها غنية بالماء، وتناولها يساعد على التعامل الصحى مع الحرارة، فالعديد من الفواكه مثل الموز والبطيخ تحتوي على نسبة عالية من الماء وتناولها ليس له تأثير تبريد فحسب، بل يساعد على إزالة السموم من الجسم، ويرفع المناعة في فصل الصيف ضد أمراض الصيف.
وتابع يفضل الملايين من الناس شرب الماء المثلج على المشروبات الدافئة في أيام الصيف الحارة لكن المشروبات الدافئة تبرد أكثر من المشروبات المثلجة والمياه الغازية، يمكن أن يؤثر انتقال الحرارة بين المشروبات الباردة والجهاز الهضمي بشكل مباشر على درجة الحرارة لكن هذا تأثير مؤقت، حيث يتم تسخين السوائل الباردة في الأمعاء بواسطة الأعضاء المحيطة.
وأكد هناك ثلاثة حقائق بينت دراسات متعددة أن الذين يعانون من الإرهاق الحراري أو ضربة الشمس دائمًا ما يكون لديهم نقص في فيتامين سى، أولا، المستويات الجيدة من فيتامين سى قد تساعد على تقليل مخاطر التعرض للطقس الحار وممارسة التمارين الرياضية القوية، ثانيا، انخفاض مستويات فيتامين سي يسبب تفاقم نوبات الاجهاد الحرارى الناتج عن التعرض للشمس وممارسة الرياضة، ثالثًا: يساعد تناول فيتامين سى في سرعة الشفاء الاجهاد الحرارى الناتج عن التعرض للشمس وممارسة الرياضة، موضحا أن فيتامين سي يحمي الحمض النووي والبروتينات والدهون من الأضرار التأكسدية للشوارد الحرة، كونه مضاد أكسدة قوي وكذلك يحافظ على وظائف الجهاز العصبي فضلا عن اهميته للمخ كمضاد للأكسدة.
وتابع يحتاج الإنسان البالغ في الصيف نحو 3 لترات من الماء يوميًا على الأقل، غياب ثقافة شرب الماء له آثار سلبية على الصحة لانه هام للمناعة، وحيوية الأنسجة، والتخلص من البلغم والإفرازات المخاطية، والهضم وامتصاص الطعام، وإخراج السموم من الجسم، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وقيام الدم بوظائفه، وامتصاص الصدمات خلال المجهود خاصة مع الجرى والمشى، وتليين المفاصل، والحفاظ على شكل الجسم، وكفاءة الأجهزة التناسلية، والحمل.
وأوضح انه يجب تجنب العصائر الجاهزة والمشروبات المحلاة أو المصنعة، والأولوية للفاكهة الطازجة وعصائر الفاكهة، وكذلك العبد عن تناول المقرمشات والأغذية المحفوظة والطرشىى والشيبسى والمقبلات والمياه الغازية والأغذية السريعة واللانشون والبسطرمة.
أما بالنسبة للمياه الغازية، تناول المراهقين أكثر من نصف لتر من المياه الغازية يوميا يزيد احتمالات إصابتهم بمتلازمة اضطراب التمثيل الغذائي عشرة أضعاف، وهي مزيج من الاضطرابات الصحية تنتج بصفة رئيسية عن زيادة الوزن والسمنة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين ومرض السكر، السكر الزائد ينقص المناعة وينعش الميكروبات ويضر القلب ويسبب السمنة، ومقاومة الأنسولين وهى المشكلة الأساسية في السمنة ومن الآليات الكامنة في حدوث أمراض القلب والسكري النوع الثاني.
أما مشروبات الطاقة تمنح جسم الإنسان طاقة بصورة أكبر من الجهد المطلوب لتفريغها، وذلك لغناها بالكافين وحمض التورين، فحصول جسم الإنسان على طاقة مرتفعة دون الحاجة إليها يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم والصداع وزيادة معدل نبضات القلب والقلق والعصبية والميل للقىء وإدرار البول وفقدان كمية من الفيتامينات التى تذوب في الماء وزيادة مستوى السكر في الجسم.
وينصح بدران الباحثين عن الطاقة بشرب عصير قصب السكر حيث إنه يعد مصدرا فوريا للطاقة ويسبب الراحة النفسية والهدوء.
قال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الباطنة والكبد بالمعهد القومي للكبد والأمراض المعدية، والمستشار الطبي للمركز المصري الحق في الدواء، بالنسبة للمياه الغازية أنها تساعد على إعادة الترطيب هو إيحاء كاذب لأن مكوناته بها نسبة صودا عالية وكذلك السعرات الحرارية عالية، الكانزة الواحد تحتوي على سعرات حرارية تعادل ٩ ملاعق سكر، حتى وإن كانت دايت أو زيرو بها ملعقتين سكر، الحقيقة أنها تزود الطاقة ولكن مشكلتها أنها تؤدي إلى التركيز بالنسبة لسوائل الجسم عموما مما قد يؤدي إلى العطش.
وأكد أن أنسب شيء لمقاومة العطش هو الماء الطبيعي على فترات مع وجود تهوية جيدة، فضلا عن معالجة أسباب تؤدي لارتفاع نسبة الأملاح بالجسم أو تكوين الحصوات أو أمراض الكلى، لذلك لا بد من منع المشروبات والمأكولات التي تزيد من تركيز الأملاح مثل المخللات والأمل الحريف ومحتوى الصوديوم العالي مثل البسطرمة والمايونيز والبهارات الحارة بالنسبة لمرضى الكلى، مع منع المشروبات التي تحتوي على سعرات حرارية.