الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الروائية السعودية قالت إن "كتارا" تُمنح لكل من "هب ودب".. هيلانة الشيخ: الجوائز العربية مُسيسة وتراعي التقسيمات الجغرافية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جائزتا "نجيب محفوظ" و"الطيب صالح" تعانيان التعتيم
روايتي الأولى ظلمت بقية أعمالي.. وجمالي ساعدني في بداية مشواري
السعودية ينقصها "اتحاد كتاب" وجوائز أدبية محلية
الرواية أهم عناصر النهضة.. والشعر لم يعد له تأثير
الوحدة العربية فكرة غير واقعية.. ويمكن تحقيق وحدات على مستوى الشام والخليج وأفريقيا
يصف الكثيرون أعمالها بالجرأة الشديدة، إلا أن آراءها في الكثير من القضايا الأدبية والسياسية أكثر جرأة.. إنها الكاتبة والروائية السعودية من أصل فلسطيني، هيلانة الشيخ، التي ترفض وصفها بالناشطة النسوية، أو المدافعة عن حقوق المرأة؛ موضحة أنها تنشغل بالقضايا الكبرى، التي يتأذى منها أي إنسان، وتشكل معضلات وأزمات أمام المجتمع الدولي عامة، مثل الفقر والجوع واللجوء والحروب والعنصرية والطائفية.
"البوابة" التقت الروائية البارزة؛ خلال زيارتها لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية الـ52، المقامة بمركز المعارض بالتجمع الخامس، لتتحدث عن أعمالها الجديدة، ونظرة الجمهور لما تكتبه، ونظرتها للواقع العربي عامة والسعودي بشكل خاص، وأيضا رأيها في الجوائز العربية وفي قضيتي الرواية والشعر.. فكان هذا الحوار..

* بداية.. رواية "بماذا أخبر الله" ناقشت خفايا الوسط الأدبي.. ما المختلف فيها عن بقية أعمالك؟
** "بماذا أخبر الله" رواية نفسية فلسفية، قدمت فيها بطلة قبيحة، وذلك عكس ما كنت أفعله، فكل شخصيات أعمالي جميلات، هذه المرة اخترت بطلتي امرأة تعاني من القبح والسمنة المفرطة، وتعاني من إثبات وجودها في الوسط الأدبي، ولها محاولات أدبية منها رواية تخلصت منها وفضلت عدم نشرها، ففي كل عمل جديد أحاول تقديم مفاجأة للقارئ في الفكرة أو في الأسلوب.
* يتسم أسلوبك الروائي باقتحام منطقة الأيروتيك.. هل تتميزين بهذا اللون؟
** لا؛ أبدا، ما يميز أسلوبي هو الجرأة على كل المستويات، فهناك الجانب السياسي والديني وأيضا الجسدي، لكن الناس للأسف لم يتذكروا لي سوى جرأة الأيروتيك فقط، ففي رواية "امرأة تمسك في ذات الفعل" أتعرض خلالها لعدد من التشريعات الدينية متمنية أن يتم إعادة النظر فيها.
وفي رواية "فما بكت عليهم الأرض" طرحت القضية الفلسطينية ولكن بإسقاط جريء، أما رواية "تبسمت جهنم" فهي روايتي الأولى التي حققت نجاحًا لكنها صدرت للجمهور أنني أكتب أيروتيك، بينما الجرأة عندي على مستويات مختلفة.
والمشكلة أن الانطباع الأول يدوم لدى القارئ، حيث تسببت روايتي الأولى في ظلم بقية أعمالي المهمة والجريئة، فقد طرحت القضية الفلسطينية وحوار الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، أزمة الثقافة الوهابية، العنصرية والطبقية، البناء الاجتماعي للمجتمع الحجازي.

* هل يصح وصفك بالمدافعة عن المرأة أو الكاتبة النسوية؟
** إطلاقا، أنا ضد الكتابة النسوية، وأغضب من تصنيفي ناشطة نسوية، بل هاجمت القلم النسائي، وفي رأيي هناك قضايا أهم مثل الفقر والجوع واللجوء، وفي ظني القضية النسوية صراع أدبي مختلق.
* ما الصعوبات التي تواجهها المرأة في الوسط الأدبي؟
** المجال العام يحدد وضع الأديبة، فمثلا الكاتبة الحسناء ذات القوام المثير يتهافت عليها الناشر لطبع كتابها، وإن كانت قيمته الأدبية متدنية، بينما إذا كانت امرأة غير جميلة وتعاني من السمنة المفرطة ولديها كتاب حقيقي وقيمته الأدبية عالية لا أحد ينشر لها، إلا إذا دفعت مقابلا ماليا باهظا، ودعنا نتفق على أن بعض الكاتبات يقدمن تنازلات من أجل الوصول والشهرة.
ومن تقدم تنازلات أكثر تصل أسرع، وتختلف التنازلات ما بين مادية كالتي تدفع مقابل النشر وجسدية كالتي تتعرض للتحرش فتقابل ذلك بالصمت، وأخريات مدعومة من شخصية إعلامية مثلا أو أن يكون الأب شاعرا أو كاتبا فهو بالأساس يدعمها.

* كيف كانت تجربتك الأولى مع النشر؟
** دخل اسمى إلى الوسط الأدبي من خلال المقالات التي كتبتها في الصحافة، ما جعل لي أرضية، حيث وقعت عقد أول رواية لي في غضون 24 ساعة، ومن الجائز أن يكون شكلي قد لعب دورا في سرعة التوقيع، أنا لا أضحك على نفسي، ففي الحقيقة جمالي ساعدني في خطواتي الأولى، وفي نشر كتابي الأول فربما لم يقرأ الناشر روايتي، أيضا جمهوري الذي حققته من الصحافة كان مساعدا لي.
ففي فترة كنت أكتب بجوار الشاعر فاروق جويدة في القاهرة، ويمازحني قائلا: "عدد قراءتك أعلى مني ياهيلانة"، وأجيبه أن ذلك يعود لجمالي، فالشكل يخدم كثيرا، لكن فيما بعد القلم القوي والجيد يستطيع أن يثبت نفسه وجدارته، فالاستمرارية تعتمد على القيمة الأدبية أولا.
* ما رأيك في التغير الكبير الذي يحدث بالمملكة العربية السعودية؟
** تغير واضح أمام كل الناس، لكننا بحاجة لمزيد من هذه التحولات بحيث تنتقل من جانب الفن والحفلات إلى مجالات الثقافة ودور النشر وإعطاء مساحة أكبر للحرية في تناول موضوعات معينة في الجانب الأدبي، كما أننا بحاجة إلى إنشاء اتحاد كتاب سعوديين ونحتاج لجوائز أدبية محلية كباقي الدول العربية.

* وماذا عن مكانة كتاب الرواية في السعودية برأيك؟
** في المملكة الروائي مهمش ويحتاج لمزيد من الدعم فعندنا اهتمام كبير بالشعراء ولا سيما الشعراء النبطيين، فمثلا هم يفتتحون السينما، لكن يجب أن نهتم باللبنة الأولى، وهي الروائي الذي يقدم قصة يمكن أن تنتقل للسينما.. أي بلد يحتاج أن ينطلق يجب أن تنتبه للكتابة وليس للشعر، فالشعر لم يعد مؤثرا، لم يعد قادرا على تسليط الضوء على المجتمعات وقضاياه وخفاياه.
الرواية من زمن طويل هي من أهم عناصر النهضة، هي القادرة على نقل حضارة البلاد ودعمها، في مصر نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس علامات مهمة وفي فلسطين غسان كنفاني، في السعودية لدينا أسماء ثقيلة وأقلام مميزة وخاصة من النساء لكنها تواجه منع انتشار أعمالهن.
* على أي مشروع أدبي جديد تعكفين؟
** لدي حاليا عملان أدبيان، منهما رواية تتحدث عن مذكرات ضابط أردني وتدور في حقبة السبعينيات، وتقتحم الزمن المستقبلي، وتضم عددا من القضايا منها الجيش الأردني ومشاركته في حرب الكرامة وحرب عمان وقضايا عرقية وقضايا اجتماعية.

* في خيالك.. إلى أين تمضي الدول العربية؟
** تعود إلى الوراء.. ربما نلتمس الأمل في الجيل الجديد، جيل الإنترنت إذا توافرت له الظروف المناسبة، لأنني من أصول فلسطينية وولدت في الأردن وعشت في السعودية، فأنا أحمل قدرا كبيرا من الثقافة العربية المتنوعة بداخلي، وأتمنى أن يتحرر الجيل الحالي ويصنع مستقبله.
* ألا تروق لكِ فكرة الوحدة والقومية العربية؟
** أعتقد أن الوحدة العربية حلم غير واقعي ولا يمكن تحقيقه، لأن البلاد العربية مختلفة فيما بينها وكل دولة لها ثقافة تختلف عن شقيقتها رغم التقارب الظاهري، من الممكن أن تتم وحدة خليجية، ووحدة بين منطقة الشام، ووحدة بين دول أفريقيا، لكن من الصعب تحقيق وحدة عربية خالصة.
* كيف تنظرين للجوائز العربية؟
** الجوائز العربية هي الكارثة الكبرى والمصيبة، هناك دول لا تقدر على صناعة ثقافة لكنها تتحكم في توجيه الثقافة لما تمتلكه من المادة والمال.
الجوائز التي لها قيمة كبيرة ومصداقية لم نعد نسمع عنها مثل جائزة نجيب محفوظ وجائزة الطيب صالح، بينما يعلو صوت البوكر وكتارا، لكن ما الأعمال التي تأخذ الجائزة؟ ما قيمتها؟! من الواضح أنها جوائز مسيسة ومقسمة.
مثلا في البوكر فاز في الدورة الأخيرة الروائي جلال برجس الأردني، بينما الرواية الجزائرية المشاركة كانت أقوى بكثير منه، لكنهم لن يمنحوا الجائزة للجزائر في دورتين متتاليتين فهي مقسمة جغرافيا، في دورة سابقة أخذتها هدى بركات، بينما كانت هناك إنعام كجه جي أقوى بكثير.
أما كتارا فقد منحت جوائزها لواسيني الأعرج وأمير تاج السر لترفع من مكانتها، لكنها في النهاية تُمنح جائزتها لكل من "هب ودب"، وبعد منح الجائزة بشهرين لا أحد يتذكر من فاز بالجائزة أصلا.