لا يختلف أحد على أن التضامن مع الأخوة الأشقاء في قطاع غزة بدولة فلسطين نتيجة تعرضهم للإرهاب الغاشم الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية هو واجب إنساني في المقام الأول ينبغي القيام به، فضلا عن كونه استجابة طبيعية ومنطقية من شعب مصر لمؤازرة أشقائنا في العروبة والدين في الأزمات التي يتعرضون لها في كل وقت من قبل المحتل الإسرائيلي البغيض، الذي لا يراعي أي معاهدات أو اتفاقيات تقرها الأمم المتحدة بشأن السلام والتعايش بين الدولتين بأي حال من الأحوال.
ومن منطلق دور مصر الكبير في المنطقة، فقد أرسلت وفودا طبية متعددة التخصصات إلى قطاع غزة من أجل تقديم المساعدات الطبية لهم في مختلف التخصصات بعد زيادة حالات الإصابات من الجرحي جراء الممارسات العنيفة التي مارسه عليهم الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الأعزل.
وشعرت بالفخر والاعتزاز بأطباء بلادي عندما تابعت عدد السيارات الطبية عبر قافلة الأزهر الشريف بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية ومحملة بمستلزمات طبية متنوعة ما بين خيوط جراحية وأدوات الجراحة العامة والشرائح والمسامير المستخدمة في عمليات العظام وتخصصات أخري كالباطنة والقلب والأوعية الدموية والأسنان والمخ والأعصاب...الخ، فضلا على الملابس وأدوات التعقيم وأغذية ومشروبات وغيرها من الأدوات التي تأتي امتدادا للدور التاريخي الذي يقوم به أطباء مصر الشرفاء الذين يتسابقون دوما للقيام بدورهم في كافة الأزمات الداخلية والخارجية وأبرز مثال على هذا دورهم في أزمة كورونا أو كوفيد 19 وغيرها من الأزمات الطارئة.
وكما نشيد بدور الأزهر الشريف الذي يقوم بدوره في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية ونشر روح الإخاء والتلاحم بين أبناء الأمة الواحدة وهذا ما نراه في القوافل المرسلة منه لدعم وإنقاذ كل ما يمكن إنقاذه ودعم قضايا العالم الإسلامي.
والدولة ممثلة في وزارة الصحة، ووزيرتها النشيطة هالة زايد تجاه المصابين والجرحي جراء العدوان على قطاع غزة في فلسطين والتضامن مع الشعوب ونشر روح الإخاء والتلاحم بين أبناء الأمة الواحدة. وكل هذا يأتي في إطار دعم القيادة السياسية المباشر للوقوف مع الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات بأنواعها لهم وفي هذا الإطار أعلن الرئيس السيسي عن تقديم مصر دعم مباشر لفلسطين يقدر بنصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة نتيجة التدمير الذي لحق بها من قبل الجيش الإسرائيلي.
الأمر الآخر المهم الذي لفت انتباهي جيدا هو تسابق الأطباء المصريين في الانضمام للقوافل الطبية المتوجهة لغزة بفلسطين وكافة المناطق التي تتعرض للعدوان، بكل جدية وحماس وحب، ويقدمون العلاج والرعاية الطبية لكل مصاب ومجروح هناك، ولفت نظري وجود أطباء لم يترددوا في السفر رغم أعبائهم الكثيرة إلا أنهم لا يتأخروا لحظة عن القيام بالواجب الطبي المطلوب مثل د.سارة وفائي طبيبة الأسنان المتميزة ود. هند الحصري الطبيبة المتميزة في تخصص المخ والأعصاب ود.هالة المصري تخصص الجراحة العامة وعدد كبير من الكوادر المتخصصة في مجالات جراحة العظام المعقدة وغيرهم ممن في تخصصات لاستكمال مشوار أهل غزة العلاجي ويقدمون المساعدات لكل الجرحي في القطاع.
ومن جانب آخر ثمن العالم كله وعلي رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن موقف مصر المشرف من العدوان على غزة ودور مصر في تقديم المساعدات الطبية والغذائية وعلاج الجرحى وإعادة إعمار ما هدمته الحرب على الشعب الأعزل، كما ثمنت وزارة الصحة الفلسطينية الدور المصري وأطبائه وأزهره الشريف لما يقومون به تجاه الشعب الأعزل في فلسطين وقطاع غزة.
وتحية موصولة لأطباء مصر الشرفاء الذين يقدمون بلا مقابل ويضحون بأنفسهم وأموالهم لأجل إنقاذ حياة مريض يحتاج إلى المساعدة خاصة من مصابي العدوان الغاشم الإرهابي!
