يشارك الروائي والفنان التشكيلي عبد العزيز السماحي في الدورة ال٥٢ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بالنص المسرحي "بنت النهار" الصادر عن هيئة المطابع الأميرية، والمتوفر بصالة رقم 2 - جناح C 36 - ورواية "صلوات العبيد" الصادرة عن قطاع صندوق التنمية الثقافية، والمتوفرة أيضا بصالة 1 جناح B 5 - وصالة 3 جناح B 16.
"بنت النهار" تدور أحداث المسرحية داخل إحدى قرى الريف المصري البسيط بتفاصيله المكانية الجميلة، ويستهل في الصفحات الأولى من الكتاب بوصف جماليات المكان ومكوناته قبل أن يبدأ في سرد تفاصيل المشهد الأول عن قصة حياة شجرة عتيقة ظلت لسنوات في مكانها قرب ناصية الحقول ومرت بتجارب كثيفة معقدة ثم تقوم الشجرة نفسها بالحكي والوصف والاشتباك بالحوار مع زميلاتها الشجيرات الصغيرة ثم تتوالى الأحداث والمفاجآت الغير متوقعة والتي تطير بخيال الصغار إلى عالم ساحر لا مرئي.
استخدم المؤلف في تلك المسرحية أسلوبا رشيقا ولغة سحرية بديعة، لكي يتمكن من اجتذاب الأطفال عن طريق التشويق وتدافع الأحداث، فالنص ممتلىء بمعاني كبرى لا يلتفت إليها الناس سواء كانوا صغارا أو كبارا وبه مستوى راقي من المفاهيم الفلسفية المغلفة بمفردات الحكاية عن الإنسان والمكان، والصدق والإخلاص، ورد الجميل، والحفاظ على التاريخ والتراث، حتى وإن كان ذلك التراث مجرد شجرة معمرة وبلغة شعرية رقيقة يتنقل المؤلف بين مشاهده الخمسة، التي احتوت على بعض الأغنيات التي تخدم فكرة النص وتبادل الحوار برشاقة بين كل أبطال المسرحية إذ يدفع الخير الشر الذي يصول ويجول في موجات عاتية.
النص غني بالشخوص وبالأحداث وبالمشاهد وبها الكثير من الحكايا الداخلية المنبعثة من قلب القصة الرئيسية، كما أنها غنيه بالموسيقى وبالشعر وتتصاعد فيها وتيرة الدراما لتصل إلى الذروة ثم تنساب هادئة بين جنبات النص وتصير ناعمة رقيقة في بعض الأحيان وكأنها تهمس في أذن الصغار بصوتٍ خافت ثم تحدث المفاجأة غير المتوقعة في النهاية.
أما رواية "صلوات العبيد" فقد اختار المؤلف عنوانا موحيا لها، فاللغة فيها متمكنة جدا، كما أنها ليست لغة معاصرة مُقحمة على زمانهان والجو الروائي رغم أنه خارج من عب التاريخ إلا أنه يقدم لنا حياتنا في صيروراتها التاريخية.
يبدو وكأن المؤلف قد أخذ أبطاله من زمانهم البعيد ثم أتى بهم إلى حياتنا ليقول من خلالهم ما يريد أن يبوح به عن زمانه ومشكلاته وأفراحه وأتراحه وهمومه، هذا النص الروائي البديع يعيد إلى العين والذهن الإحساس بالجمال والمتعة خلال قراءته وهما قيمتان نادرتان في الروايات الجديدة اليوم.
ويقول عنها الكاتب يوسف القعيد: أسعدتني جدًا قراءة هذه الرواية الجميلة للفنان الروائي عبد العزيز السماحي، إنها تأخذنا إلى عبق التاريخ وتحتفي بمفردات الحياة المصرية من بشر ومكان، سادة وعبيد، ويبدو احتفاؤها بهذه المفردات أشبه بتكوين لوحة تشكيلية بديعة أكثر منها سردًا متتاليًا رُغم أنها بالفعل كذلك، فهي تلخص ما خفي عن العقل والروح في زمن ما وتختصر كثيرا من السرد الزائد وتجعلنا أمام بناء فاتن بموضوعه أيضا.
أما الكاتب إبراهيم عبد المجيد، يقول في إهدائه: "هذي الكلمات لن تضيع هباءً في فضاء الكون الواسع، وهذا الكتاب فيه مفاتِحُ القيد وجناحان لكل طائر منكسر"، ولقد صدق في قوله... وهكذا على مدى الرواية الممتلئة بعبق التاريخ، يذوب السماحي تعاطفًا مع شعب مصر المسكين الذي أمضى معظم تاريخه يعاني الذل والهوان من استبداد حكامه الجبابرة، معبرًا بأدواته الشعرية وصوره التشكيلية عن هذا التعاطف بلغة بسيطة سَلِسة في صورٍ فنية بالغة الجمال.
يضم معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته ال52، التي تستمر فعالياتها حتى 15 يوليو الجاري، نحو 756 جناحا، ويبلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية بها 823 دار نشر.
ويشارك في هذه الدورة 25 دولة من مختلف قارات العالم بواقع 7 دول أفريقية وهي: "السودان، وجنوب السودان، وليبيا، والمغرب، وتونس، وإرتريا، والصومال"، بالإضافة إلى 12 دولة آسيوية وهي: "العراق، والكويت، والإمارات، والأردن، والسعودية، ولبنان، واليمن، وفلسطين، والبحرين، وسوريا، واليابان، وكوريا"، إلى جانب 5 دول أوربية وهي: "صربيا، وروسيا، واليونان، وبريطانيا، واسبانيا، وأمريكا".
كما تشهد لأول مرة منصة رقمية تشمل كافة التفاصيل والخدمات التي تهم زوار المعرض، مثل إمكانية الحصول على الإصدارات من خلال البحث عن الكتب ودور النشر المشاركة، إلى جانب أجندة الأنشطة والفعاليات التي ستجرى افتراضيا "أون لاين"، وخريطة المعرض، وجولة افتراضية محاكاة للواقع داخل قاعات المعرض، كما تضم المحتوي الرقمي، وخطوات التسجيل للحصول على تذكرة الزيارة على الرابط الخاص بالموقع www.cairobookfair.gebo.gov.eg أو من خلال الكلمات الدلالية على محرك البحث " جوجل "، وكذلك تخصيص مسار خاص وسريع لكبار السن وذوي القدرات الخاصة والسماح لهم بالدخول بصحبة مرافق من جميع البوابات مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية المتعارف عليها حرصا على الصحة العامة، ومنها ارتداء القناع الطبى، وقياس درجة الحرارة، والمرور عبر بوابات التعقيم ومسافات التباعد الآمنة، كما تم تحديد حد أقصى للطاقة الاستيعابية لكل قاعة عرض.
وفرت وزارة الثقافة بالتنسيق مع وزارة النقل والمواصلات خطوط أوتوبيس من وإلى مقر المعرض للتيسير على الزائرين، وفيما يتصل بالبرنامج الثقافي لفعاليات المعرض فقد تحدد النشاط الثقافي لهذه الدورة في سبعة مسارات رئيسية هي: "أنشطة وعروض الطفل، الثقافة التشكيلية، القضايا الثقافية الراهنة، الأقلام الإبداعية، الشعر والشعراء، اللقاءات الفكرية، السينما والعروض المسرحية".