الأحد 02 فبراير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

الأنبا ميخائيل و"الإنجيلية".. مسيرة حافلة بالتسامح ونموذج للوحدة.. القس باسم عدلي: كان يردد "الله صنع الكنيسة والبشر صنعوا الطوائف".. القس سامح موريس: مثال للبساطة والتواضع والمحبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس باسم عدلي، راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الأولي بأسيوط، كانت بداية العمل الإنجيلي في المحافظة عام ١٨٦٥، عندما جاء المرسل جون هوج، وبدأ العمل الإنجيلي في المحافظة، التي كان يغلب عليها الطابع الأرثوذكسي آنذاك، وتفاوتت العلاقة بين الشد والجذب، خصوصًا مع بداية تكوين اجتماعات الإنجيليين، وبناء كنيسة في أسيوط القديمة سنة ١٨٧٠.



وانضم الكثير من أعيان أسيوط إلى الإنجيلية، فأصبح كثير من الباشوات وأغنياء أسيوط إنجيليين، وهذا فرض نوعا معينا في العلاقة بين الكنيستين، وتنامي الفكر الإنجيلي في أسيوط، ووصل إلى بقاع كثيرة من المدينة، وامتد إلى مراكز وقرى أسيوط.
وأضاف "عدلي"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الأنبا ميخائيل بدأ كمطران أسيوط، في سن صغيرة، وكانت العلاقة بين الكنيستين في تباعد، حتى شهدت حدثًا فارقًا في ١٤ أغسطس ١٨٧٧، عندما قام بعض المتطرفين برمي الحجارة على بيت الكنيسة الإنجيلية الأولي، وكنيسة الملاك ميخائيل، فعقد اجتماعا بين قادة الكنائس، واتفقوا على بيان مشترك.
ومن هنا بدأت العلاقة الطيبة بين الأنبا ميخائيل والكنيسة الإنجيلية متمثلة في الراحل القس باقي صدقة، وقد كان القس باقي، موهوبا في صياغة وكتابة مثل هذا النوع من البيانات.
وتابع "عدلي": وهنا بدأ الأنبا ميخائيل، يقترب من القس باقي، ويقتنع بفكره وإخلاصه للكنيسة، وهذا أحدث نقلة نوعية في العلاقة بين الكنيستين، وبدأت مرحلة من الود والتشاور والعمل المشترك، متمثلة في قياداتها.
واستطرد "عدلي"، بأن الأنبا ميخائيل، كان يردد ويقول في أكثر من مناسبة حساسة، خاصةً في الأحداث الطائفية: "اللي يقوله القس باقي أنا متفق معه"، وأيضا قام الأنبا ميخائيل والقس باقي والأنبا كيرلس، برفع بيان إلى الرئيس محمد حسني مبارك، في ١٢ ديسمبر ٢٠٠٤، بعد أحداث طائفية شهدتها محافظة أسيوط، راجين منه التوجيه بما يراه مناسبًا لتضميد الجراح، وعلاج الأوضاع القائمة علاجًا جذريًا، لكي تكون مصر شامخة برئيسها وحكومتها وشعبها.


وتابع القس باسم عدلي، راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الأولي بأسيوط، قائلا: وهكذا واجه الأنبا ميخائيل، مع القس باقي، الأحداث الخاصة والصعبة في أسيوط، وكان الأنبا ميخائيل يردد مع القس باقي هذه الكلمات "الله صنع الكنيسة والبشر صنعوا الطوائف".
وذكر "عدلي"، واقعة حدثت مع الراحل القس باقي والاأبا ميخائيل، قائلًا: في ذات مرة، وبالأخص في حفل زفاف أحد أقرباء القس باقي صدقة، لمحه الأنبا ميخائيل، حاضرًا في قاعة الكنيسة، فدعا القس باقي "الإنجيلي"، أن يشاركه طقس عقد الزواج داخل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهكذا كانت اللقاءات المشتركة بين القس باقي والأنبا ميخائيل، وكانت تربطهما محبة شديدة، انعكست على بقية الكهنة والقساوسة وشعب الكنائس التابعة للكنيستين.
وفي توديع مطران أسيوط الأنبا ميخائيل؛ توافدت الجماهير وكان قادة الكنيسة الإنجيلية في مقدمة المشيعين وقد حزنت الكنائس بكافة مذاهبها لأجل خسارة هذا البطل المغوار الذي وقف بقوة أمام الجميع ولم يهب إنسان ولم يفرق في حق الكنيسة قيد أنمله.
وقد شارك الراحل القس باقي صدقة أحد أعمدة وقادة الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر والراعي السابق للكنيسة الأولي بأسيوط بكلمة مؤثرة في الفيلم الوثائقي الذي أعدته مطرانية أسيوط للأقباط الأرثوذكس عن المطران الأنبا ميخائيل.
واختتم القس باسم عدلي راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الأولي بأسيوط، بقوله: امتدت هذه العلاقة الطيبة لتلقي بظلالها على علاقة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط الحالي في علاقته بالكنيسة الإنجيلية، فبدأ يزور الكنائس الإنجيلية ويشارك في مناسباتها العامة وتحسنت العلاقة بين الكنيستين تحسن جيد جدا بذلك العمل الذي بدأه الأنبا ميخائيل وصار في نفس الدرب الأنبا يؤانس.
من جهته؛ قال الدكتور القس سامح موريس، راعي الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، عن الراحل الأنبا ميخائيل، شيخ المطارنة، سنًا ومقامًا، كما وصفه موريس: سمعت عنه من قبل، وودت أن التقي به لسبب شخصي، وللتعرف عليه، إن كانت هناك علاقة بخدمة "حبة الحنطة"، والتي بدأت في أسيوط، والتي تجمع الطوائف معًا، تحت ظل محبة المسيح، ومنحني الله فرصة أنا وزوجتي، أن نلتقي به مرتين في أسيوط، واللقاء الثالث كان في القاهرة، وهو في طريقه إلى العلاج قبل انتقاله.
وتابع: وأحب أن أسرد انطباعاتي التي تركته هذه اللقاءات في أعماقي وعن الرسالة التي تركتها بداخلي أولا دهشت ببساطة المكان، البساطة الشديدة للغاية لشخص له هذا المقام داخل مطرانية بهذا الحجم والغني والثراء، بأن يكون مكتبه ومكان إقامته بهذه البساطة الشديدة، أما الأمر الثاني وجدته واقفا لاستقبالي من على بعد.
وكشف موريس عما قاله الأنبا ميخائيل بشأن الوحدة، فيقول موريس قال لي الأنبا ميخائيل: "إننا واحد" (السيد المسيح قال: ليكونوا واحدا)"، المسيح محدش يقدر يكسر كلامه".
وتابع راعي كنيسة قصر الدوبارة: كان يتكلم الراحل الانبا ميخائيل عن الوحدة بطريقة ويجسدها بطريقة لم أسمعها أو أراها بهذه الطريقة، تحدث عنها كحق وحقيقة فوق الكل، وبشكل كان بالنسبة لي لأول مرة أسمعه بهذه الصورة، إيمانه بالوحدة وحديثه عنها كان صدقا، ونابعا عن حياة معاشة، كنت أحس أنه يقدم لي وللكنيسة في مصر رسالة ونموذجا حقيقيا عن وحدة الكنيسة.