بداية معرفتي الحقيقية باسم شريف إكرامي، كانت في مفاجأة عودته من الاحتراف الأوروبي إلى مصر، وتوقعت أن ينتقل مباشرة إلى النادي الأهلي، على اعتبار أنه أحد أبناء النادي، ولكنه انتقل إلى ذلك النادي حديث العهد بالدوري الممتاز الجونة، هنا قولت في نفسي أن شريف إكرامي حارس مرمى "على قده".
بعد موسم واحد، سألت نفسي ما هذه العقلية التي تنتقل إلى الجونة وهو على هذا المستوى، وجاءتني الإجابة بانتقاله إلى الأهلي، بعدما أثبت جدارته بالعودة إلى المارد الأحمر، ليبدأ رحلة تاريخية في كل شيء، رحلة من النجاحات والاخفاقات، حبه من شاء وكرهه من أراد.
انتهت رحلة الحارس شريف اكرامي مع الأهلي بعد عقد من الزمان، كتب خلاله تاريخا كبيرا، وفاز مع نادي القرن الأفريقي، بكل البطولات المحلية والقارية، وشارك في كأس العالم للأندية، وحصد برونزية مونديال الشباب، وبطولة أمم أفريقيا للشباب، وشارك في كأس العالم 2018، كان ينقصه فقط الأولمبياد.
طبعا انت الأن تسأل، هل ذلك سببا ليحب ذلك الكاتب شريف إكرامي، وقد خان الأهلي، ووضعه في مرتبة متأخرة بجدول اهتماماته، أتحبه وقد أضاع على الأهلي بطولاته؟، أتحبه وهو في أسوء مواسم حياته؟، هناك مصلحة بينكما؟
لم أجلس يوما مع شريف إكرامي، ولم أحادثه هاتفيا، بل ولم أجرى معه طوال حياتي حوارا صحفيا، أو أحصل منه على تصريح، ولكن إجابتي بكل شجاعة نعم.. نعم أحب شريف إكرامي، أحب ذلك الرجل الناضج، العاقل، الهاديء، الشجاع، المجدع، المسئول، أحبه وأراه وريثا شرعيا لكرسي الحكم بالقلعة الحمراء بعد بضع سنوات من الاعتزال، أحبه وعلى يقين بأن قلبه ينبض بحب الأهلي، أحبه ولا أحب الهجوم عليه أو انتقاده بدون وجه حق.
أعلم أن بعض القراء يجهزون الأن وابل من الاتهامات والسباب، ولكني أحب شريف إكرامي بعيدا عن الملعب، بعيدا عن الأخطاء، التي لو لم يرتكبها لأصابني الشك في أنه ملاك، أو كائن غير بشري، ولو كانت أخطائه نادرة فلماذا يلعب للأهلي أو الجونة أو بيراميدز؟، لا أريد الدخول في جدل حول الحارس شريف إكرامي، دعوني أتحدث عن ذاك الرجل الذي يحمل اسمه صفته.
شريف وهو شريف، وتلك صفة باتت نادرة، في وسط أصابه العته والدخلاء والباحثون عن المصلحة في أي اتجاه، شريف لم يبحث عن مصلحته فقد أعلن الرحيل عن الأهلي قبل "العاركة"، شريف لم يتدخل لانتقال رمضان صبحي إلى بيراميدز وذلك باعتراف نادر شوقي نفسه، والذي أكد أن شريف لم يكن على علم بتلك الصفقة من الأساس.
عندما أراه يتعامل مع أزمه، أزداد بعقله انبهارا، وعندما يتحدث يزيدني إعجابا، وعندما يرد على المنتقدين لا أملك سوى التصفيق، فهنيئا لشريف بعقله، وهنيئا لعائلته بشخصيته، وهنيئا للوسط الرياضي به، وقريبا نهنئ بعودة شريف إكرامي إلى الأهلي عبر باب أكبر، باب يجد فيه كامل الدعم والحب والاقتناع من الجمهور، ويومها أيضا سأكتب "لماذا أحب شريف إكرامي؟".