تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أصبح الحديث عن الحالة الصحية لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، مثار جدل، خلال الأيام القليلة الماضية، وكانت المخابرت الكورية الجنوبية هي أكثر الجهات التي صدر عنها معلومات بشأن صحة "أون" الذي ينظر إلى سول كعدو دائم لبلاده.
ونشرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية تقريرا بشأن كيم جونج أون، قالت فيه إن مخابرات كوريا الجنوبية كشفت عن معلومات دقيقة بشأن زعيم كوريا الشمالية، حيث نفت ما تردد بشأن تلقيه لقاح كورونا المستجد، في الوقت الذي لم تستقبل فيه بيونج يانج أي نوع من لقاحات "كوفيد ١٩" إلى الآن.
وأوضحت "أسوشيتدبرس" أن منظومة "كوفاكس" المدعومة من الأمم المتحدة والمعنية بتوزيع اللقاحات حول العالم، أعلنت في فبراير من العام الجاري أنه من الممكن أن تتلقى كوريا الشمالية ١.٩ مليون جرعة في النصف الأول من العام لكن الشحنة لم تتم.
ونوهت الوكالة الأمريكية إلى واقعة توبيخ زعيم كوريا الشمالية لمسئولي الصحة في بلاده لتقصيرهم في الحد من تفشي وباء كورونا في البلد الآسيوي، داعيا شعبه إلى الاستعداد لفرض قيود كورونا لفترة طويلة.
وينظر زعيم كوريا الشمالية إلى سول كعدو لبلاده، حتى أنه فرض عقوبات على مواطني كوريا الشمالية الذين يتم ضبطهم وهم يستمعون إلى موسيقى البوب الكورية الجنوبية، ووضع كيم قوانين جديدة تنص على أن أي شخص يُقبض عليه وهو يشاهد أو يمتلك محتوى كوريًا جنوبيًا يمكن أن يُحكم عليه بالأشغال الشاقة لمدة تصل إلى ١٥ عامًا.
بينما يمكن أن يواجه مهربو موسيقى البوب الكورية الجنوبية الإعدام، فيما تم تحديد عقوبة السجن لعامين في معسكر عمل لمن يُقبض عليهم وهم يغنون أو يتحدثون أو يكتبون "بأسلوب كوري جنوبي".
وأشارت "أسوشيتدبرس"، إلى أن كوريا الشمالية كانت تخطط لإعادة فتح حدودها مع الصين في أبريل الماضي، لكنها أرجأت الفكرة بسبب نقص معدات التطهير، في الوقت الذي تبني نقاط حراسة وهياكل خرسانية على طول حدودها مع الصين للحد وتحجيم العبور من المعابر الحدودية غير القانونية كجزء من خطواتها لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩".
فيما أكدت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي أن كوريا الشمالية أبلغتها أنها اختبرت ٣١٧٩٤ شخصًا للكشف عن إصابتهم بفيروس كورونا، حتى ٢٤ يونيو وأن جميع النتائج كانت سلبية.
ونقلت الوكالة عن هونج مين، كبير المحللين في معهد كوريا الجنوبية للتوحيد الوطني في سول، قوله: إن حملة مكافحة تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد ١٩" في الجارة الشمالية لا تزال تركز على الحجر الصحي الصارم والرقابة على الحدود، ويبدو أن استيراد وتوزيع لقاحات كورونا على المواطنين لا تمثل أولوية.
في السياق نفسه؛ قالت وكالة بلومبرج الأمريكية أن "منشأ الحديث عن الحالة الصحية لزعيم كوريا الجنوبية هو ظهوره في مقطع فيديو لاجتماع حكومي آواخر يونيو المنصرم، وكان يبدو أكثر نحافة، ورجحت الوكالة أن كيم جونج أون خضع لنظام غذائي في الفترة بين فبراير إلى يونيو من العام الجاري، فقد فيه ما يصل إلى ٢٠ كيلو جراما".
وأضافت "بلومبرج"، أن "ظهور الزعيم الكوري الشمالي وهو يترأس اجتماعًا حكوميًا، وبدا أنه نحيف تسبب في حزن شعب كوريا الشمالية، ونقلت وسائل الإعلام الحكومية مشاعر المواطنين الذين انهاروا وبكوا عند رؤيتهم لكيم النحيف".
ونقلت الوكالة الأمريكية، عن المشرع الكوري الجنوبي قوله: "إذا كان هناك خلل في صحته، فيجب أن تكون هناك علامات على استيراد الأدوية إلى العيادة المسئولة عن صحة كيم، ولكن لم يتم اكتشاف ذلك".
ودائمًا ما تكون الحالة الصحية لزعيم كوريا الشمالية، مثار جدل كبير، وكان أبرز هذه الحالات في ٢٠١٤ حينما اختفى كيم جونج أون، عن الظهور لمدة أربعين يوما، وفي أول ظهور له كان يتكئ على عكاز، وهو ما أكد التكهنات آنذاك بأنه يتعافى من عملية في الكاحل، وتكررت الاختفاءات على نحو جعل الحكومة في كوريا الجنوبية تستنتج بأنها ربما كانت لأغراض طبية.
وعاد الحديث مجددا عن صحة زعيم كوريا الشمالية خلال العام الماضي بسبب ظهور بعض العلامات على رسغ يده وتكهن مراقبين بأنها نتيجة إجراء طبي دون التطرق إلى طبيعته تحديدا، ويعرف كيم بأنه مدخن شره، ويعتقد أيضًا بأنه يشرب الكحول بكثرة، فيما تحدث كثيرين عن أن زيادة وزنه خلال الأعوام الأخيرة نتيجة إصابته بمرض السكري أو النقرس.
ويحظى زعيم كوريا الشمالية، باهتمام بالغ من عدد من أجهزة المخابرات خاصة وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية في ظل حال التوتر والعداء المستمرة بين الجانبين منذ عقود.
ولا ينفصل الحديث عن صحة الزعيم الكوري الشمالي، عن مستقبل الحكم في بلاده، حيث تنبأ مراقبون بخروج السلطة من عائلة كيم في حالة أن ساد الاعتقاد بأن شقيقته كيم يو جونج غير مناسبة للحكم، في ظل عدم تحديد خليفة له، وقد تؤدي وفاته أو عجزه لفترة طويلة عن أداء مهامه إلى وجود فراغ في السلطة، وهو ما قد يجلب حالة جديدة من عدم الاستقرار في شرق آسيا.