وبملاحظة هذه التجربة يظهر أن بقاء الإنسان بدون نوم يجعله غير قادرا على التمييز بين الواقع والخيال وعندما ألح المخ في طلب النوم دون رغبة الشخص بدأ المخ في حالة أشبه بالأحلام حتى وهو مستيقظ .
فالأحلام تحدث خلال دورة النوم عندما يبدأ جذع المخ في إرسال نبضات عصبية تخطر جميع عمليات الجسم بالإسراع لتبدأ مرحلة الحركة السريعة للعين حيث تبدأ العينين في الحركة سريعا وكأنها تبحث عن شئ رغم أنهما مغمضتين والإنسان في حالة من النوم .
فخلال الحلم يقوم المخ بخلق مواقف تخيلية و الأحلام تحدث خلال مرحلة معينة من النوم وتشير إحدى النظريات المفسرة للأحلام أن المخ يلجأ إلى الأحلام لتصنيف الذكريات التي لم يتم تصنيفها فيضع بعضها في الذاكرة طويلة المدى ومحو الذكريات عديمة الفائدة وبعض الذكريات تنتشر في المخ بصورة غير مرتبة فيعمل الحلم على ترتيبها ورغم ذلك قد يظهر الحلم على شكل قصة لا معنى لها وهناك نظرية أخرى تشير إلى أن الحلم يتيح للمخ الفرصة لكي يعود إلى وضع البداية استعدادا ليوم جديد فطوال النهار يقوم المخ بالعديد من العمليات المتنوعة ويحفظ العديد من الذكريات ويبدأ المخ من خلال الأحلام في ترتيب هذه الذكريات والأحداث فيعود كل عنصر إلى حيث ينتمي .
وبصفة عامة فإن مرحلة حركة العين السريعة سواء صاحبها الحلم أم لا فهى فرصة للمخ من القيام بعمليات تنظيف المخ وتصنيف محتوياته وعدم حصول المخ على ما يحتاجه من النوم مرورا بمرحلة حركة العين السريعة أثناء النوم تجعله يقوم بعمليات التصنيف والتنظيف والتخلص من المعلومات غير المهمة أثناء اليقظة مما يسبب الهذيان والهلوثة التي يظنها الإنسان حقيقة ومن ثم فقد كان إجبار الإنسان على أن يظل يقظا من وسائل التعذيب المستخدمة منذ مئات السنين . وأهم ما ينبغي التأكيد عليه أن النوم العميق ليلا يمثل غذاء جيد ومهم للمخ حيث يحافظ عليه في حالة جيدة صالحا للعمل كما يتيح الفرصة للمخ أن يركز على احتياجات الجسد وإصلاح ما تلف من أنشطة الجلد والشعر وغير ذلك دون أي معوقات