ذكرت قناة "أيه بي سي نيوز" الأمريكية أن العديد من البلدان في جميع أنحاء آسيا والمحيط الهادئ التي تشهد تصاعدا كبيرا للإصابات بفيروس كورونا سارعت إلى فرض قيود صارمة مجددا بعد أن كانت قد خففت تلك الإجراءات والقيود.
وفي مواجهة الأعداد المتزايدة من الإصابات في الأشهر الأخيرة، أعلنت السلطات في دول مثل تايلاند وكوريا الجنوبية وفيتنام فرض إجراءات اليوم الجمعة أملا في إبطاء انتشار الفيروس قبل أن تغرق أنظمة الرعاية الصحية.
ونوهت القناة إلى أن الوضع في أسيا والمحيط الهاديء يشبه الإيقاع المألوف في كثير من دول العالم، حيث غمرت الزيادات الحادة من المصابين بالفيروس المستشفيات وأدت إلى عدد كبير من الوفيات. ولكن العديد من الدول الآسيوية تحارب ذلك من خلال فرض قيود سفر صارمة مصحوبة بإجراءات صارمة في الداخل.
وأشارت القناة إلى أن تلك البلاد شهدت أرقامًا قياسية من الحالات الجديدة وحتى الوفيات مؤخرا، حيث يرجع السبب جزئيا إلى متحور "دلتا" شديد العدوى إلى جانب معدلات التطعيم المنخفضة وقرارات تخفيف القيود مبكرا والتي كانت قد أضرت بالاقتصادات بشدة. وعلى الرغم من أن الأرقام الإجمالية ليست قريبة من تلك التي شوهدت أثناء تفشي المرض في بؤر الوباء في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أن الارتفاع السريع في الإصابات أقلق كثيرا دول أسيا والمحيط الهادئ.
وسجلت تايلاند رقم قياسي للوفيات الجديدة يوم أمس الخميس وصل إلى 75 حالة، وبلغ عدد الوفيات 72 حالة اليوم الجمعة. وسجلت كوريا الجنوبية رقمًا قياسيًا لعدد حالات الإصابات الجديدة يوم أمس الخميس، لتكسرها اليوم الجمعة بـ 1316 إصابة، وفقًا للوكالة الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ولفتت القناة إلى أنه من بين 317506 حالة إصابة مؤكدة في تايلاند و2534 حالة وفاة منذ بدء الوباء، سجلت أكثر من 90٪ من الإصابات والوفيات منذ بداية أبريل.
وأشارت القناة إلى أنه لدى تايلاند بالفعل لوائح صارمة بشأن ارتداء الكمامات وغيرها من القواعد لمنع انتشار كوفيد-19، لكن الحكومة أعلنت عن إجراءات أكثر صرامة اليوم الجمعة بالنسبة لبانكوك والمنطقة المحيطة بها، بما في ذلك إغلاق المنتجعات الصحية، والحد من ساعات النقل العام، وتقييد أوقات عمل الأسواق والمتاجر. وتعاني منطقة آسيا والمحيط الهادئ من مشكلات الإنتاج والتوزيع للقاحات ضد كورونا.
وفي كوريا الجنوبية - التي تم الإشادة بها على نطاق واسع لاستجابتها الأولية للوباء الذي تضمن اختبارات مكثفة وتتبع مصدر الفيروس - يلقي النقاد الآن باللوم في الارتفاع الحالي في حالات الإصابة والوفيات على دفع الحكومة لتخفيف قواعد التباعد الاجتماعي بسبب المخاوف الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، أدى النقص في إمدادات اللقاحات إلى ترك 70٪ من السكان ينتظرون جرعتهم الأولي من اللقاحات.
ولم تتضرر أي دولة في المنطقة في الآونة الأخيرة مثل ما تضررت إندونيسيا، حيث تضاعفت معدلات الإصابة والوفيات اليومية على حد سواء خلال الأسبوعين الماضيين.
ولأول مرة، تشهد إندونيسيا ارتفاعًا أدى إلى رفض المستشفيات دخول المرضى، حيث أصبحت تعاني المستشفيات من نفاد إمدادات الأكسجين.
ويقول خبراء الصحة إن الإغلاق الجزئي الذي فُرض في 3 يوليو كان متأخرًا جدًا، وحذروا من أن الموجة الحالية، التي تقع في الغالب في جزر جاوة وبالي وبعض المدن في جزيرة سومطرة، ستبدأ قريبًا في الانتشار عبر المناطق المجاورة الأخرى، مشددين على أن النظام الصحي ينهار بالفعل تحت الضغط.
وعلى الرغم من الإغلاق الصارم في ماليزيا القريبة والذي بموجبه يتم إبقاء السكان في منازلهم، مع السماح لشخص واحد فقط من كل أسرة بالخروج لشراء البقالة، استمرت الحالات الجديدة منذ أن بدأت في الأول من يونيو في الارتفاع، وتم تسجيل 9،180 حالة إصابة يومية اليوم الجمعة. وزاد العدد الإجمالي للوفيات بأكثر من الضعف إلى 5903 منذ الأول من يونيو.
ونوهت القناة إلى أن ذلك يعد الإغلاق الثاني خلال العام الماضي، وقالت الحكومة إنه سيبقى حتى تنخفض الإصابات اليومية إلى أقل من 4000 حالة ويتم تطعيم 10 ٪ على الأقل من السكان - لكنه يأتي بتكلفة هائلة، مما يؤدي إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية، مع وجود عشرات من الشركات أجبرت على الإغلاق وفقد الآلاف وظائفهم.
كما فرضت فيتنام قيودًا أكثر صرامة اليوم الجمعة، حيث أغلقت مدينة هو تشي منه، أكبر مدينة في البلاد ومركزها الاقتصادي والمالي، لمدة أسبوعين. ويُسمح لسكان المدينة الجنوبية البالغ عددهم 9 ملايين نسمة بمغادرة منازلهم فقط لشراء الطعام والأدوية ولأمور طارئة أخرى خلال تلك الفترة.
وتمكنت فيتنام من الحد من إجمالي حالات الإصابة بالفيروس إلى 2800 حالة خلال العام الأول للوباء، ولم تبلغ عن أي حالات جديدة تقريبًا في الأشهر الثلاثة حتى نهاية أبريل عندما بدأ وتيرة الإصابات والوفيات في الارتفاع بسرعة. وفي الشهرين الماضيين، سجلت البلاد نحو 22000 حالة إصابة جديدة، ولم تتمكن القيود الأقل صرامة والتي كانت مفروضة في ذلك الوقت من وقف هذا الارتفاع.