الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جيهان السادات.. محطات في حياة أستاذة الأدب العربي ونصيرة المرأة المصرية.. الرئيس السيسي منحها وسام الكمال.. وإطلاق اسمها على محور الفردوس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد رحلة علاج طويلة وحياة مليئة بالمحطات الصعبة، تودع مصر اليوم، السيدة جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، التي توفيت صباح الجمعة، عن عمر ناهز 88 عاما وذلك بعد أيام من رجوعها للقاهرة في اعقاب رحلة علاجية بالولايات المتحدة.



ونعت الرئاسة المصرية، جيهان السادات، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، بسام راضي: "تنعي رئاسة جمهورية مصر العربية ببالغ الحزن والأسى السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام".



تكريم رئاسي

وأكد راضي أن جيهان السادات "قدمت نموذجا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف وأدقها، حتى قاد البلاد لتحقيق النصر التاريخي في حرب أكتوبر المجيدة، الذي مثل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث، وأعاد لها العزة والكرامة".

وأعلن متحدث الرئاسة عن إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بمنحها "وسام الكمال" وإطلاق اسمها على محور الفردوس أحد أهم المحاور بمنطقة شرق القاهرة.



محطات في حياة المرأة الحديدية
نشأت جيهان السادات وسط أسرة مصرية، حيث ولدت بمدينة القاهرة في 29 أغسطس 1933، وهي ابنة الطبيب المصري صفوت رءوف والبريطانية غلاديس تشارلز كوتريل اللذان التقيا في انجلترا بينما كان صفوت في جامعة شيفيلد يدرس الطب، وكانت الثالثة من بين أربعة أبناء، وكان والدها يعمل أستاذ جامعيا ويحمل الجنسية البريطانية.



تزوجت جيهان من السادات في 29 مايو 1949 قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية، عندما كان ضابطا بالجيش المصري، وأنجبت منه 3 بنات هن لبنى ونهى وجيهان، وولد واحد هو جمال.
وتميزت السادات في حياتها العلمية، إذ حصلت على "ليسانس" الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977، ثم ماجستير في الأدب المقارن، من نفس الجامعة عام 1980، ونالت درجة دكتوراة في الأدب المقارن عام 1986 من كلية الآداب بجامعة القاهرة.
ولاحقا، انضمت لهيئة التدريس بجامعة القاهرة، كما عملت أستاذا زائرا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحاضرة في جامعة ساوث كارولينا بالولايات المتحدة.
الا ان واقعة اغتيال أنور السادات، أجرتها على الدخول في عزلة تامة لمدة عام. وعندما خرجت من فترة الحداد استأنفت إلقاء المحاضرات وإعداد الدكتوراة في جامعة القاهرة.
وفي عام 1984، طلب منها رئيس جامعة ساوث كارولينا الأمريكية،التي منحتها درجة الدكتوراة الفخرية في عام 1979أن تقوم بالتدريس فيها فقبلت الدعوة، كما قامت أيضا بإلقاء المحاضرات في الجامعة الأمريكية في واشنطن العاصمة.


تركت جيهان السادات جامعة ساوث كارولينا في عام 1986 وأصبحت أستاذة زائرة في جامعة رادفورد في فرجينيا، كما حصلت على درجة الدكتوراة في النقد الأدبي من جامعة القاهرة في ذلك العام، لتصبح أستاذة الدراسات الدولية في جامعة ميريلاند في عام 1993، ومنحت كرسيا هناك للسلام والتنمية باسم زوجها الراحل.



نصيرة المراة
وعلى عكس قرينات الرؤساء والملوك، اختارت السادات طريقا مغايرا، واقحمت نفسها في العمل العام واهتمت بشكل بالغ بقضايا المرأة المصرية.
وكانت أولى خطواتها في نصرة المرأة عندما أنشأت في عام 1967 جمعية تعاونية في قرية تالا، بمحافظة المنوفية التي ينتمي إليها زوجها، حتى تتمكن الفلاحات من الحصول على درجة من الاستقلال الاقتصادي عن أزواجهن من خلال تعلم الحرف اليديوية.
كما ترأست الهلال الأحمر المصري وجمعية بنك الدم المصري خلال حرب عام 1973، وكانت السادات الرئيس الفخري للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، كما كانت رئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا، التي جمعت الأموال لشراء الكتب والملابس للطلاب، كما أنشأت دورا للأيتام ومرفقا لإعادة تأهيل المحاربين المعاقين.
ويرجع الفضل لجيهان السادات في إصدار العديد من التشريعات والقوانين التي تحمي حقوق المرأة، ففي عام 1979، تم تخصيص 30 مقعدا في البرلمان المصري للنساء، وتم منح النساء حق الطلاق لتعدد الزوجات والاحتفاظ بحضانة أطفالهن.