تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رحلت عن عالمنا صباح اليوم الجمعة السيدة جيهان السادات ، حرم الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، بعد معاناة مع المرض دامت لفترة طويلة .
سيرة ذاتية
لم تكن تعرف اسمها الحقيقي حتى بلغت الحادية عشرة من عمرها، فوالدتها الإنجليزية دائما ما كانت تناديها بـ"جين" وهو الاسم الذي كان يناديها به والدها أيضا، وظللت معروفة بين أفراد عائلتها وصديقات طفولتها بهذا الإسم ولم تكن تعرف لنفسها اسم غيره إلى أن تسلمت شهادة الإبتدائية وحين رأت اسما آخرا غير الذي تعرفها مدونا بالشهادة سألت معلمتها: من هي جيهان؟
فقالت لها المعلمة: أنتِ. وعندما عادت إلى بيتها سألت والدتها السؤال نفسه: من هي جيهان.. ما اسمي؟ فقالت لها والدتها: في الدرسة الآن اسمك جيهان، أما في العائلة فأنت "جين".
ولدت "جين" في جزيرة الروضة وكان مولدها بشارة خير لعائلتها حيث حصل والدها الذي كان يعمل موظفا بوزارة الصحة على علاوة في نفس اليوم الذي ولدت فيه .
أم انجليزية
وعلى الرغم من أن والدتها إنجليزية لكنها لم تربيها هي وأخوتها على النمط الأوربي بل تعلمت العربية لينشأ أولادها في بيئة عربية خالصة. لكن من ناحية أخرى لم تعاملهم كما تتعامل الأم المصرية مع اولادها التي تدور حولهم لتحميهم فكانت عندما يقع أحد أخوتها أثناء اللعب تسرع إحدى العمات لمساعدته على النهوض كان هذا الأمر يزعج والدتها جدا وتقول لهم: "دعوهن يقفن وحدهن"، كما كانت تختلف عن الأمهات المصريات اللاتي حين يغسلن شعر بناتهن مثلا يبقيهن داخل المنزل حتى تجف شعورهن. وإنما تقول لهن: "هذا كلام فارغ إذهبن إلى الخارج جتى تجفف الريح شعركن".
نشأت" جين" على قوة الشخصية وعدم الاتكالية والاعتماد على الذات لذا اعتبرت نفسها زعيمة الأطفال في أسرتها وكأنها كانت تعرف أن حياتها ستكون حياة خاصة. أو أن أحلامها ستتحقق وأنها ستصبح في يوم ما سيدة مصر الأولى .
زوجة الرئيس
كانت " جين" تملك من الصلابة وروح التحدي ما يمكنها من إقناع والدها ووالدتها بالموافقة على زواجها من أنور السادات رغم كل الظروف القاسية على المستوى الوظيفي حيث كان مطرودا من وظيفته كضابط بالجيش ومتهم بقضايا سياسية وملاحق من قبل الانجليز وعلى المستوى الإجتماعي كمطلق ولها أبناء من زوجة سابقة وهي التي نشأت في أسرة لم يسبق لواحد من عائلتها الزواج بمطلق.
أصرت "جين" على الزواج من "السادات" وتحدت معه كل الظروف القاسية وشظف العيش وكما كانت تحمل الخير لعائلتها حينما ولدت كانت كذلك لـ"السادات" بعد زواجها حيث تحسنت أوضاعه المالية وعاد إلى عمله وكانت عونا له في نضاله ضد الاحتلال وفساد القصر وهي تدرك تماما حجم التضحيات التي يقدمها زوجها ومستعدة لتدفع معه ثمن هذه التضحيات في سبيل رفعة وطنها وأبنائه.
مسيرة كفاح
قضت جيهان السادات، التي قدمت الكثير حينما كانت سيدة مصر الأولى خاصة للمرأة المصرية ويكفينا مما قدمته "قانون الشقة من حق الزوجة" في حال طلاقها ولم يكن لها مأوى، آخر سنوات طويلة من الكفاح والسير على طريق مهد بالجمرات والشوك وهي واقفة بعزم لا يلين ككل المصريات العظيمات اللاتي ممرن على هذه الأرض الطيبة.. رحم الله السيدة جيهان السادات وأسكنها فسيح جناته .